التهاب الدم، المعروف أيضاً بتعفّن الدم، هو حالة طبية خطيرة تهدد حياة المريض، ناتجة عن رد فعل مناعي مفرط نتيجة التهاب معين. يؤدي هذا إلى تضرر الأنسجة وفشل في وظائف الأعضاء، مما قد يفضي إلى الوفاة. وعلى الرغم من وجود تباين في تعريف العلماء لهذه الحالة، فإن التعريف الأمثل يُعتبر بمثابة حالة تسمم ناجمة عن الميكروبات وسمومها المتواجدة في الدم.
تحدث هذه الحالة عندما يبدأ الجهاز المناعي في إفراز كميات كبيرة من مواد كيميائية لتحفيز رد الفعل المناعي لهجمات الميكروبات البكتيرية. ومع ذلك، فإن هذا الاندفاع المفرط للمناعة يؤثر سلباً على جميع أجزاء الجسم، مما يتسبب في تضرر الأنسجة والأعضاء.
تؤدي الاستجابة المناعية المفرطة إلى تجلط الدم في الأوعية الدموية المحيطة بالأعضاء والأطراف، مما يحرمها من التغذية والأكسجين اللازمين. في الحالات الحادة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فشل متعدد للأعضاء، مما يمثل خطرًا كبيرًا على الحياة.
بما أن تعفن الدم يمكن أن يبدأ في أي منطقة بالجسم، فإنه يظهر عبر مجموعة متنوعة من الأعراض، مثل:
تتعدد أسباب التهاب الدم، وأهمها الالتهابات البكتيرية، بينما تعتبر الالتهابات الفيروسية والفطرية أقل أهمية، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الكلية وعدوى التجويف البطني. ومن عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة، العمر (الكبر أو الصغر)، ضعف الجهاز المناعي، دخول وحدة العناية المركزة، استخدام الأجهزة الطبية مثل الأنابيب التنفسية، بالإضافة إلى الإصابات الشديدة والجروح والحروق، وأيضاً مرضى السكري.
يعتبر تشخيص التهاب الدم عملية معقدة نظرًا لتشابه أعراضه مع العديد من الحالات المرضية الأخرى. لذلك، يُخضع الطبيب المريض لفحوصات شاملة لتحديد الحالة بدقة، ومنها:
يتطلب علاج التهاب الدم تدخلًا طبيًا فوريًا ومباشرًا للتقليل من مخاطر المضاعفات. في حالات الإصابة المزمنة، يتم إجراء مجموعة من العلاجات الإسعافية الضرورية بما في ذلك المحافظة على سلامة التنفس ونبض القلب. تشمل الإجراءات العلاجية ما يلي:
يعد هذا المرض من الأمراض القاتلة، إذ تزداد فرص بقاء المريض حياً كلما سارع في تلقي العلاج. رغم ذلك، فإن معدل الوفيات بين المرضى الذين يُشخصون بحالات شديدة يبلغ حوالي 30%. أما بالنسبة للمرضى الذين يصلون إلى حالة الصدمة السُمّية، يرتفع هذا الرقم إلى حوالي 60%.
شاهد الفيديو لمزيد من المعلومات حول التهاب الدم وأسبابه:
أحدث التعليقات