يُعتبر المتنبي من عمالقة الشعر العربي، حيث يحمل في يمينه سيف الحب وفي اليد الأخرى قرطاس وقلم. ومن أشهر قصائده:
لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي
وَلِلحُبِّ ما لم يَبقَ مِنّي وَما بَقي
وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ
وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ
وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى
مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ
وَفي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي
وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا
شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ
وَأَشنَبَ مَعسولِ الثَنّيّاتِ واضِحٍ
Sَتَرتُ فَمي عَنهُ فَقَبَّلَ مَفرِقي
الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا
وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا
لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى
مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا
بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما
أَلوانُنا مِمّا اِمتُقِعنَ تَلَوُّنا
وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد
أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا
أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها
Nَظَرًا فُرادى بَينَ زَفراتٍ ثُنا
أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً
ثُمَّ اِعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا
وَقَطَعتُ في الدُنيا الفَلا وَرَكائِبي
فيها وَوَقتَيَّ الضُحى وَالمَوهِنا
وَوَقَفتُ مِنها حَيثُ أَوقَفَني النَدى
وَبَلَغتُ مِن بَدرِ اِبنِ عَمّارِ المُنا
اقترن اسم قيس باسم ليلى ارتباطاً وثيقاً، فلا يُذكر أحدهما دون الآخر. ومن أجمل قصائده:
لِصَفراءَ في قَلبي مِنَ الحُبِّ شُعبَةٌ
هَوىً لَم تَرُمهُ الغانِياتُ صَميمُ
بِهِ حَلَّ بَيتَ الحَيِّ ثُمَّ اِنثَنى بِهِ
فَزالَت بُيوتُ الحَيِّ وَهوَ مُقيمُ
وَمَن يَتَهيَّض حُبَّهُنَّ فُؤادَهُ
يَمُت وَيَعِش ما عاشَ وَهوَ سَقيمُ
فَحَرّانَ صادٍ ذيدَ عَن بَردِ مَشرَبٍ
وَعَن بَلَلاتِ الماءِ وَهوَ يَحومُ
بَكَت دارُهُم مِن فَقدِهِم وَتَهَلَّلَت
Dُموعي فَأَيَّ الجازِعَينِ أَلومُ
أَهَذا الَّذي يَبكي مِنَ الهونِ وَالبَلا
أَم آخَرَ يَبكي شَجوَهُ وَيَهيمُ
إِلى اللَهِ أَشكو حُبَّ لَيلى كَما شَكا
أُحُبُّكِ يا لَيلى وَأُفرِطُ في حُبّي
وَتُبدينَ لي هَجرًا عَلى البُعدِ وَالقُربِ
وَأَهواكِ يا لَيلى هَوىً لَو تَنَسَّمَت
Nُفوسُ الوَرى أَدناهُ صِحنَ مِنَ الكَربِ
شَكَوتُ إِلَيها الشَوقُ سِرّاً وَجَهرَةً
وَبُحتُ بِما أَلقاهُ مِن شِدَّةِ الحُبِّ
وَلَمّا رَأَيتُ الصَدَّ مِنها وَلَم تَكُن
تَرِقُّ لِشَكواتي شَكَوتُ إِلى رَبّي
إِذا كانَ قُربَ الدارِ يورِثُ حَسرَةً
فَلا خَيرَ لِلصَبِّ المُتَيَّمِ في القُربِ
يجدر بعبلة أن تعشق عنترة، فكلاهما أصبحا أسطورة عشق خالدة. ومن أجمل قصائده:
يا عبل إنّ هواك قد جاز المدى
وَأنا المعنى فيك من دون الورى
يا عبل حبك في عظامي مع دمي
لما جرت روحي بجسمي قد جرى
ولقد علقت بذيل من فخرت به
عبس وسيف أبيه أفنى حميرا
يا شأس جرني من غرام قاتل
أبدا أزيد به غراما مسعرا
أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ
فَقَبَّلَني ثَلاثًا في اللَثامِ
وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيب
أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي
وَلَولا أَنَّني أَخلو بِنَفسي
وَأُطفِئُ بِالدُموعِ جَوى غَرامي
لَمُتُ أَسىً وَكَم أَشكو لِأَنّي
Aغارُ عَلَيكِ يا بَدرَ التَمامِ
أَيا اِبنَةَ مالِكٍ كَيفَ التَسَلّي
وَعَهدُ هَواكِ مِن عَهدِ الفِطامِ
وَكَيفَ أَرومُ مِنكِ القُربَ يَوم
وَحَولَ خِباكِ آسادُ الأَجامِ
وَحَقِّ هَواكِ لا داوَيتُ قَلبي
بِغَيرِ الصَبرِ يا بِنتَ الكِرامِ
إِلى أَن أَرتَقي دَرَجَ المَعالي
بِطَعنِ الرُمحِ أَو ضَربِ الحُسامِ
أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتِ عَنهُ
رَعَيتُ جِمالَ قَومي مِن فِطامي
عندما يبحر شاعر النيل في عالم الحب، تتحول المشاعر إلى عسل ونبيذ، وعلى الشاطئ ترتب طاولة وكرسيان. ومن أجمل قصائده:
لَقَد لامَني يا هِندُ في الحُبِّ لائِمٌ
مُحِبٌّ إِذا عُدَّ الصِحابُ حَبيبُ
فَما هُوَ بِالواشي عَلى مَذهَبِ الهَوى
وَلا هُوَ في شَرعِ الوِدادِ مُريبُ
وَصَفتُ لَهُ مَن أَنتِ ثُمَّ جَرى لَنا
حَديثٌ يَهُمُّ العاشِقينَ عَجيبُ
وَقُلتُ لَه صَبرًا فَكُلُّ أَخي هَوى
عَلى يَدِ مَن يَهوى غَدًا سَيَتوبُ
مقاديرُ مِن جفنَيك حَوَلْن حاليا
فذقتُ الهوى مِن بعد ما كنت خاليا
نفذن عليّ اللُّبّ بالسهم مرسلًا
وبالسّحر مقضِيًّا وبالسيفِ قاضيا
وألبستني ثوب الضنى فلبسته
فأحبِب به ثوبًا وإن ضمّ باليا
وما الحبّ إلا طاعة وتجاوز
وإن أكثروا أوصافَه والمَعانيا
وما هو إلا العين بالعين تلتقي
وإنْ نَوّعوا أسبَابَه والدّوَاعيا
وعندي الهوى موصوفه لا صفاته
إذا سألوني ما الهوى قلتُ ما بيا
وبي رشأ قد كان دُنياي حاضِرًا
عندما يتحدث نزار، تتدفق الكلمات حبًا وعشقًا، وفي الجهة الأخرى تتلاقى القلوب. ومن أجمل قصائده:
أكثر ما يعذبني في حبك
أنني لا أستطيع أن أحبك أكثر
وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس
أنها بقيت خمساً.. لا أكثر
إن امرأةً استثنائية مثلك
تحتاج إلى أحاسيس استثنائية
وأشواقٍ استثنائية
ودموعٍ استثنائية
وديانةٍ رابعه
لها تعاليمها، وطقوسها، وجنتها، ونارها
حبيبتي، لدي شيءٌ كثير
أقوله، لدي شيءٌ كثير
من أين؟ يا غاليتي أبتدي
وكل ما فيك.. أميرٌ.. أمير
يا أنت يا جاعلةً أحرفي
مّمّا بها شرانقًا للحرير
هذي أغاني وهذا أن
يضمنا هذا الكتاب الصغير
غدًا.. إذا قلبت أوراقه
واشتاق مصباحٌ وغنى سري
واخضوضرت من شوقها، أحرفٌ
وأوشكت فواصلٌ أن تطير
لو استمر درويش بذكر الحب، على أي قصيدة سيتجمع العشاق؟ ومن أجمل قصائده:
يَطيرُ الحمامُ
يَحُطّ الحمامُ
أعدّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ
فإني أحُّبّك حتى التَعَبْ
صباحك فاكهةٌ للأغاني
وهذا المساءُ ذَهَبْ
ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخامِ
وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلّقُ نفسي
على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غير الغمام
كمقهى صغير على شارع الغرباء
هو الحُبُّ.. يفتح أَبوابه للجميع
كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ
إذا هَطَلَ المطُر ازداد رُوَّادُهُ
وإذا اعتدل الجوُّ قَلُّوا ومَلُّوا
أنا ههنا -يا غريبةُ- في الركن أجلس
ما لون عينيكِ؟ ما اسمك؟ كيف
أناديك حين تَمُرِّين بي وأنا جالس
في انتظاركِ؟
مقهى صغيرٌ هو الحبُّ أَطلب كأسَيْ
نبيذٍ وأَشرب نخبي ونخبك أَحمل
قُبَّعتين وشمسيَّةً إنها تمطر الآن
أحدث التعليقات