تُعرف العنصرية كتمييز يُمارس بين الأفراد بناءً على معايير عرقية أو دينية أو جنسية أو لونية. تتعدد الأسباب المفضية إلى هذا التمييز، وفي ما يلي أهم العوامل:
يرى الكثير من الخبراء والباحثين أن المصلحة الذاتية والجشع هما المحركان الأساسيان للعنصرية. على سبيل المثال، كان المستثمرون في فترات سابقة يستعبدون الأفراد عبر تجارة العبيد لتحقيق مكاسب شخصية وزيادة أرباحهم، مما أدى لتكوين طبقات اجتماعية تُفضي إلى تقدير فئة من الناس على حساب أخرى.
غالبًا ما ترتبط الكراهية الشديدة تجاه مجموعة معينة بخوفٍ من تلك المجموعة. يشعر بعض الأفراد بالتهديد من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم مختلفون، سواءً من حيث الدين أو الثقافة. يبدأ الأشخاص في تطوير مشاعر عنصرية كرد فعل على هذا الخوف، ويسعون للانضمام إلى مجموعات تتشارك معهم نفس الأفكار والمخاوف، مما يعمل على تعزيز العنصرية وتوسيع دائرتها.
تساهم بعض المجتمعات من خلال السياسات التي تميز الأفراد بناءً على أعراقهم وأصولهم في تعزيز المعتقدات العنصرية. على سبيل المثال، بعض الحكومات تعتمد سياسات تمنع مجموعات معينة من التمتع بالمساواة وحقوقهم بشكل كامل، ويُروجون لفكرة أن هؤلاء الأفراد لا يستحقون نفس الحقوق التي يحصل عليها الآخرون، مستندين إلى مبررات قد تفتقر إلى الدليل مثل ضمان الأمن أو الصحة العامة.
لا يُعتبر انتهاج العنصرية مؤشراً دائماً على وجود اضطرابات نفسية، رغم أن بعض الأفراد الذين يعانون من جنون العظمة أو النرجسية قد يميلون لتبني أفكار عنصرية. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن التصرفات والمعتقدات العنصرية لا تقتصر فقط على من يُعانون من مشكلات نفسية.
بينما يُعد الجهل أحد العوامل المحفزة للعنصرية، فإن بعض الأنماط الفكرية العنصرية أُنتجت من قِبل علماء بارزين في التاريخ. في نهاية القرن الثامن عشر، أدى صعود العلم إلى انتشار خرافات علمية تتعلق بالعنصرية، وقام العالم الألماني يوهان فريدريش بلومنباخ بتصنيف البشر إلى مجموعات وجعل العرق الأبيض في أعلى القائمة.
في منتصف القرن التاسع عشر، قام الطبيب الأمريكي صامويل جورج مورتون بفرض أن حجم الدماغ مرتبط بالذكاء، مدعيًا أن الأفراد البيض ينعمون بأدمغة أكبر، مما يجعلهم متفوقين عقلياً. وقد أسهمت مثل هذه الأفكار في تعزيز العنصرية وآثارها السلبية على المجتمعات.
تضطلع وسائل الإعلام بدور كبير في تشكيل نظرة المجتمع تجاه أعراق معينة، مما يعزز المعتقدات العنصرية بين الشباب. على سبيل المثال، تُصوّر بعض البرامج والأفلام الأشخاص ذوي البشرة السوداء كمجرمين أو فقراء، مما يؤثر سلبًا على تصوراتهم الذاتية ونظرة المجتمع إليهم.
هناك مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن من خلالها التخفيف من العنصرية في المجتمعات، وتشمل:
أحدث التعليقات