ثمة أسباب تستحق الطلاق بالفعل، رغم أنه ليس الخيار الذي علينا أن نلجأ له بادئ الأمر، فهدم البيوت التي بُنيت للبعض في قلوبنا ليس بهينٍ، والخسائر قد تكلفنا فقد قلبنا بأكمله، لكنّ هُناك مواقف عليك الهرب فيها بما تبقى منك.. يُعرفك سوبر بابا أمثلتها.
أوجد الله -سبحانه وتعالى- الزواج لعباده كنعمة ليست بصغيرة، ليجدوا فيه مأمنًا وملاذًا وسكنًا، فقد خُلقوا مجبولين على البحث عن رفيق قريب.
إلا أنه كان سبحانه يعلم عباده، ويعلم اختلافهم، وكان طبيعيًا أن يختلفوا ويرغبوا في إنهاء هذا الزواج.. لذا شرّع الطلاق ليكون حلًا في هذه الحالة، إلا أنه أباحه في حالات معينة.
فقد قال عنه أنه أبغض الحلال، لذا لا يجب اللجوء إليه إلا حين يكون الوضع قد وصل لمرحلة يُستحال فيها العشرة.
ذكر الدكتور ماركمان في مؤلفاته أن الزوجين اللذان يتمكنان من التعامل مع المُشاحنات، بالتأكيد سيصلان ذات مرة إلى حالة من التفاهم، إلا أن من يقفا في هذا المنعطف، فستبقى الحياة جحيمًا لا يُمكن الخلاص منه أبدًا.
أمّا الطريق الوحيد للحصول على السلام لا يكون إلا بالطلاق، هذا الصِراع سيكون قادرًا على تدمير أي عاطفة بين الزوجين، بحيث لا يبقى لهما شيئًا يُكملا لأجله هذه الزيجة.
اقرأ أيضًا: أسباب نفور الزوجة من زوجها
يتطلب الزواج أن يكون لكلا الزوجين حالة من الالتزام تجاه الطرف الآخر، بأن يبقيا لبعضهما أبد الدهر، بحيث لا يكون هُناك أي مكان للخيانة أو الترك.
مع تجاهل هذه القيمة يفقد الزوج أحد قيمه الكبيرة، وبهذا يُصبح لا قيمة للبقاء طالما أن أحد أطرافه لا يعتبره علاقة مُقدسة كالآخر.
إلا أن الخيانة قد لا تكون أسباب تستحق الطلاق بالنسبة للبعض، ويُمكنهم تجاوز الأمر وإنقاذ الزواج منها، ولكن هذا يكون ناجحًا فقط مع وجود عدد من العوامل.
إن استقرار العلاقة الحميمية أحد الأسباب التي تزيد الزواج استقرارًا، فهي الوجه الآخر للتناغم والتفاهم والألفة بين الزوجين، ولا يُعنى بهذا محض حدوثها، بل أن تكون بشكل يكفُل الإشباع لكلا الطرفين.
بتهدم هذا العمود الصلب فإن هذا يعني أن بقية الأعمدة قد سبق لها التهدم أيضًا، فأصبحت بين أسباب وقوع الطلاق، فلم يعُد هُنالك مُستقر لإنقاذ الزواج، فيكون قد وصل لمرحلة من الجفاء يصعب العودة لإصلاحها من جديد.
إن أساس الزواج أن يكون هُنالك قدرٌ من التواصل، فما الحياة بشكل عام إلا تواصلًا بين البشر، وبالفعل فإن الزواج أصله التواصل، بضياعه تضيع أهمية الزواج وقيمته، وتضع أسبابًا للطلاق، وللمشاكل في التواصل عدد من الأشكال.
إن الإساءات اللفظية لا تُغتفر، والجسدية هي ما يُمكن السماح بها مُطلقًا بأي شكل، سواء كانت عنفًا حقيقًا أن تهديدًا به، كذلك حين يُرى أن الشريك يُعنف أحد أفراد الأسرة، فإن هذا سوء تعامل لا يُسكت عنه.
لا يعني سوى أن الفاعل يُعاني اضطرابًا ما أو خللًا في السلوك، وهو أمر لا يُسكت عنه ولا يُفترض به أن يُحتمل، وهو أحد أسباب تستحق الطلاق القوية جدًا.
أن يكون للشريك طِباع أخلاقية غير متماشية مع عُرف المجتمع أو تعاليم الدين، فهذا سبب يستحق الطلاق، فأولادكما سيتعلمون هذا السلوك السيء على المدى البعيد، كما أنه يجعل كليكما في حالة من التشاحن المستمر لأجل هذه التصرفات، وهُناك شكل مُحدد من هذا الانحدار هو ما يجب أخذ موقف قوي عنده.
