تقول فاطمة محمد القرني:
“النّصفُ” ضاعَ.. وفي الطريقِ “الباقي”
في زحمةِ الأسواقِ.. والأطباقِ
وغُدُوّنا:”قُم للمعلِّمِ”.. واهِنٌ…
هذا.. وتلك رهينةُ الإطراقِ
كُتَلاً تُجرجرنا الخطى.. ونَجرُّها…
خابي النُّهى.. مُتوقِّدِي الأَحداقِ
وَروَاحنا.. كلّ يغمغمُ: (حَسْبُنا…
سُقْمُ “الدَّوامِ” أَمَا لَهُ مِن راقي؟!)
فَوضى مطابِخِنا.. نشيج قُدورِنا
طفرتْ مشارفُها بكلِّ مذاقِ
وَلُهاثنا عندَ الغروبِ كأنَّما…
ضَلَّ السّبيلُ بنا.. وما مِن سَاقِي
و “قيامنا” بالليلِ.. من “ريتا” إلى…
“مارسيل” لِـ”الزيدان”ِ.. أَيّ سِباقِ!!
يا مَوسمَ الخيرِ المبدَّدِ حَيِّنَا…
زُمَراً جَنَاها حُرقةُ الإملاقِ!
“زمنَ الغوايةِ” صَيَّرتْكَ “طقوسُنا”
يا فُرصةَ الغُفرانِ والإعتاقِ.
يقول أحمد سالم باعطب:
غداً يهِلُّ علينا البشْرُ والظَّفَرُ
ويحتفي الحجْرُ بالصُّوَّام والحجَرُ
غداً يهلُّ هِلالُ الصَّوم مؤتلقاً
في موكبٍ مشرقٍ والليلُ يعتكر
رَنَتْ إليه قلوبٌ في قرارتها
لحبِّه سكَنٌ حلوُ الرُّؤى نَضِرُ
غداً تُؤَذِّن بالبُشرى منائرُنا
تَسْري بأخباره الآياتُ والنذور
وقفتُ بين كرام الناس أنتظرُ
ضيفاً عزيزاً بنور الله يأتزر
نغفو ونصحو على ذكرى شمائله
نكادُ نشرق بالذكرى ونَنْفَطِرُ
رأيتُهُ قبلَ عامٍ في مساجدنا
يضيء في راحَتيْهِ الشمسُ والقمرُ
يُهدي مكارمَه للناس تذْكرةً
يُصغي لها السمعُ والإحساسُ والبصَرُ
وحين مَطَّ رحالَ البَيْنِ ودَّعني
شجاعتي واعتراني الخوفُ والخَوَرُ
تلجلجتْ مهجتي بين الضلوع فما
مثلي على صفعات الذنب يقتدر
ما جئتُ أسفَحُ يا رمضانُ أدعيَتي
بل جئتُ مما جنَتْ كفَّاي أعتذرُ
صحائفي في سجلِّ الخيْرِ عاريةٌ
من الجمالِ وثوبي مسَّهُ الكِبَرُ
رمضانُ إنا مددنا للوَنى يَدَنا
وعَرْبدتْ بيننا الأحداثُ والغِيَرُ
تنكَّرتْ مُهَجٌ للحقِّ حين سَعى
إلى ميادينها الطغيانُ والبَطرُ
فلامستْ كلماتي سمعَهُ وبَدَتْ
تنسابُ من ثغرِهِ الآياتُ والسورُ
وما ثنى عطفَه بلْ قال محتسباً
يا رب يا ربُّ رُحْمى إنهم بشَرُ.
يقول محمد بن علي السنوسي:
رمضانُ يا شهر الضياءِ
الحرِّ من أسر الظلامْ
أَطلقْ بأضواء الهدى
أَسْرَ النفوس من الحطامْ
وأَنِرْ بقدسيِّ الصفاءِ
رؤى الحياة من القتامْ
وانضحْ عواطفنا تقىً
واغمُرْ نوازعنا وئامْ
رمضان يا أملَ النفوسِ
الظامئاتِ إلى السلامْ
يا شهرُ بل يا نهرُ ينهلُ
من عذوبتهِ الأنامْ
طافتْ بك الأرواحُ سابحةً
كأسراب الحمامْ
بِيضٌ يجلّلها التقى
نوراً ويصقلها الصيامْ
رفافةٌ كشذى الزهورِ
نقيةٌ كندى الغمامْ
شفافةُ الإحساسِ قانتةٌ
مهذبةُ الكلامْ
عزّتْ على الأهواء وارتفعت
على دنيا الرغامْ
وسمتْ إلى النور الذي
غمرَ الوجود به ابتسامْ
نورٌ من الفرقان يرفعها
إلى أسمى مقامْ
آياته تُشفي السقام
ولفظهُ يطفي الأُوَامْ
رمضانُ ! معذرة فإني
لا وراء ولا أمامْ
نمنا وأسرى المدلجون
وما عسى يجِدُ النيامْ
طال الطريق بنا وضلّ
وهدّ منكبنا الزحامْ
ولوى الطموح عنانه
وانقدّ من يدنا الزمامْ
سخِرتْ بنا الأهواء وانطلقت
تقهقهُ في عرامْ
وتخاذلت همم النفوسِ
فلا انطلاق ولا اقتحامْ
حالٌ يغصّ بها الكرام
شجىً ويبتهج اللئامْ
رمضانُ رُبَّ فمٍ تمنَّعَ
عن شراب أو طعامْ
ظنّ الصيامَ عن الغذاء
هو الحقيقةُ في الصيامْ
وهوى على الأعراض ينهشها
ويقطعُ كالحسامْ
يا ليتهُ إذا صامَ صامَ
عن النمائم والحرامْ
واستاكَ إذ يستاكُ من
كذبٍ وزورٍ واجْترامْ
وعن القيامِ لو أنه
فيما يحاوله استقامْ
رمضانُ ! نجوى مخلصٍ
للمسلمين وللسلامْ
تسمو بها الصلوات والدعوات
تضطرم اضطرامْ
الله جل جلاله
ذي البرّ والمننِ الجسامْ
أن يُلهم اللهُ الهداةَ
الرشدَ في كل اعتزامْ.
أحدث التعليقات