لتناول مسألة انحراف النظر، المعروف أيضًا باللابؤرية أو الاستجماتيزم (بالإنجليزية: Astigmatism)، من المهم فهم بنية العين التي تتكون من عنصرين رئيسيين هما القرنية والعدسة. يمتلك هذان العنصران سطحًا منحنيًا يُسهم في كسر الضوء بحيث يصل إلى الشبكية، مما يجعل الرؤية ممكنة. تُعتبر الشبكية، وهي الطبقة الشفافة الموجودة في مقدمة العين، والعدسة، التي تقع داخل العين وتساعد في تعديل الأشكال لتركيز الرؤية على الأجسام القريبة، من المكونات الأساسية للرؤية السليمة. عندما تكون العين في حالتها الطبيعية، تتخذ القرنية والعدسة انحناء دائريًا تمامًا كما هو الحال في كرة مصقولة، مما يسمح لهما بكسر الضوء بشكل متساوٍ نحو الشبكية. ومع ذلك، قد تصاب بالعين بعض الاضطرابات المعروفة بأخطاء الانكسار، والتي تُعد من المشكلات الشائعة التي تؤدي إلى تقليل حدة الإبصار، نتيجة لوجود اضطراب في انكسار الضوء، مما يمنع التركيز السليم للضوء على الشبكية.
قد يحدث انحراف النظر عندما لا تكون القرنية منحنية بشكل دائري، مما يؤدي إلى انتشار الضوء الساقط من القرنية والعدسة بدلاً من تركيزه في نقطة واحدة. هذا يعكس عدم القدرة على التركيز السليم، مما ينتج عنه زغللة في الرؤية. من المهم أن نلاحظ أنه حتى في الحالات التي تؤثر فيها اللابؤرية على كلتا العينين، قد تختلف درجة الإصابة من عين لأخرى. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب انحناء القرنية، ومنها:
يستحسن زيارة طبيب العيون في حال واجه الشخص صعوبات في الرؤية تعيق أداء مهامه اليومية بكفاءة، أو إذا كان يشعر بصعوبة في الاستمتاع بالأنشطة الخارجية. يستطيع الطبيب المختص أن يحدد ما إذا كان الشخص يعاني من انحراف نظر وبيان درجة الإصابة، وكذلك تقديم النصح بالعلاج المناسب. وفي هذا السياق، يوصى بإجراء فحص دوري للنظر وفقًا للتاريخ الصحي للشخص والعائلة، وكذلك فحوصات النظر السابقة. تتضمن النصائح المتعلقة بالفحوصات الدورية ما يلي:
أما بالنسبة للأطفال، فتنصح الجمعية الأمريكية للبصريات (بالإنجليزية: American Optometric Association) بإجراء فحص نظر عند سن الستة أشهر ثم عند ثلاث سنوات، وسن six سنوات، وبعد ذلك كل سنتين. إذا كان هناك أي عامل خطر، ينصح بإجراء فحص سنوي. من الضروري إجراء هذه الفحوصات بانتظام لأن الأطفال قد يواجهون صعوبة في التعبير عن مشاكل الرؤية التي يختبرونها، وتأجيل تشخيص مشاكل العين قد يؤدي إلى تأخير في الأداء الأكاديمي، وقد يُخطئ في تشخيص صعوبات التعلم.
يعرف انحراف النظر بأنه واحد من أكثر المشاكل الصحية انتشارًا المتعلقة بالعين التي قد تسبب زغللة في الرؤية. وعلى الرغم من ذلك، فإن انحراف النظر لا يُعتبر مرضًا بحد ذاته، بل مشكلة يمكن أن تتفاوت في شدتها. قد تكون حالة الانحراف بسيطة بحيث لا تُظهر أي أعراض واضحة ولا تحتاج إلى علاج، أو قد تتطلب تدخلاً طبيًا إذا كانت تسبب صداعًا أو زغللة في الرؤية أو إجهادًا للعين وخاصة في الإضاءة المنخفضة. تجدر الإشارة إلى أن انحراف النظر غالبًا ما يقترن بمجموعة من المشكلات الصحية الأخرى المرتبطة بالعين، مثل قصر النظر أو طول النظر، والتي تُعرف جميعها بالأخطاء الانكسارية (بالإنجليزية: Refractive Errors).
يمكن تصنيف انحراف النظر وفقًا لمشاكل الانكسار المتعلقة بالعين كما يلي:
للحصول على مزيد من المعلومات حول انحراف النظر، يُمكن قراءة المقال التالي: (ما هو انحراف النظر).
يعتبر نوعًا من الاضطرابات البصرية الذي قد يؤثر على القدرة على الرؤية، فما هو انحراف النظر؟
أحدث التعليقات