غرتني بجيش من محاسن وجهها،
فعبى لها طرفي لينقذ قلبي.
وعندما التقى الجيشان، أقبل طرفها،
يهدف للاستيلاء على قلبي قسراً.
وعندما بدأت المعارك بنظراتنا،
قلت في حيرة، فؤادي في يديها مثل السيف.
وناديت بصوت من وقع الأسنة والحراب،
يا صديقي، ما لي وللحب؟
لقد صرت قتيلاً في معركة الغرام،
مستسلماً لعيون الغانيات بلا ذنب.
يقولون إنني مسحور، أجن بذكرها،
لكن أقسم لكم، ليس بي جنون ولا سحر.
فهي تكرمنا بكلماتها، وأحياناً،
تُبادلنا الرضا من بين ثغرها.
فلو سألتني حياتي، لوهبتها لها،
فهي كل ما أتمناه إن كان في مقدوري.
هي القمر بين النساء، والكواكب بلا عدد،
وشتّان بين نور القمر ووهج النجوم.
لقد فضلت جمالها على الكل كما،
فضلت ليلة القدر على ألف شهر.
غصن يتراقص في هواء نقي،
يجني منه قلبي أحرف مشاعر.
قد أشرق جميله في وجهه،
كالقمر الذي لا يتلاشى.
وحين رنا من نقطة عيونها،
كانها سهم قلبك المحمي.
باسم المعقد من دررها،
سلبتني بلياليها العنق.
سال من خديها كالعسل الذائب،
كأني أنظر للتبر ذي الكمال.
حسيٍّ وقع فيه حسنها إذا تفرع،
فالغصن بديع حين يتفتح.
رق قلبي من خصرها حتى تتخذه،
بمثابة شفتين تلامسا.
وكأنها قد أُسرتني،
فجمعت معاني الفرح رسماً.
جاورتني كحبيب لي يعانقني،
عجباً كيف لم ننسَ ولم نفترق.
أقول يوم استقل الجميع،
وعيني تدمع بمفردها.
كما لو تم دفعهم من سلوكهم،
مواهب تتدفق من قلبي إطلاقاً.
أكافح ذلك سبيل التواصل،
لكن صبري يعجز عن المنع.
عندما يقل الحزن من مياهه،
يطفح بحر وجوده.
فهل تصبر على الفراق أم تنحني،
لسلمي، فهذا هو ما أردت.
والصبر خلال انقضاء الزمن،
يعطي الإنسان ما يرغب مع النجاح.
لقد أطاعوا هجرك الفاحش،
وأنا قد أطيع بقريني الحزين.
سوف يعلمون عندما يفكرون،
أنني أجيبك أم أستثمر نصيحتك.
من هو صادق في أقواله،
ومن قراراته مزج بها الملمات.
من يتجه لهوى قد يجرح نفسه،
بينما المتعقب ناجح.
لقلب مضطرب بسببهم،
لا، إنهم خدشوني بشعورهم.
إذا استيقظوا سيخربون،
من أمرهم ما قبلوا إصلاحه.
فالآن انصرف عن الذين،
تولوا من الأمور قبل أن يصبحوا.
ولا تحزن على أمور يعودون بها،
عدو يأتي ليكرم فلا يسطو.
يا سليمى، كنت لعذاب قلبي،
أنت يا سليمى ابنة عمي.
برد الليل وطابت.
أيّما شخص وصى بي،
فاملئي جوفه تراباً.
ريقك في الصباح سخاء،
يتفجر عذوبة من بين Lippen.
وجارية احتلت القلب وحدها،
كأن النساء خادماتها.
دوار العذارى إذا زرنها،
تجمعن حولها مثل الأصنام.
كل واحدة تمسح أركانها،
كما يتمسح الحجر الأثير.
وفي وجهها يبتسم ماء الشباب،
لديك، أو تبتسم.
ظمئت إليها ولكن لم تسقني،
فلم تسهمني بجرعة من الشفاء.
درة بحرية احتفظت،
فما أخرج منها التاجر بين الدرر.
عجبت فطمة من نعتك،
هل يجيد التعبير مكفوف البصر؟
يا أمي، اجمعيني في خلوة،
لنقضي وطراً خفياً.
أقبلت مغضبة تضرب بفكرها،
كأنها في جنون مشتعلة.
والله، ما أحلى ذلك.
دمع عيني يغسل الكحل القصير.
أيها النُعاس، استيقظي، رحمكم الله،
واسألوني اليوم عن طعم السهر.
أبيت عيني محمرتين دونما اكتحال بكم،
وفي اكتحالي معكم شفاء للعينين.
رقت لكم كبدي حتى لو أنكم،
تهوون أن أعيش لم أشرق.
كأن قلبي إذا ذكركم يُعرض.
وذات دل يقترب شكلها من القمر،
تغني عميد قلبي سكراناً.
إن العيون التي في طرفها حور،
قتلتنا ثم لم تحيي موتانا.
فقلت: أحسنت، يا سؤلي وأملي،
أسمعيني جزاك الله خيراً.
يا حبذا جبل الريان،
وحبذا من يسكن هناك.
قالت: فما أهلكت النفس حتى الرجل،
هو الذي لم يتوقع لهذا الإحساس.
يا قوم، اقتربوا إلى بعض الحي،
والأذن تحب قبل رؤية العين أحيانا.
فقلت: أحسنت، أنت الشمس الساطعة،
أضأت في القلب والأحشاء نيراناً.
أما أنت عن ذكراك ميّة مقصر،
ولا أنت ناسي العهد، فتذكر.
تهيم بها ما تستفيق، ودونها،
حجاب وأبواب وستار مستتر.
علقتك ناشئاً حتى،
رأيت الرأس مشيباً.
على يسر وإعسار،
وفيض نوالكم دافق.
لا أحبب بأرض كنتِ،
أرضاً تحكمين فيها.
وأهلك حبذا ما هم،
وإن أظهروا لي البغضاء.
نالت على يدها ما لم تنله يدي،
نقشاً على معصم، أحبط جلدي.
خافت على يدها من نبـل مقلتها،
فألبست زندها درعاً من الزّرد.
سألتها الوصل قالت: لا تغرّ بنا،
من رام منا وصالاً مات بالكمد.
فكم قتيل لنا في حب مات جوىً،
من الغرام لم يبدِ ولم يعد.
وخلّفتني طريحاً وهي قائلة،
تأمّلوا كيف فعل الظبي بالأسد.
قالت: لطيف خيال زارني ومضى،
بالله صدق، ولا تنقِص ولا تَزِد.
فقال: خلّفته لو مات من ظمأ،
وقلت: قف عن ورود الماء، لم يرد.
قالت: صدقت، الوفا في الحب شيمته،
يا برد ذاك الذي قالت على كبدي.
وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت،
ورداً وعضّت على العنّاب بالبرد.
هم يحسدوني على موتي، فوا أسفي،
حتى على الموت لا أخلو من الحسد.
أحدث التعليقات