أروع قصائد الحب الرومانسية

قصيدة: عقدة المطر

يقول نزار قباني:

أَخافُ أَنْ تُمْطِرَ الدُنْيا، وَلَسْتَ مَعِي، فَمُنْذُ رَحْتُ… وَعِنْدِي عُقْدَةُ المَطَرِ، كانَ الشِتاءُ يُغَطّينِي بِمِعْطَفِهِ، فَلا أُفَكِّرُ في بَرْدٍ وَلا ضَجَرٍ، وَكانَتْ الرّيحُ تَعْوِي خَلْفَ نافِذَتِي، فَتَهْمِسِينَ: تَمَسِكْ هُنا شَعْرِي. وَالآنَ أَجْلِسُ… وَالأَمْطارُ تَجْلِدُنِي عَلَى ذِراعِي، عَلَى وَجْهِي… عَلَى ظَهْرِي. فَمَنْ يُدافِعُ عَنِّي… يا مُسافِرَة، مِثْلَ اليَمامَةِ، بَيْنَ العَيْنِ وَالبَصَرِ. وَكَيْفَ أَمْحُوكَ مِنْ أَوْراقِ ذاكِرَتِي، وَأَنتَ فِي القَلْبِ مِثْلُ النَقْشِ فِي الحَجَرِ. أنا أُحِبُّكِ يا مَنْ تَسْكُنِينَ دَمِي، أَنْتَ إِنْ كُنْتَ فِي الصِينِ، أَوْ إِنْ كُنْتَ فِي القَمَرِ، فَفِيكَ شَيْءٌ مِن المَجْهُولِ أَدْخَلْهُ، وَفِيكَ شَيْءٌ مِن التَّارِيخِ وَالقَدَرِ.

قصيدة: لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي

يقول المتنبي:

لِعَينَيْكِ ما يَلْقى الفُؤادُ وَما لَقِي، وَلِلحُبِّ ما لم يَبْقَ مِنّي وَما بَقي.

وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ، وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ.

وَبَيْنَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى، مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ.

وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصْلِ رَبُّهُ، وَفِي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي.

وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكْرى مِنَ الصِبا، شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ.

وَأَشنَبَ مَعسولِ الثَّنِيّاتِ واضِحٍ، سَتَرتُ فَمي عَنهُ فَقَبَّلَ مَفْرِقِي.

وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرْنني، فَلَم أَتَبَيَّن عاطِلًا مِن مُطَوَّقِ.

وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا، عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي.

سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها، وَيَفعَلُ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ.

إِذا ما لَبِستَ الدَهرَ مُستَمتِعًا بِهِ، تَخَرَّقتَ وَالمَلبوسُ لَم يَتَخَرَّقِ.

وَلَم أَرَ كَالأَلحاظِ يَومَ رَحيلِهِم، بَعَثنَ بِكُلِّ القَتْلِ مِن كُلِّ مُشفِقِ.

أَدَرنَ عُيونًا حائِراتٍ كَأَنَّها، مُرَكَّبَةٌ أَحداقُها فَوقَ زِئبَقٍ.

عَشِيَّةَ يَعدونا عَنِ النَظَرِ البُكاء، وَعَن لَذَّةِ التَوديعِ خَوْفُ التَفَرُّقِ.

نُوَدِّعُهُم وَالبَينُ فينا كَأَنَّهُ، قَنا اِبنِ أَبي الهَيجاءِ في قَلبِ فَيلَقِ.

قَواضٍ مَواضٍ نَسجُ داوُودَ عِندَها، إِذا وَقَعَت فيهِ كَنَسجِ الخَدَرِ نَقِ.

هَوادٍ لِأَملاكِ الجُيوشِ كَأَنَّها، تَخَيَّرُ أَرواحَ الكُماةِ وَتَنتَقي.

تَقُدُّ عَلَيهِم كُلَّ دِرْعٍ وَجَوشَنٍ، وَتَفري إِلَيهِم كُلَّ سورٍ وَخَندَقِ.

يُغيِّرُ بِها بَينَ اللُقانِ وَواسِطٍ، وَيُركِزُها بَينَ الفُراتِ وَجِلِّقِ.

وَيُرجِعُها حُمرًا كَأَنَّ صَحيحَها، يُبَكّي دَمًا مِن رَحمَةِ المُتَدَقِّقِ.

فَلا تُبلِغاهُ ما أَقولُ فَإِنَّهُ، شُجاعٌ مَتى يُذكَر لَهُ الطَعنُ يَشتَقِ.

ضَروبٌ بِأَطرافِ السُيوفِ بَنانُهُ، لَعوبٌ بِأَطرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ.

كَسائِلِهِ مَن يَسأَلُ الغَيثَ قَطرَةً، كَعاذِلِهِ مَن قالَ لِلْفَلَكِ اِرفُقِ.

لَقَد جُدتَ حَتّى جُدتَ في كُلِّ مِلَّةٍ، وَحَتّى أَتاكَ الحَمدُ مِن كُلِّ مَنطِقِ.

قصيدة: البين جرعني نقيع الحنظل

قال أبو تمام:

البَينُ جَرَّعَني نَقيعَ الحَنظَلِ، وَالبَينُ أَثكَلَني وَإِن لَم أُثكَلِ.

ما حَسرَتي أَنْ كِدتُ أَقْضي إِنَّما، حَسَراتُ نَفسي أَنَّني لَم أَفْعَلِ.

نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى، ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ.

كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتى، وَحَنينُهُ أَبَدًا لِأَوَّلِ مَنزِلِ.

قصيدة: وإنّي لأهوى النوم في غير حينه

قال قيس بن ذريح:

وَإِنّي لَأَهوَى النَّومَ في غَيرِ حينِهِ، لَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ.

تُحَدِّثُني الأَحلامُ إِنّي أَراكُمُ، فَيا لَيتَ أَحلامَ المَنامِ يَقِينُ.

شَهِدتُ بِأَنّي لَم أُحِل عَن مَوَدَّةٍ، وَإِنّي بِكُم لَو تَعلَمينَ ضَنينُ.

وَإِنَّ فُؤادي لا يَلينُ إِلى هَوى، سِواكِ وَإِن قالوا بَلى سَيَلينُ.

قصيدة: لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم

قال عنترة بن شداد:

لَو كانَ قَلبي مَعي ما اِختَرتُ غَيرُكُمُ، وَلا رَضيتُ سِواكُم في الهَوى بَدَلا.

لَكِنَّهُ راغِبٌ في مَن يُعَذِّبُهُ، فَلَيسَ يَقبَلُ لا لَومًا وَلا عَذَلا.

قصيدة: عشية لا خلفي مكر ولا الهوى

قال عروة بن حزام:

عَشيَّةَ لا خَلْفي مَكَرٌّ ولا الهوى، أَمامي ولا يَهْوى هوايَ غريبُ.

فَوَاللهِ لا أَنْساكِ ما هَبَّتِ الصَّبا، وما عَقَبَتْها فِي الرِّيَاحِ جَنُوبُ.

فَوَا كَبِدًا أَمْسَتْ رُفاتًا كَأَنَّما، يُلَذِّعُها بالمَوْقِدات طبيبُ.

بِنا من جَوى الأَحْزانِ في الصّدر لَوْعةٌ، تَكادُ لها نَفْسُ الشَّفيقِ تَذُوبُ.

ولكنَّما أَبْقى حُشاشةَ مُقْوِلٍ، على ما بِهِ عُودٌ هناك صليبُ.

وما عَجَبي مَوْتُ المُحِبِّينَ في الهوى، ولكنْ بقاءُ العاشقينَ عجيبُ.

قصيدة: بكل سبيل للنساء قتيل

قال البحتري:

كَأَن لَم يَكُن فيها لِعَينَيكِ مَنظَرٌ، إِذِ الدارُ دارٌ وَالحُلُولُ حُلُولُ.

وَإِذ حَسَناتُ الدَهرِ يَجمَعنَ بَينَنا، عَلى الوَصلِ وَالحُرُّ الكَريمُ وَصولُ.

فَأَحدَثَتِ الأَيّامُ بَيني وَبَينَها، ذُحولًا وَما تَفنى لَهُنَّ ذُحولُ.

وَلَولا الهَوى ما ذَلَّ في الأَرضِ عاشِقٌ، وَلَكِن عَزيزُ العاشِقينَ ذَليلُ.

قصيدة: يا ظبية البان ترعى في خمائله

قال الشريف الرضي:

يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ، لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ.

الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِهِ، وَلا يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي.

هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَةٌ، بَعدَ الرُقادِ عَرَفناها بِرَيّاكِ.

ثُمَّ اِنثَنَينا إِذا ما هَزَّنا طَرَبٌ، عَلى الرِحالِ تَعَلَّلنا بِذِكراكِ.

سَهْمٌ أَصابَ وَراميهِ بِذي سَلَمٍ، مَن بِالعِراقِ لَقَد أَبعَدتِ مَرماكِ.

وَعَدٌ لِعَينَيكِ عِندي ما وَفَيتِ بِهِ، يا قُربَ ما كَذَبَت عَينيَّ عَيناكِ.

حَكَت لِحاظُكِ ما في الريمِ مِن مُلَحٍ، يَومَ اللِقاءِ فَكانَ الفَضلُ لِلحاكي.

كَأَنَّ طَرفَكِ يَومَ الجِزعِ يُخبِرُنا، بِما طَوَى عَنكِ مِن أَسماءِ قَتلاكِ.

أَنتِ النَّعيمُ لِقَلبي وَالعَذابُ لَهُ، فَما أَمَرُّكِ في قَلبي وَأَحلاكِ.

عِندي رَسائِلُ شَوقٍ لَستُ أَذكُرُها، لَولا الرَّقيبُ لَقَد بَلَّغتُها فاكِ.

سَقى مِنىً وَليالي الخَيفِ ما شَرِبَت، مِنَ الغَمامِ وَحَيّاها وَحَيّاكِ.

إِذ يَلتَقي كُلُّ ذي دَينٍ وَماطِلَهُ، مِنّا وَيَجتَمِعُ المَشكوُّ وَالشاكي.

لَمّا غَدا السَربُ يَعطو بَينَ أَرحُلِنا، ما كانَ فيهِ غَريمُ القَلبِ إِلَّا كِ.

هامَت بِكِ العَينُ لَم تَتبَع سِواكِ هَوىً، مَن عَلَّمَ البَينَ أَنَّ القَلبَ يَهواكِ.

حَتّى دَنا السَربُ ما أَحيَيتِ مِن كَمَدٍ، قَتلى هَواكِ وَلا فادَيتِ أَسراكِ.

يا حَبَّذا نَفحَةٌ مَرَّت بِفيكِ لَنا، وَنُطفَةٌ غُمِسَت فيها ثَناياكِ.

Published
Categorized as قصص الحب الشهيرة