يُعتبر هرمون الحليب مرتفعًا عندما تكشف الفحوصات عن مستوى يزيد عن المعدلات العادية لدى النساء، والتي تُحدد كما يلي:
رغم أن زيادة هرمون الحليب تحدث بشكل طبيعي أثناء الحمل والولادة، إلا أنها قد تشير في بعض الحالات إلى مشكلات صحية تحتاج لاستشارة طبية. ومن الأسباب الرئيسية لزيادة هرمون الحليب، سواء الطبيعية أو الطارئة، ما يلي:
تزداد مستويات هرمون الحليب أثناء الحمل بشكل طبيعي، حيث قد تصل إلى 10 إلى 20 مرة من مستوياتها الطبيعية لدى النساء غير الحوامل، كما أن مستويات الهرمون تتغير خلال اليوم بناءً على عدة عوامل، وتصل إلى ذروتها في الحالات التالية:
يصل هرمون الحليب إلى أعلى مستوياته بعد خروج المشيمة إثر الولادة بشكل مباشر، نتيجة الانخفاض السريع في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون. ويبدأ هرمون الحليب في تحفيز الغدد المنتجة للحليب في الثدي لإفراز الحليب، حيث يصل مستوى هرمون الحليب في اليوم السابع من الرضاعة إلى نحو 100 ميكروغرام/لتر.
بعد بضعة أشهر من الرضاعة الطبيعية، تنخفض مستويات هرمون الحليب تدريجيًا. من المهم الاستمرار في إرضاع الطفل أو شفط الحليب للحفاظ على مستويات الهرمون، حيث أن التوقف عن ذلك قد يؤدي لتقليل مستوياته وبالتالي تقليل إنتاج الحليب.
تعتبر بعض الأمراض من العوامل الشائعة التي تؤدي إلى ارتفاع هرمون الحليب. وعلى الرغم من أن المشكلة في حد ذاتها ليست خطيرة، إلا أنها قد تشير إلى أمراض صحية أكثر خطورة. ومن أبرز هذه الأمراض:
الورم البرولاكتيني (Prolactinoma) هو ورم حميد يصيب الغدة النخامية، مما يتسبب في خلل في وظائف الغدة وإفراز كميات كبيرة من هرمون الحليب.
عندما تعاني الغدة الدرقية من قصور، تستجيب الغدة النخامية بزيادة إفراز الهرمون المطلق لمنشط الدرقية (TRH)، مما يؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الحليب على الرغم من أن هذه المستويات تكون أقل من تلك المرتبطة بالورم البرولاكتيني.
يُعرف مرض فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa) بأنه اضطراب في الأكل نتيجة القلق المفرط من زيادة الوزن. وقد أظهرت الدراسات أن هذا المرض يتسبب في اختلال وظائف الغدة النخامية وزيادة إفراز الهرمونات، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمون الحليب لدى النساء المصابات.
يمكن أن يتسبب التوتر والقلق في زيادة مستويات هرمون الحليب لدى النساء غير الحوامل، حيث يؤثر التوتر على وظائف الغدة النخامية المسؤولة عن إعداد هرمون الحليب، بالإضافة إلى الغدة تحت المهاد التي تنظم إفرازات الغدة النخامية.
الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يؤدي أيضًا إلى زيادة مستويات هرمون الحليب. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن هذا الهرمون يرتفع بعد ممارسة تمارين رياضية شديدة أو متوسطة، إلا أنه يعود لمستوياته الطبيعية خلال 24 ساعة بعد التمرين، كما لوحظ عدم ارتفاعه مع التدريب على المدى الطويل.
يُستخدم بعض الأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الحليب لدى النساء كأثر جانبي. ومن أبرز هذه الأدوية:
لذا، من المهم استشارة الطبيب المتخصص للتحقق مما إذا كان العلاج الموصوف هو سبب ارتفاع هرمون الحليب، وإذا كان الأمر كذلك، فقد يقترح الطبيب علاجًا بديلاً لتفادي هذه الحالة.
بعض الأعشاب يمكن أن تؤدي أيضًا إلى زيادة مستوى هرمون الحليب، لذا من المهم استخدامها تحت إشراف متخصص لتفادي الأعراض غير المرغوب فيها. ومن بين هذه الأعشاب:
تحتوي الحلبة على فيتو إستروجين (Phytoestrogen) المعروف بأنه هرمون نباتي يشبه الإستروجين، وبالتالي قد تؤدي إلى زيادة مستوى هرمون الحليب في الجسم.
يمكن أن يسهم الشومر في زيادة مستويات هرمون الحليب بفضل مكوناته الطبيعية المشابهة للإستروجين.
تناول اليانسون قد يرفع هرمون الحليب بسبب احتوائه على مادة الأنيثول، إحدى أنواع الإستروجين النباتي. إلا أن الأبحاث العلمية لا تؤكد ذلك حاليًا، مما يستدعي الحاجة إلى المزيد من الدراسات للتحقق.
يعمل جدار الصدر على حماية الأعضاء الحيوية، مثل القلب والكبد والرئتين. وعند تعرضه للتهيّج نتيجة بعض المشكلات، قد ينتج عن ذلك زيادة في هرمون الحليب لدى النساء. ومن أسباب تهيج الجدار الصدري:
بالإضافة إلى الأسباب المذكورة، هناك عوامل أخرى يمكن أن تزيد من خطر ارتفاع هرمون الحليب، مثل:
من الجدير بالذكر أن الجنس يلعب دورًا مهمًا في خطر الإصابة بارتفاع هرمون الحليب، حيث أن النساء أكثر عرضة من الرجال لهذه الحالة.
يمكن أن يؤثر ارتفاع هرمون الحليب على جودة حياة المرأة اليومية. ومن الأعراض الشائعة المرتبطة بها:
تتعدد العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمون الحليب، حيث أن بعضها قد يكون طبيعيًا كالحمل والرضاعة، بينما قد يشير الارتفاع إلى وجود أمراض أكثر خطورة. كما يمكن أن تلعب بعض العوامل، مثل استخدام الأعشاب والأدوية، دورًا في زيادة مستوى الهرمون. ومن المهم ملاحظة أن النساء هن أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة مقارنة بالرجال.
أحدث التعليقات