عبر العصور، تميز التاريخ بفترات متتالية من الحرب والسلام، مما أدى إلى فقدان عدد كبير من الأرواح البشرية. وقد كانت الأسباب متنوعة أدت إلى ظهور دول وإمبراطوريات عديدة، بعضها استطاع أن يستمر ويزداد نمواً، في حين انقرضت أخرى بعد بضع عقود، تاركةً خلفها قصصاً في كتب التاريخ. بلا شك، تُعتبر الحرب العالمية الأولى واحدة من أهم الحروب التي أعادت تشكيل التاريخ الدولي وإعادة تنظيم الإمبراطوريات والدول العظمى في تلك الفترة. في هذا المقال، سنتناول الأسباب الرئيسية المباشرة وغير المباشرة التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
يمكن اعتبار اغتيال “فرانز فرديناند” ولي عهد النمسا وزوجته خلال زيارتهما لمدينة “سراييفو” في 28 يونيو 1914م بمثابة الشرارة الأولى التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى. إذ قام باغتيالهما طالب يوغسلافي، مما دفع الحكومة النمساوية لتوجيه الاتهام إلى منظمة “اليد السوداء” الصربية، المتهمة بمعارضتها للنمسا ومدبرة الحادث، معتبرةً أن الحكومة الصربية كانت على علم بالحادثة.
بناءً على ذلك، قدمت الحكومة النمساوية إنذاراً إلى الصرب في 23 يوليو 1914م، والذي تضمن عدة شروط منها: محاكمة المتورطين في اغتيال ولي العهد أمام قضاة نمساويين في محاكم صربية، تنظيف الدوائر الصربية من معارضي النمسا، وإغلاق المؤسسات الإعلامية التي تعارض النمسا. كما طلبت الحكومة النمساوية اعتذار رسمي من الحكومة الصربية حول سياستها المعادية. وكان رد الصرب بموافقتهم على الشروط مع احتفاظهم بحقوق استقلالهم وسيادتهم، وهو ما لم يكن مقبولاً للنمسا، التي أعلنت الحرب على صربيا في 28 يوليو 1914م.
تشير الأرقام إلى “أعداد هائلة من المصابين والقتلى” نتيجة الحربين العالميتين الأولى والثانية. ولكن هل نتجت عنها أية فوائد إيجابية؟ لمزيد من المعلومات، شاهد الفيديو التالي:
أحدث التعليقات