يعتبر الصديق بمثابة كنز لا يقدر بثمن في حياة الإنسان، فهو النور الذي يضيء لنا ظلمات الطريق ويكون الرفيق في لحظات الوحدة، حيث تصير الأوقات أجمل بوجوده. إنه الشخص الذي يشاركنا أفراحنا وأحزاننا، ويخفف عنا أعبائنا، ويعيننا في الأوقات الصعبة، مما يغرس في نفوسنا الأمل وحب الحياة. لذا، فإن الصداقة الحقيقية تنبني على أسس من الصدق والإخلاص والمحبة. في هذه المقالة، سنستعرض أجمل ما قيل عن الصداقة من قبل الشعراء والحكماء.
الخاطرة الأولى:
صديقي، مهما كتبت، لن أستطيع التعبير عن جزء بسيط من حبي لك، يكفيني أن تقبلني صديقاً، وسأكون أسعد إنسان في العالم. أرجوك، لا تتركني، فأنا في غيابك وحيد تائه. أحببت كل شيء فيك، من ضحكك إلى قسوتك، وحتى صمتك وغضبك. كيف لي أن أكرهك وأنت ملاكي؟
الخاطرة الثانية:
كم هي جميلة محطات العمر، والأجمل من ذلك هو أن نجد من يسير معنا في الطريق. قد تواجهنا صدف عديدة في حياتنا، بعضها يجلب الفرح والبعض الآخر الحزن. لكن صدفة لقائي بك كانت من أجمل الصدف، فقد وجدت فيك إنسانة أكن لها كل المحبة والتقدير. لا أعلم كيف، لكنني أعرف أنك رائعة بجمال روحك وأحاسيسك، تفتحين لي أبواب عالم من الكلمات الرائعة وتحلّقين بي. أحببت أن أشاركك هذه الكلمات كجزء من مشاعري، رغم علمي الكامل بأنها قد لا تعبر عن كل ما في قلبي.
الخاطرة الثالثة:
دعنا نبقى أصدقاء، ونتحدى الجفاء حتى تبقى ذكرياتنا ملونة بضحكتنا، وتظل كلماتنا تعبر عن حوارنا. لنسمح لحديثنا أن يتجاوز حدود الصمت، ولنستمر أصدقاء مهما حدث، لتبقى ذكرياتنا متألقة خالدة في قلوبنا، ولنجد العزاء في صداقتنا حتى لو فرقنا الزمان، نسعى لتذكر بعضنا دائماً بحب، دون أن نسمح لدموعنا بأن تجرحنا، لنستمر أصدقاء حتى النهاية.
قصيدة “إلى الصديق” للشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي، الذي وُلِد عام 1889 وانتقل إلى مصر حيث أسس حياته. بالرغم من الظروف الصعبة التي واجهها، فقد استطاع كتابة قصائد رائعة نُشرت في عدة مجلات. في هذه القصيدة يعبّر عن مشاعره تجاه الأصدقاء:
ما عزّ من لم يصحب الخذما
فأحطم دواتك، واكسر القلما
وارحم صباك الغضّ، فإنهم
لا يحملون وتحمل الألما
كم ذا تناديهم وقد هجعوا
أحسبت أنّك تسمع الرّمما
ما قام في آذانهم صمم
وكأنّ في آذانهم صمما
القوم حاجتهم إلى همم
أو أنت مّمن يخلق الهمما؟
تاللّه لو كنت ((ابن ساعدة))
أدبا ((وحاتم طيء)) كرما
وبذذت ((جالينوس)) حكمته
والعلم ((رسططا ليس)) والشّيما
وسبقت ((كولمبوس)) مكتشفا
وشأوت ((آديسون)) معتزما
فسلبت هذا البحر لؤلؤه
وحبوتهم إيّاه منتظما
وكشفت أسرار الوجود لهم
وجعلت كلّ مبعّد أمما
ما كنت فيهم غير متّهم
إني وجدت الحرّ متّهما
هانوا على الدّنيا فلا نعما
عرفتهم الدّنيا ولا نقما
فكأنّما في غيرها خلقوا
وكأنّما قد آثروا العدما
أو ما تراهم، كلّما انتسبوا
نصلوا فلا عربا ولا عجنا
ليسوا ذوي خطر وقد زعموا
والغرب ذو خطر وما زعما
متخاذلين على جهالتهم
إنّ القويّ يهون منقسما
فالبحر يعظم وهو مجتمع
وتراه أهون ما يرى ديما
والسّور ما ينفكّ ممتنعا
فإذا يناكر بعضه نهدما
والشّعب ليس بناهض أبدا
ما دام فيه الخلف محتكما
يا للأديب وما يكابده
في أمّة كلّ لا تشبه الأمما
إن باح لم تسلم كرامته
والإثم كلّ إن كتما
يبكي فتضحك منه لاهية
والجهل إن يبك الحجى ابتسما
جاءت وما شعر الوجود بها
ولسوف تمضي وهو ما علما
ضعفت فلا عجب إذا اهتضمت
اللّيث، لولا بأسه، اهتضما
فلقد رأيت الكون، سنّته
كالبحر يأكل حوته البلما
لا يرحم المقدام ذا خور
أو يرحم الضّرغامه الغنما؟
يا صاحبي، وهواك يجذبني
حتّى لأحسب بيننا رحما
ما ضرّنا، والودّ ملتئم
أن لا يكون الشّمل ملتئما
النّاس تقرأ ما تسطّره
حبرا، ويقرأه أخوك دما
فاستبق نفسا، غير مرجعها
عضّ الأناسل بعدما ندما
ما أنت مبدلهم خلائقهم
حتّى تكون الأرض وهي سما
زارتك لم تهتك معانيها
غرّاء يهتك نورها الظّلما
سبقت يدي فيها هواجسهم
ونطقت لما استصحبوا البكما
فإذا تقاس إلى روائعهم
كانت روائعهم لها خدما
كالرّاح لم أر قبل سامعها
سكران جدّ السّكر، محتشما
يخد القفار بها أخو لجب
ينسي القفار الأنيق الرسما
أقبسته شوقي فأضلعه
كأضالعي مملوءة ضرما
إنّ الكواكب في منازلها
لو شئت لاستنزلتها كلما
أحدث التعليقات