القرين هو الرفيق الملاصق، ويعتبر قرين الإنسان شيطانه. إن تسلّط الشيطان على الإنسان يُشكل ضررًا ليس فقط على المستوى الديني بل يمتد ليشمل الحياة الدنيوية أيضًا. ومن المؤكد أن خطر إضلال الشيطان للإنسان وصدّه عن طريق الله حتى لحظة الموت يعدُّ من أخطر الأمور. وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أن الصالحين من عباده يُعصَمون ويحفظون من تسلط الشيطان على دينهم بقدر إيمانهم. قال الله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}. وفيما يلي نستعرض أبرز أسباب تسلّط القرين على الإنسان:
يقول تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ* وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ* حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ* وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}. فهو من يعرض عن ذكر الله ويبتعد عن كتابه الكريم سيتعرض لعقوبة تسلّط الشيطان عليه فيرافقه ويشجعه على المعاصي ويفتنه. أما في الآخرة، فإن هذا المتجاهل سيعاني من الندم والحسرات، كما قال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا}.
إن تسلّط الشيطان في هذه الحالة يقتصر أثره على الدنيا وعلى جسد الإنسان، ويشمل كل من الصالحين وغيرهم. فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: “أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياء، ثم الأمثلُ فالأمثلُ”. أي أن الابتلاء يكون بحسب قوة الدين لدى الفرد، فمن كان دينه قويًا زاد بلاؤه، والعكس صحيح. فعلى قدر إيمان الإنسان يكون حجم اختباره حيث يمكن أن يتعرض الإنسان للبلاء الشديد حتى في الأوقات التي يشعر فيها بأنه لا يحمل ذنبًا.
إليكم بعض الخطوات العملية للتخلص من تسلّط القرين:
أحدث التعليقات