في مقالنا اليوم، سنستعرض أجمل قصائد الإمام الشافعي. سنتحدث بمزيد من التفصيل عن حياة الإمام الشافعي، وأعماله، وكتبه، والمذهب الذي يتبعه.
الاسم الكامل للإمام الشافعي هو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي.
يُعتبر الإمام الشافعي ثالث الأئمة الأربعة وأساس المذهب الشافعي. نشأته كانت مميزة حيث انتقل مع والده إلى مكة المكرمة في سن مبكر.
بدأ الإمام الشافعي حفظ القرآن الكريم في سن لا يتجاوز الأربع سنوات، وكان متفوقًا في معرفة أمور الدين قبل أن يصل إلى الواحد والعشرين من عمره.
خلال رحلته العلمية، أتقن الإمام الشافعي اللغة العربية وبرز في الشرائع والفقه.
تنقل الإمام الشافعي بين عدة بلدان من أجل طلب العلم، حيث زار مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومن ثم بغداد، حيث أمضى فترة طويلة في التعلم.
دون الإمام الشافعي مذاهبه في ثلاثة أماكن، وهي مكة المكرمة، بغداد، ثم عاد إلى مصر حيث توفي.
عمل الإمام الشافعي على تأليف العديد من الكتب، حيث يعتبر أول من دوّن أصول الفقه. ومن أبرز كتبه:
تُعتبر هذه الكتب من بين الأهم، بالإضافة إلى مجموعة قيّمة من المؤلفات التي يلجأ إليها العلماء والفقهاء للكثير من التعلم.
سنعرض بعض القصائد الجميلة هنا، تأملوا في معانيها لأنها فعلاً من أجمل ما كتب الإمام الشافعي.
تحمل هذه القصائد معاني سامية، تُضيء النفوس وتخفف الهموم، كما تمنح الأمل في الحياة وتعطي دروسًا وعبرًا تعلّق القلوب.
تعالوا نقرأ ما قاله الإمام الشافعي في قصائد له.
إِذا المَرء لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً فَدَعه وَلا تكثِر عَلَيهِ التَأَسفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كل مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخون خليله ويلقاه من بعدِ المودَّةِ بالجفا
وَينْكِر عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ وَيظْهِر سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَ
سَلامٌ عَلَى اَلدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا صديق صدوق صادق الوعد منصفا
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ
يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ
اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ
إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ
كَحامِلٍ لِثِيابِ الناسِ يَغسِلُها
وَثَوبُهُ غارِقٌ في الرِجسِ وَالنَجَسِ
تَبغي النَجاةَ وَلَم تَسلُك طَريقَتَها
إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ
رُكوبُكَ النَعشَ يُنسيكَ الرُكوبَ عَلى
ما كُنتَ تَركَبُ مِن بَغلٍ وَمِن فَرَسِ
يَومَ القِيامَةِ لا مالٌ وَلا وَلَدٌ
وَضَمَّةُ القَبرِ تُنسي لَيلَةَ العُرسِ
إليك إله الخلق أرفع رغبتي
وإن كنتُ- ياذا المنِّ والجود- مجرماً
ولَّما قسا قلبى، وضاقت مذاهبي
جَعَلْت الرَّجَا مِنِّى لِعَفْوِكَ سلّمَا
تعاظمني ذنبي فلَّما قرنتهُ
بعفوكَ ربى كانَ عفوكَ أعظما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ
تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّة وَتَكَرُّمَا
فلولاكَ لم يصمد لإبليسَ عابدٌ
فكيفَ وقد أغوى صفيَّكَ آدما
فيا ليت شعرى هل أصير لجنة
أهنا وأما للسعير فأندما
فإن تعفُ عنى تعفُ عن متمردٍ
ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما
وإن تنتقمْ منى فلست بآيسٍ
ولو أدخلوا نفسى بجُرْم جهنَّما
فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّه
تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَمَا
يقِيم إذَا مَا الليل مَدَّ ظَلاَمَه على
نفسهِ من شدَّة الخوفِ مأتما
فَصِيحاً إِذَا مَاكَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ
وَفِى مَا سِواه في الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا
ويذكر أياماً مضت من شبابهِ
وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَة أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِينَ الهَمِّ طولَ نَهَارِهِ
أخا السُّهدِ والنَّجوى إذا الليلُ أظلما
يَقول حَبيبى أَنْتَ سؤْلِى وَبغْيَتِي
كفى بكَ للراجينَ سؤلاً ومغنما
ألستَ الذِّى غذيتني هديتني
وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَى وَمُنْعِمَا
عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي
ويسترُ أوزارى وما قد تقدما.
أحدث التعليقات