تتميز الشريعة الإسلامية بحكمتها في معالجة جميع جوانب حياة الناس، حيث وضعت توجيهات شاملة تلبي احتياجاتهم. فلكل مشكلة أو تحدٍ يُواجه الناس، تقدم الشريعة حلاً فعالًا من خلال أحكام ربانية وتوجيهات أخلاقية. بالتالي، تضمن لهم أسلوب حياة سعيد وكريم، خالٍ من الضغوط والتعقيد. ومن مظاهر كمال الشريعة أنها صالحة للتطبيق في جميع العصور والأماكن، فلا يمكن القول بأن بعض قوانينها مناسبة لزمن دون آخر، إذ أن الله سبحانه وتعالى هو المشرع الخبير بما يصلح حال الناس وما يحقق لهم السعادة في الدارين.
من الموضوعات التي أقرتها الشريعة الإسلامية هي قضية تعدد الزوجات، حيث تشير الآيات الكريمة في سورة النساء بوضوح إلى مشروعية هذه الممارسة. يتجلى ذلك في السماح للمسلم بالزواج من أكثر من امرأة، وفقًا للآية: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا). وقد نزلت هذه الآية في سياق الرجل الذي يرغب في الزواج من يتيمة لديه، وللتخفيف عنه من حرج عدم دفع المهر، جاءت الآيات لتبيح له تعدد الزوجات.
لا شك أن الشريعة الإسلامية لم تقرر حكمًا أو مسألة إلا لوجود أسباب تدعم ذلك، وقد يفهم الناس هذه الأسباب في بعض الأحيان وقد تغيب عنهم في أوقات أخرى. أما فيما يتعلق بمشروعية تعدد الزوجات، فمن الواضح أنها ترتكز على عدة أسباب نذكر منها:
أحدث التعليقات