يُعتبر الخوف من المستقبل، والمعروف بالخوف التوقعي، من المشاعر الشائعة بين الأفراد، لكنه قد يكون مرهقًا إذا لم يتم التحكم به. يتعين على الفرد مواجهة هذا الخوف عندما يشعر بالقلق حيال نتائج حدث مستقبلي لم يسبق له تجربته، مما قد يؤدي إلى شلل في اتخاذ القرارات سواء كانت كبيرة أو صغيرة. إلى جانب ذلك، يمكن أن يتسبب هذا الخوف في زيادة فرص المقارنة المستمرة مع الآخرين، حيث يؤثر عدم القدرة على تقبل عدم اليقين بالسلب في شخصية الفرد، مما يتسبب فيما يُعرف بالخوف الاستباقي، حيث يصبح الشخص محصورًا في التفكير في العواقب المحتملة لقراراته.
تتعدد الأسباب التي تدفع الأشخاص للشعور بالخوف من المستقبل، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
تُعتبر التجارب المؤلمة من أهم العوامل التي تؤدي إلى الشعور بالخوف التوقعي، حيث أن الأحداث السلبية السابقة قد تجعل الأشخاص يشعرون بالقلق من تكرار تلك التجارب. ورغم أن هذه التجارب قد تكون صعبة، إلا أنه يجب على الأفراد عدم الخوف منها، بل يجب التعلم منها لتجنب تكرارها في المستقبل، حيث أن الأحداث الصعبة قد تسهم في تغيير الشخص نحو الأفضل.
يهدف الخوف والتوقعات السلبية نتيجة لتجارب سابقة إلى حماية الفرد من تلك الأمور. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن مستويات معتدلة من الخوف الاستباقي ارتبطت بالسلوكيات التكيفية الأعلى لدى الطلاب. ولكن إذا ارتفعت مستويات هذا الخوف، فقد تنجم عنه استجابات وقائية تؤثر على القدرة على التفكير بوضوح، وربما ينتج عنها الخوف من مغادرة المنزل أو حتى الهروب من العلاقات الاجتماعية. وفي هذه الحالة، قد يكون من الضروري استشارة مختصين.
يُعتبر الانشغال الوقائي سببًا رئيسيًا وراء شعور الكثيرين بالخوف التوقعي، ويحدث ذلك عندما يبدأ الأفراد بالقلق المفرط من المخاطر المحتملة نتيجة لوقائع حدثت سابقًا. وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى الإصابات النفسية التي تشمل فقدان الشهية العصبي أو غيرها من اضطرابات الأكل. وقد لاحظ علماء النفس أن العديد من الأشخاص يصبحون مهووسين بالخوف من الانتكاس، أو قد يعانون من مشاكل تتعلق بزيادة الوزن.
هناك عدة استراتيجيات يمكن أن تساعد الأفراد في التغلب على مشكلة الخوف من المستقبل، ومن أبرزها:
أحدث التعليقات