اقرأ أيضًا: حكم مبيت الزوجة عند أختها المتزوجة
من الطبيعي أن يكون لكل طرف في هذه العلاقة دور ليقوم به، مُحدد مُسبقًا ومُتفق عليه، كأن يكون من واجبات الزوج الإنفاق والاهتمام بالتسوق لأن الزوجة ستعمل وتطبخ وتنظف.
اختلال هذه المشاركة يضع المزيد من الأعباء على طرف ما دون الآخر، مما يجعل الشخص المُتحمل لا يجد لنفسه مُتنفسًا، وعليه فإن من حقه بعد التعبير عن ضيقه ومحاولة إصلاح توزيع المهام ذاك أن ينفصل.
رغم أنه من باب المُشاركة أن تكون الحياة الزوجية قائمة وقت الأوقات الجيدة والسيئة معًا، إلا أن هذا لا يحصل إذا ما كان الأمر مُتعمدًا، أو لا يُرجى له حل، أو يُرى أن الطرف المسؤول عن الضائقة لا يحاول حتى، ويظهر في حالة بشعة من انعدام المسؤولية تجاه الوضع.
في دراسة تم الكشف على أن الزواج في سن من 28 إلى 32 عام يدوم أكثر بكثير، حيث تم اعتبار أن من يتزوجون بداية من 18 عام فإن زواجهم ينتهي بنسبة 46% قبل انقضاء 10 سنوات على هذا الزواج.
كما تم اعتبار أن من يتزوج مُتخطيًا 25 عام، فإن نسبة الطلاق تكون فقط 25%، وربما السبب الذي يرجع إليه هذا إلى أن السن الأكبر يكون لديه قابلية أكثر للاستقرار، ورغبة في حل الأزمات والعيش في هدوء وحسب.
قد يعتقد البعض أن التزوج من شريكته في المشروع هي فكرة مثالية، أو حتى أن إنشاء مشروع مع من تزوجت سيكون أمرًا مليئًا بالتفاهم، إلا أن هذا غير صحيح أبدًا.
بل يجعلك تُعاني من مشكلات العمل في البيت، ومن مشكلات البيت في العمل، وفي النهاية تخسر كلاهما، إذ لن تتمكن من السيطرة سريعًا على الوضع.
قد يظن كُثر أن الحُب هو أساس العلاقات الزوجية، إلا أن هذا ليس صحيحًا تمامًا، رغم أن الطلاق يكون حلًا وقت حلول التعاسة على حياتك، نتيجة عدد من المشاكل الأخرى، إلا أن الحُب ليس العامل الوحيد الذي تُقام عليه البيوت.
بل إن الحقيقة أن الحُب يزول مع الوقت، المشاعر الفيّاضة يأتي لها يوم وتختفي، بل إنها ليست بأبدية أبدًا، ويبقى محلّها الود.. التفاهم، والمودة.
هذه الأشياء يُمكن استعادتها بالطبع، ما دام شريكك شخص خلوق، لديه القابلية للعمل على إنجاح هذه العلاقة، ولدى كلاكما الصبر كي تحصلا على قدرٍ أكبر من التفاهم.
اقرأ أيضًا: حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق
لا يعني أن فكرة الطلاق باتت مطروحة لديكما أن هذه العلاقة لا يُمكن لها أن تسلُك نهجًا من الاستقرار، فالجميع يمرُ بالأزمات الكبيرة، ويشعر أن هذا الزواج لا يُفلح، إلا أنه يجدر العلم أن البيوت لا تُبنى من تلقاء نفسها، بل يجب المحاولة كثيرًا كي تُمررا العواصف الصعبة.
هي مجموعة مهارات قادرة بالفعل على هدم زواجك، وعلى حثّه على الاستمرار أيضًا، إلا أن هذا لا يحصل إلا إذا تمكنتما من اتباع الطريقة الصحيحة لها، فهو سيفٌ ذو حدّين، وأحد الأسباب المُستحقة للطلاق.
كل زواج مُتضرر راجع لعدد من المشكلات، إلا أن الأزواج لا يُدركون تحديدًا ما الذي يهدم علاقتهم على المدى البعيد، ويجب أن تُعدا جدولًا لحلها.
المشكلة | الحل |
أنا غاضبة جدًا من مسالة تأخرك المنزل. | تهيئة جدول المواعيد بحيث يبقى وقت لزوجتي. |
أنا مُستاء من تعاملكِ المُنفتح مع صديقك في العمل. | سأحاول تحجيم تعاملي معه مُراعاة لمشاعرك. |
إن الحياة الخالية من القواعد يُستباح فيها كل شيء، لذا إذا كُنت تضايق من شريكك في أمرٍ ما، سيكون عليك تحديده، لأن هذا ما يُحقق الوصول إلى حلٍ وسط بينكما.
إن العلاقات الزوجية ليست مجرد شراكة يُمكن لها أن تُنهى إذا ما وجدنا أنها لا تُجدي نفعًا، فهدم الزواج يعني هدم بيتٍ وتفكيك شمل من جمعتهم الألفة يومًا ما.
أحدث التعليقات