تُعتبر الزغطة المستمرة لدى البالغين من الأمور المزعجة، خاصة عندما تستمر لفترات طويلة. يُحاول العديد من الأشخاص إيجاد طرق للتخلص منها، لكنها قد لا تُجدي نفعًا في بعض الأحيان.
تتعدد أسباب الزغطة، وتختلف من شخص لآخر، فضلاً عن أن أساليب علاجها متباينة أيضًا. سنتناول في هذه المقالة أهم أسباب الزغطة المستمرة لدى الكبار وطرق علاجها.
ما هي الزغطة؟
- يمكن تعريف الزغطة على أنها تشنجات متكررة في عضلة الحجاب الحاجز، والتي تقع فوق المعدة، نتيجة لتنبيه للأعصاب.
- يحدث ذلك عندما ينغلق لسان المزمار مع دخول الهواء، مما ينتج عنه الصوت المعروف كزغطة.
- قد تعيق الزغطة قدرة الشخص على الحديث بشكل سليم، وتصعب كتمانها، مما يجعلها تُسبب شعورًا بعدم الراحة.
- كما يمكن أن يشعر الشخص بالإحراج خصوصًا في التجمعات. ومع ذلك، فإن معظم حالات الزغطة تتوقف تلقائيًا دون الحاجة إلى علاج، حيث أنها غير ضارة.
- في بعض الحالات النادرة، تستمر الزغطة لفترة طويلة، مما يُعرف بالزغطة المزمنة، والتي لها أسباب خاصة بها.
- قد تكون هذه الحالة مؤشراً نادراً لبعض الأمراض مثل السكتة الدماغية أو الارتجاع المعدي المريئي أو التصلب المتعدد.
شاهد أيضًا:
أسباب الزغطة المستمرة لدى الكبار
توجد عدة عوامل تؤدي إلى الزغطة لفترة قصيرة لا تتجاوز يومين. فيما يلي نستعرض أبرز هذه الأسباب:
- شرب الكحول أو المشروبات الغازية.
- الإفراط في تناول الطعام.
- ابتلاع الهواء أثناء المضغ أو تناول الحلوى.
- التغير المفاجئ في درجات الحرارة.
أما في حالات الزغطة التي تستمر لأكثر من يومين، فهناك أسباب أخرى تشمل:
أولاً: العوامل العصبية
- يمكن أن تستمر الزغطة لفترات طويلة نتيجة التهاب أو تهيج الأعصاب التي تنظم حركة الحجاب الحاجز.
- من بين هذه الأعصاب العصب المبهم والعصب الحجازي، وأحيانًا قد يكون من الصعب تحديد السبب الدقيق لاستمرار الزغطة.
- تشمل العوامل التي قد تؤدي إلى هذه الحالة الأورام، الحمل، التهاب الحنجرة أو الحلق، أو دخول جسم غريب إلى أذن الشخص.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أسباب أخرى تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في الزغطة، مثل:
- إصابات الرأس.
- السكتة الدماغية.
- التصلب اللويحي.
- التهاب السحايا.
- التهاب الدماغ.
ثانيًا: عوامل أخرى متنوعة
توجد مجموعة إضافية من الأسباب المرتبطة بالجهاز الهضمي، والعمليات الاستقلابية، وبعض الأدوية، ومنها:
- مرض كرون.
- تناول الكحول.
- التهاب الكبد.
- قرحة المعدة.
- التهاب الزائدة الدودية.
- التخدير.
- مرض السكري.
- الإجهاد العاطفي.
- إجراء عمليات جراحية في البطن.
- أمراض الجهاز التنفسي مثل التهاب الغشاء البلوري أو الالتهاب الرئوي.
- مضاعفات العلاج الكيميائي لمرضى السرطان.
- بعض الأمراض الكلوية.
- بعض الأدوية مثل الستيرويدات.
