لقد كانت الدول العربية تحت هيمنة الإمبراطورية العثمانية لمدد طويلة، حيث كانت هذه الإمبراطورية تمثل الإسلام والمسلمين. ومع ذلك، فقد تغيرت الصفة الدينية للإمبراطورية بعد صعود الجمعيات القومية التركية، ولا سيما جمعية الاتحاد والترقي، التي كانت تحكم تركيا.
في عام 1908، قامت جمعية الاتحاد والترقي بتنفيذ انقلاب عسكري ضد السلطان عبد الحميد الثاني، وعلى إثر ذلك بدأت هذه الجمعية بتبني سياسة التتريك، التي تهدف إلى نشر اللغة التركية لإلغاء الثقافة العربية الإسلامية. كانت هذه الجمعية تؤمن بأهمية سيادة القومية التركية على حساب القوميات الأخرى.
قائد الثورة العربية الكبرى كان الشريف الحسين بن علي، الذي كان يُعتبر من الشخصيات البارزة وزعماء العرب في بلاد الحجاز. كان لديه اعتراضات عديدة على الطريقة التي تعاملت بها الحكومة التركية مع الدول العربية، وعبّر عن استيائه من سياسة التتريك التي انتهجتها الحكومات التركية الجديدة. ورغم محاولاته العديدة للاعتراض، لم تُثمر جهوده، لذا قرر التصدي لتلك السياسة العنصرية.
في العاشر من يونيو عام 1916م، قام الشريف الحسين بن علي بإعلان الثورة ضد الأتراك العثمانيين، مع تحديد ثلاثة أهداف لثورته، وهي: الحرية، النهوض، والوحدة. اعتمد في نجاح ثورته على ثلاثة عوامل رئيسية: استبداد الحكم التركي عبر جمعية الاتحاد والترقي، مما أدي إلى تزايد الاستياء العربي نحو النظام الجديد، بالإضافة إلى حركة القوميين العرب، والرهان على مصالح بريطانيا.
أحدث التعليقات