تُعتبر العنصرية اعتقاداً يقوم على فكرة وجود علاقة سببية بين الصفات الجسدية الموروثة ومُواصفات الشخصية والأخلاق والعقل، مما يؤدي إلى تصنيف البشر إلى فئات بيولوجية تُسمى “الأجناس”، حيث يتفوق بعضها على الآخر بشكل فطري. ومن أبرز مظاهر التمييز العنصري هو العنصرية ضد ذوي البشرة السمراء، والتي تنجم عن مجموعة من العوامل، وأهمها:
يُعتبر الدافع الأساسي للعنصرية ضد السود هو المصالح الذاتية، فعلى مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، قام المستثمرون باختطاف أفراد من إفريقيا لاستعبادهم، بعد أن اكتشفوا أن الخدم بعقود لا يستطيعون تلبية احتياجات الأعمال الزراعية في زراعة السكر والتبغ والقطن. وقد برر هؤلاء المستثمرون أفعالهم بمفهوم أن العبيد أقل من البشر، مما جعل العبودية تبدو مقبولة بالنسبة لهم.
على الرغم من أن البعض يعتقد أن الجهل هو مصدر العنصرية، فإن العديد من المعتقدات العنصرية قد دُعمت من قبل عقول مشهورة في التاريخ. ففي الوقت الذي حظي فيه العلم بمكانة متقدمة على الدين والخرافات، تم اللجوء إلى العلم لتبرير أشكال عديدة من العنصرية، مثل القناعة بأن الأطفال المختلطين من الأعراق المختلفة يعانون من مشكلات صحية عمرية أكثر من غيرهم.
تمتد العنصرية في أغلب الأحيان لتُبرر عبر مساعي الحفاظ على النظام والقانون. وقد أشار إبرام العاشر كندي في كتابه “مختوم من البداية” إلى أنه غالباً ما تم قمع محاولات مقاومة التمييز العنصري عبر الدوافع القائمة على أفكار عنصرية، مثل الاعتقاد بأن السود يميلون إلى العنف، مما أدى إلى عدم اهتمام المجتمع بأعمال وحشية الشرطة ضدهم أو بظاهرة السجون الجماعية.
تعزز السياسات التمييزية، مثل القوانين التي تحد من حقوق السود في الحصول على الثروة أو إمكانية امتلاك المنازل في مناطق معينة، من استمرار هذه المعتقدات العنصرية. إذ تؤدي هذه السياسات إلى بقاء السود في حالة من الفقر وتقييد حياتهم بشكل واسع.
من الأسباب التي تساهم في استمرار التمييز العنصري هو عدم تصدي الأشخاص الطيبين لهذا التمييز. فعلى الرغم من محاولات دعاة إلغاء العبودية، إلا أنهم لم يعملوا بشكل فعّال على مقاومة القوانين والأيديولوجيات العنصرية التي حدت من حقوق السود كأفراد متساوين. وغالبًا ما يظن أصحاب النوايا الحسنة أن توفير الحب والمودة سيتسبب في إنهاء العنصرية، بينما يتطلب الأمر إجراءات منهجية تفصيلية لتحقيق تغييرات حقيقية.
تشكل وسائل الإعلام مرآة لثقافة المجتمع، ويقوم التصوير الإعلامي، سواء في الكتب أو التلفاز أو الأفلام، بتشكيل آراء الجمهور حول الأعراق. إذ يساهم هذا التصوير في تعزيز الصور النمطية العنصرية، مما يغذي مشاكل العنصرية. على سبيل المثال، غالبًا ما يتم تصوير السود على أنهم ينتمون إلى فئات فقيرة أو عنيفة، مما يؤثر سلبًا على الكيفية التي ينظر بها المجتمع إليهم.
أحد الأسباب الجذرية للعنصرية هو الانخراط مع الأفراد الذين يتشاركون نفس المعتقدات في محيط الشخص، مثل أفراد الأسرة والأصدقاء، مما يجعل من الصعب تحدي هذه المعتقدات إذا لم يكن الشخص جزءًا من بيئة متنوعة، وبالتالي تظل العنصرية قائمة.
يعتقد الكثيرون أن مظاهر العنصرية تقتصر على السلوكيات السلبية مثل العبودية أو الفصل العنصري ولا تسري على تصرفاتهم الشخصية. وغالبًا ما يتجاهل هؤلاء الأفراد تحيزاتهم، وهو الأمر الذي يُعتبر من الأسباب الرئيسية وراء استمرار العنصرية.
يُسرع الناس في إصدار الأحكام على الآخرين بناءً على مظهرهم الجسدي وملابسهم، ويؤدي ذلك إلى استمرار المعتقدات العنصرية. فبسهولة يمكن تصنيف مجموعات كاملة من البشر بأنهم عنيفون أو متعجرفون أو كسلاء، مما يُؤثر على فرصهم وتفاعلاتهم اليومية.
يُعتبر إلقاء اللوم على الآخرين وسيلة شائعة في المجتمع عندما تُواجه الأمور صعوبة. وغالبًا ما يتم استخدام عبارات مثل “المهاجرون غير الشرعيين يسرقون وظائفنا”، أو “السود هم سبب الجرائم في المجتمع”، مما يؤدي إلى انتشار الاستياء وتعزيز المعتقدات العنصرية، مما يُفاقم من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات المستضعفة.
يتوفر عدد من الاستراتيجيات والإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من العنصرية ضد ذوي البشرة السمراء وإزالة آثارها بشكل تام، ومن أبرز تلك الاقتراحات ما يلي:
أحدث التعليقات