تابع أيضًا:
علاج الزغطة المستمرة لدى الكبار
يعتمد علاج الزغطة على طبيعة الحالة وشدتها، حيث يمكن تصنيفها كما يلي:
أولاً: حالات الزغطة غير الشديدة
- حالات الزغطة التي تستمر لبضع دقائق أو ساعات، ويمكن علاجها بعدة طرق:
نقاط الضغط
يمكن تخفيف الزغطة عن طريق الضغط على نقاط معينة في الجسم، مما يساعد على استرخاء عضلة الحجاب الحاجز، ويمكن تحقيق ذلك باتباع الخطوات التالية:
- إدخال الإبهام في الفم والضغط على منتصف الفك العلوي، مع حبس الأنفاس لمدة لا تزيد عن 10 ثوانٍ.
- الجلوس في وضع مريح مع ضم الفخذين نحو البطن لمدة 3 دقائق، حتى يعود الحجاب الحاجز لوضعه الطبيعي.
- الإمساك بطرف اللسان وسحبه برفق مرة أو مرتين للمساعدة في تهدئة العضلات والأعصاب في حلقك.
- التدليك الخفيف للجزء العلوي من المعدة لتخفيف الضغط عن الحجاب الحاجز.
- التدليك الدائري للشريان السباتي في الرقبة لمدة 5 إلى 10 ثوانٍ.
- الضغط على اليد الأخرى باستخدام إبهام اليد اليمنى.
- غلق الأنف بالضغط عليه بالإبهام أثناء شرب الماء.
أساليب التنفس
تُعتبر بعض تقنيات التنفس مفيدة للاحتفاظ بثاني أكسيد الكربون في الجسم، مما يسهل استرخاء الحجاب الحاجز ويوقف التشنجات الناتجة عن الزغطة، ومنها:
- التنفس في كيس بلاستيكي من خلال تغطيه بالفم والأنف، والتنفس داخله بشكل متكرر حتى تتوقف الزغطة.
- حبس النفس عن طريق استنشاق كمية من الهواء والاحتفاظ بها لمدة 20 ثانية، ثم التنفس ببطء.
- رفع الذراعين عالياً والتنفّس بشكل قاسي لمدة 20 إلى 30 ثانية حتى تتوقف الزغطة.
طرق أخرى للعلاج
تستهدف هذه الطرق تحفيز العصب المبهم والبلعوم الأنفي لتقليل شدة الزغطة:
- الغرغرة بالماء لمدة نصف دقيقة وتكرارها حسب الحاجة.
- شرب الماء بكميات صغيرة وبسرعة.
- وضع كمية صغيرة من السكر على اللسان وتركها حتى تذوب ببطء.
- تناول مكعبات الثلج في ماء بارد لتحفيز العصب المبهم.
- وضع ملعقة صغيرة من زبدة الفول السوداني في الفم وتركها تذوب ببطء على اللسان.
ثانيًا: حالات الزغطة الشديدة
تستمر الزغطة في هذه الحالات لأكثر من يومين. وإليك بعض خيارات العلاج:
الأدوية
تشير بعض الأدوية الشائعة لعلاج الزغطة الشديدة إلى:
- ميتوكلوبراميد.
- باكلوفين.
- كلوربرومازين.
- الأدوية المرخية للعضلات والمسكنات والمهدئات.
- التدخل الجراحي، المعروف بجراحة الأعصاب الفرينية.
- يُعتبر هذا الخيار نادرًا ويُطبق فقط في الحالات التي لا تستجيب لأي علاج آخر.
اقرأ أيضًا:
الاختبارات اللازمة عند استمرار الزغطة لفترات طويلة
إذا لم تنجح طرق العلاج التقليدية، قد يحتاج الطبيب لإجراء بعض الفحوصات للتأكد من عدم وجود أمراض تسبب استمرار الزغطة، وأهمها:
- إجراء أشعة رنين أو مقطعية على البطن والصدر والعمود الفقري.
- تحاليل دم للتأكد من عدم وجود عدوى أو قصور في الكلى أو مرض السكري.
- إذا لم يتم التعرف على السبب من خلال الفحوص السابقة، قد يُطلب إجراء منظار للمعدة لتحديد السبب الجذري.
أحدث التعليقات