يعتبر علم اللغة فرعاً من العلوم يركز على دراسة اللغة بشكل علمي، وقد أصبح يشير في الآونة الأخيرة إلى المصطلح الأوسع “العلوم اللغوية” الذي يعبر عن علم اللغة (اللسانيات) وعلم الأصوات. هذا العلم يُعد تجريبياً لأنه يتعامل مع بيانات واضحة وقابلة للتحقق، والتي يجمعها الباحثون من خلال التجارب والملاحظات. وتعتبر التجريبية سمة بارزة للعلم في أعين الناس، حيث ترتبط عادةً بالموضوعية.
شهد القرن الثامن عشر نقطة تحول كبيرة في مجال الدراسات اللغوية مع اكتشاف اللغة السنسكريتية، مما دفع العلماء إلى دراسة فقه اللغات والتحقيق في أصولها، وتقييم كل لغة بالنسبة للغات الأخرى من حيث ثراء المفردات، وجمال الأسلوب، وعمق التراث. في القرن التاسع عشر، حققت الدراسات اللغوية تقدمًا ملحوظًا، وأبرزت اهتمامات جديدة في دراسة اللغة التاريخية. كما انقسمت الدراسات اللغوية إلى ثلاث مدارس رئيسية، وهي:
تم تأسيس هذه المدرسة بفضل جهود فيرديناند دي سوسير في جنيف، حيث ميزت بين علم اللسان وعلم الكلام. يتميز علم اللسان بخصائصه الجوهرية والاجتماعية، وهو مستقل عن الأفراد، بينما يعتمد علم الكلام على الذكاء والإرادة عند المتحدث.
ظهرت هذه المدرسة في الولايات المتحدة، وقد تبنت مفاهيم مختلفة عن تلك التي اعتمدتها المدرسة البنيوية، حيث ترى أن المتحدث قادر على إنشاء جمل جديدة ليست منقولة، وتؤكد على أهمية الحدس والخبرة. كما تهدف إلى إجراء اختبارات للتأكد من صحة النظريات المدروسة، وتصنيف عناصر اللغة التي تُبحث.
تتفق هذه المدرسة مع وجهة نظر نعوم تشومسكي حول أهمية دراسة جانبين للغة؛ هما الكفاءة والأداء. ترى أن مهمة علم القواعد هي تقديم نموذج لجانب الكفاءة، الذي يكون غير واعٍ غالبًا، مثل الاستخدام اليومي للغة، في حين يتم تقييم الأداء من خلال المظاهر السطحية التي يسهل ملاحظتها.
يهتم علم اللغة بدراسة المجالات التالية:
يتعلق هذا المجال بشريح الجهاز الصوتي البشري واستكشاف قدراته على النطق، ووصف مخارج الأصوات وتصنيفها وفقًا لخصائصها.
ويعني ذلك البحث في القواعد الخاصة باشتقاق الكلمات وتصريفها، وكيفية تغيير بنية الكلمات لتكون لها معاني مختلفة.
يتناول هذا العلم ترتيب أجزاء الجملة، وتأثير كل جزء منها على الآخر، والعلاقات التي تربط الأجزاء المختلفة.
تتناول هذه الدراسة العلاقات بين الدلالات المختلفة، وتوضيح المعاني الحقيقية والمجازية، مثل الترادف والتضاد.
يدرس هذا المجال عدة نظريات تتعلق بنشأة اللغات وكيفية تطورها على مر العصور.
يهتم علم اللغة الاجتماعي بدراسة تأثير المجتمع والحضارة والتاريخ والجغرافيا على الظواهر اللغوية، بينما يركز علم اللغة النفسي على تأثير الفكر والخيال والعواطف والذاكرة على اللغة.
مثل دراسة التطورات الصوتية والبنيوية والدلالية بالإضافة إلى اللهجات وصراعات اللغات ووجود لغات مشتركة.
يركز علم اللغة على وضع مبادئ عامة لدراسة مختلف اللغات، وينقسم إلى عدة فروع منها:
أحدث التعليقات