تعتبر الأخلاق نمطًا أساسيًا لسلوك الإنسان في الحياة، حيث تُركز على تحقيق رضا الله -تعالى- ومساعدة الآخرين، والتعامل معهم بإحسان. وتسعى الأفعال الصالحة لتحقيق الخير الشخصي وللآخرين أيضًا. وقد تناول الإسلام العديد من الأخلاقيات التي أكد عليها القرآن الكريم والسنة النبوية، وفيما يلي أبرز هذه الأخلاقيات:
الصدق هو صفة أساسية من صفات الشخصية البرّية؛ فهو يشمل الصدق مع الله -تعالى-، ومع الآخرين، وكذلك مع النفس. فالصدق لا يقتصر فقط على الأقوال، بل يمتد أيضًا إلى النوايا والأفعال. يُشير الله -تعالى- في كتابه إلى أهمية الصدق بقوله: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ).
الصدق يشمل التصرفات الظاهرة والباطنة، وهو من أهم أسس الإيمان. أرقى درجات الصدق تُعرف بالصديقية، والتي تُعبر عن الانقياد الكامل والاتباع لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
يُعتبر العفو والصفح من أسباب التقوى، حيث قال الله -تعالى-: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ). يعكس العفو عن أخطاء الآخرين وعيوبهم صفة من صفات المتقين. ومن الفوائد الإيجابية لهذا الخلق ما يلي:
التعاون عبارة عن مشاركة مجموعة من الأفراد لتحقيق مصالح مشتركة تسهل حياتهم، ويكون ذلك وفقًا لما يرضي الله -تعالى-. لدوره الهام، رتّب الله على التعاون أجرًا عظيمًا كما ورد في قوله: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى).
يمكن أن يكون التعاون في مجالات متعددة مثل: إقامة حدود الله، ونصرة المظلوم، ودعوة الناس إلى الخير، ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
الإيثار هو فضيلة تعبر عن تفضيل الفرد لمصلحة الآخر على مصلحته الخاصة. وقد ورد ذكر الإيثار في القرآن الكريم حين قال الله تعالى: (وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). المتعاطف يدقق في احتياجات الآخرين قبل أن يفكر في احتياجاته الخاصة، ومن آثار الإيثار الإيجابية ما يلي:
تنقسم درجات الإيثار إلى:
تقوم فكرة التكافل على مساعدة الناس بعضهم البعض لسد احتياجاتهم والتعاون في مواجهة الكوارث. ينعدم مفهوم التكافل عندما ينشغل الناس بمصالحهم الشخصية دون الالتفات لمصالح الآخرين.
يمكن أن يكون التكافل بين الناس في الخير أو الشر، كما يتجلى في تكافل قريش ضد المسلمين في شعب أبي طالب، أو في تكافل الأنصار مع المهاجرين الذين تركوا كل شيء في مكة.
تعني الألفة اللطف والود في تعامل الناس فيما بينهم، وقد حث الإسلام على الألفة وقال الله -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا). تساهم الألفة في استقرار المجتمع وتعززه، ويتم تفضيل الألفة على الإنصاف والعدل في بعض الأحيان. وفيما يلي بعض فوائد الألفة:
يمكن للمسلم أن يقوم بتعزيز الألفة في تعاملاته عن طريق:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام).
قال الله -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ).
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وازهد في ما في أيدي الناس يُحبّك الناس).
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله، ناداه منادٍ بأن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً).
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تهادوا تحابوا).
تحظى الأخلاق بأهمية كبيرة في الإسلام، حيث يكسب المسلم من خلالها خير الدنيا والآخرة. وفيما يلي أبرز أهمية الأخلاق في الدين الإسلامي وتأثيرها على الإنسانية:
أحدث التعليقات