يُعتبر الجهل بالله -عز وجل- وبأسمائه وصفاته وأفعاله، وكذلك الجهل بدين الله من أهم مظاهر الغفلة. فإن الشخص الذي يعلم أن الله مطلع عليه ويعلم السر وأخفى لا يُشبه من هو غافل عن ذكر الله مشغول بالدنيا، ولا يفرق بين الحلال والحرام. فقد كانت أول ما أنزل الله -تعالى- في كتابه هو “اقرأ”، فالقراءة تُعتبر غذاءً للروح وتُحرك الإيمان وتجعل الإنسان يتسلق إلى زاد ينفعه في الآخرة. لذا، فإن الجهل يُحيط بالإنسان من كل جانب مما يجعله في حالة غفلة عما هو قادم عليه.
وإذا نظرنا في أعمار الصحابة عند إسلامهم، نجد أن سيدنا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قد أسلما وتعلمّا وهما في سن متقدمة. وعليه، فإن الإنسان مهما بلغ من العمر فلا ينبغي له أن يتوقف عن طلب العلم، لأن غير العالم لا يساوي عند الله العالم.
روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يزال قلب الكبير شابًا في اثنتين: في حب الدنيا وطول الأمل). إذ يبقى الإنسان، مهما بلغ من العمر، متفائلًا ويمتلك أملًا كبيرًا في الحياة، وغالبًا ما يغتر بصحته وثروته.
ولكن الموت يأتي بشكل غير متوقع، فلا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن قد آمنت من قبل. وكثرة الأمل وحب الدنيا يمكّن الإنسان من الغفلة عن الآخرة، مما يؤدي به إلى الوقوع في المحرمات والتقصير في العبادة.
كلما طالت آمال الشخص، انخفضت أعماله. وما أنت موقن بأنه قادم، ثِق بأنه قريب. وغالبًا ما يندم سكان القبور على ما كان ينبغي لهم القيام به من العمل الصالح. بينما يتنافس الناس في الدنيا على جمع الثروات، يندم أهل القبور على كون هذه الثروات أشغلتهم عن الحق وعبادة الله. فالدنيا اختبار وليست دار قرار، وخير زاد هي التقوى.
هناك العديد من الأسباب التي تسهم في حدوث الغفلة، وأهمها:
أحدث التعليقات