تُعزى حروب الردة إلى مجموعة من العوامل المتنوعة، ومنها:
تُعتبر حروب الردة واحدة من أكبر الأحداث التاريخية، حيث وقعت بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويمكن الإشارة إلى أن بداية هذه الحروب كانت خلال السنوات الأخيرة من حياة النبي، عندما برزت ظاهرة الردة بين بعض الطوائف، إذ تبعوا الأسود العنسي، الذي أوصى النبي بمواجهته بصحبة أتباعه من المرتدين. ثم تلا ذلك ظهور مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة، ورغم ذلك لم يُعجل النبي بقتاله نظراً لانشغاله بالغزو الروماني. وقد أعد النبي جيشاً بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة، ولكنه توفي قبل مغادرة الجيش، مما أدى إلى متابعة الخليفة أبو بكر الصديق حرب الروم، في الوقت الذي ازداد فيه عدد المرتدين.
تولى الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه قيادة حروب المرتدين، وكانت الدوافع وراء تلك الحروب تنبع من خروج المرتدين عن الدين الإسلامي وليس كما يعتقد البعض من المعاصرين بأن السبب هو الخروج عن الدولة أوكنظام. ويُعتبر قول أبو بكر الصديق رضي الله عنه “أينقص الدين وأنا حي” بمثابة دليل على ذلك، وأيضاً تأكيده “والله لأقاتلنّ من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقًا لقاتلتهم على منعهم”. وفي نهاية المطاف، تمكن الخليفة من استئصال فتنة المرتدين، وطهر جزيرة العرب من كل مظاهر الكفر، وجمع المسلمين تحت راية التوحيد، حيث انطلق أبناء الجزيرة العربية بعد ذلك لنشر نور الإسلام في أصقاع الأرض.
أحدث التعليقات