تُعتبر الصداقة الحقيقية علاجًا أكثر فعالية من أي دواء، حيث يلعب الصديق دور الرفيق والأخ والطبيب في حياتنا. إن الصديق الوفي هو الذي يحبنا في جميع ظروفنا، يعيننا في أوقات العسر، ويساعدنا في التغلب على الصعوبات. هو الذي يسارع إلى تقديم يد العون دون انتظار مقابل، ويحمل في قلبه كل الحب والاحترام لنا، دون أن يضمر لنا أي سوء. في هذا المقال، نستعرض بعضًا من أجمل الأقوال التي تناولها الأدباء والشعراء حول الأصدقاء ووفائهم.
الخاطرة الأولى:
دعونا نتمسك بصداقتنا، نعارض الجفاء، حتى تظل القصائد تزين ضحكاتنا وتبقى كلماتنا شغوفة بحواراتنا، ولا يتحول الصمت إلى موضوع حديثنا. دعونا نكون أصدقاء مدى الحياة، حتى لا نترك ذكرياتنا لتضيع في طيات النسيان، وتظل مشاعرنا جياشة. لنحافظ على صداقاتنا رغم كل فراق، لتبقى أيامنا مميزة وذكرياتنا خالدة، ولنتذكر بعضنا بحنين دائم، ولنظل أصدقاء حتى بعد رحيلنا.
الخاطرة الثانية:
الصديق هو الأفضل الذي تعتمد عليه في لحظات الحزن، حيث يخفف آلامك بشكل كبير، فتبدو كأن الحزن يبتعد. لحظات السعادة مع الأصدقاء تجعل الحياة مليئة بالألوان. كيف لا وقد تحققت الألفة والتناغم بين الأرواح القريبة من بعضها.
الخاطرة الثالثة:
ما أجمل اللحظات التي تعيشها بكامل وجدانك، حيث يذوب قلبك وتدفق السعادة في عروقك، وتعيش مشاعر لا يمكنك وصفها، مليئة بالأحلام والطموحات حول ذلك الشخص الذي يملأ حياتك بأثره الطيب وابتسامته.
قصيدة “إلى صديق” هي من تأليف الشاعر إيليا أبو ماضي، الذي وُلِد في قرية المحيدثة في لبنان عام 1891. وانتقل إلى الإسكندرية ثم إلى الولايات المتحدة. ومن ضمن أعماله المعروفة “الجداول” و”تذكار الماضي” و”الخمايل”. وفي قصيدته يعبّر عن حنينه لصديقه، قائلاً:
يا من قربت من الفؤاد
و أنت عن عيني بعيد
شوقي إليك أشدّ من
شوق السليم إلى الهجود
أهوى لقاءك مثلما
يهوى أخو الظمإ الورود
وتصدّني عنك النوى
وأصدّ عن هذا الصدود
أما الشاعر الشافعي، فهو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، وُلِد في فلسطين عام 150 هـ. يُعتبر أحد الأئمة المشهورين ومؤسس علم أصول الفقه. وقد اكتسب شهرة بفضل ذكائه وعمله كقاضٍ. قصيدته تتحدث عن قيمة الصديق الحقيقي وتقول:
إذا المرء لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ
وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ
وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً
فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ
ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا
صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا
أحدث التعليقات