تتناول كتب التفسير وأسباب النزول بعض المبررات التي أدت إلى نزول آيات من سورة يوسف. ومن بينها قوله -تعالى-: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)، التي نزلت عندما طلب الصحابة -رضوان الله عليهم- من الرسول الكريم أن يخبرهم بقصة جديدة تختلف عن قصص الأقوام الماضية.
فأنزل الله -عز وجل- قوله: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا)، حيث أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة بأن القرآن الكريم هو أفضل حديث وأن قصصه تتفوق على القصص الأخرى، وقدم لهم من خلال هذه السورة العظيمة قصة يوسف -عليه السلام- بشكل مفصل.
ويُروى أن هذه السورة نزلت لتخبر نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- عن قصة يوسف -عليه السلام- بعد عام الحزن، وذلك لتقديم العزاء له في أصعب فترات حياته عقب وفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة. كما وردت روايات أخرى تشير إلى أن بعض اليهود التقوا بكفار قريش وطلبوا منهم سؤال النبي عن قصة نبي الله يوسف وأسباب انتقال آل يعقوب من الشام إلى مصر، فأنزل الله -تعالى- هذه القصة.
تُعتبر سورة يوسف من السور المكية، حيث نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة، وهي السورة الثانية عشرة في ترتيب سور القرآن الكريم، بينما تأتي في المرتبة الثالثة والخمسين من حيث النزول، وذلك بعد سورة هود. يحتوي نص هذه السورة على مئة وإحدى عشرة آية.
سُميت سورة يوسف بهذا الاسم لأنها تتناول قصة النبي يوسف -عليه السلام- بشكل مفصل، وهي القصة القرآنية الوحيدة التي تم ذكرها بالكامل في سورة واحدة. بينما ذُكرت قصص الأنبياء الأخرى بشكل متفرق في سور منفصلة، متضمنةً الإيجاز في بعض السور والتفصيل في أخرى، فإن قصة يوسف -عليه السلام- جاءت بصورة كاملة ومنظمة في سورة واحدة. وقد ورد اسم يوسف في القرآن الكريم مرتين فقط خارج هذه السورة.
تضمنّت سورة يوسف مجموعة من الموضوعات المهمة، ومنها:
أحدث التعليقات