تم اختيار دار الأرقم بن أبي الأرقم كمكان للاجتماعات من قبل القائد العظيم محمد -صلى الله عليه وسلم- لأسباب متعددة، منها:
تقع دار الأرقم بالقرب من جبل الصفا، وهو موقع متوجه إليه العديد من سكان مكة، ما يجعل ذهاب المسلمين إلى هناك أقل عرضة للمراقبة.
فلم يكن من المتوقع أن يحتضن بيت من بني مخزوم الدعوة الإسلامية التي يقودها محمد الهاشمي -صلى الله عليه وسلم-.
حيث كان في السادسة عشر من عمره، وهو سن يعتبر غير متوقع لتجمع الناس في منزله.
بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- دعوته المباركة بطريقة سرية، حيث بدأ بنشرها بين أقرب الناس إليه، مختاراً من يثق فيهم ويعتمد على كتمان الأمر. وقد اتبع الكثير من الصحابة هذا المنهج الحكيم في بداية إسلامهم.
استمر الأمر على هذا النحو durante الفترة السرية للتبليغ التي امتدت لثلاث سنوات. وبعد إعلان الدعوة، استمرت بعض جوانب حياتهم في السر، ومن ضمن هذه الاحتياطات كانت كتمان مكان الاجتماع الذي كانوا يتعلمون فيه دينهم.
تشتهر دار الأرقم أيضاً باسم دار الخيزران ودار الإسلام، وتقع في الجوار من جبل الصفا، كما ذكرنا. بعد ظهور الإسلام، صدّق الأرقم -رضي الله عنه- بها على أولاده، مشدداً على عدم توارثها أو بيعها، وظل الوضع على ما هو عليه حتى زمن خلافة أبي جعفر. وقد كان الأرقم سابع من أسلم في الإسلام.
هو الأرقم بن عبد مناف، المعروف بأبي الأرقم، ينتمي إلى قبيلة بني مخزوم. شهد غزوة بدر وما بعدها وتوفي في عام 53 هـ، عن عمر يناهز 83 عاماً.
تُعتبر دار الأرقم مهد الدعوة الإسلامية الأولى، وقد أسلم فيها العديد من الصحابة، ومن بينهم:
كان عمر بن الخطاب من أقوى المعارضين للدعوة الإسلامية في بداياتها، ولم يكن ينافسه في ذلك إلا أبو جهل. وكان إسلامه بمثابة مفاجأة لأهل مكة والمسلمين على حد سواء. يمكن تلخيص قصة إسلام عمر بالمراحل التالية:
كانا من الضعفاء في مكة الذين ليس لديهم عشائر تحميهم. التقيا في دار الأرقم وسأل كل منهما الآخر عن سبب قدومه، فقال عمار: “جئت لأسمع من محمد”، فقال صهيب: “وأنا أريد ذلك أيضًا”، وعندما دخلا وسماعا كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، عرض عليهما الإسلام فقاما بالدخول فيه، وبقيا في الدار حتى المساء، ثم خرجا مستخفين.
كان مصعب من أجمل شباب مكة وأكثرهم أناقة، وكانت والدته غنية تحبه وتكرمه كثيرًا. وعندما سمع مصعب بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى الإسلام في دار الأرقم، ذهب إليه وأعجب بالإسلام، لكن والدته حبسته وعذبته لتجعله يعود عن دينه، إلا أنه لم يستجب لها واستمر محبوساً حتى هاجر إلى الحبشة.
أحدث التعليقات