مَرَّ النَّسيمُ بريّاكم فأحيانا
فهل كذكركُمُ في القلب ذكرانا
من مُبلغُ الجاعلين اللهَو مركبَهُمْ
أنا ركبنا بحارَ الهمِّ طوفانا
إنا سرينا على الأمواجِ تحملنا
وباسْمِكم بعد إسم اللهِ مسرانا
ما للدجى هادئا تزري كواكبه
بنا وقد هاجَتِ الامواجُ شكوانا
لا تسألوا عن جمال البدر يَبْعَثُهُ
فذاك إلا عن الأحباب ألهانا
هذي النجومُ ، وما خلق سدى ، خلقت
أنسُ المحبين نرعاها وترعانا
يا حبذا هذبانُ العاشقين بكم
لا شيءَ أفصحُ عندي منه تبيانا
وحبذا تحت النخل مُصْبَحُنا
بدجلةٍ وعلى الأجرافِ مُمْسانا
وليت من دجلةٍ كأساً تصفقه
امواجُها بالرحيق الصفْوِ ملآنا
يا من ذكرناه والالبابُ طائشةٌ
ظلم على خطرات الأنس تنسانا
ما مَسَّ الاعلى طُهْرٍ غرامُكُم
قلبي لاني اعد الحب قرآنا
آنست في غربتي حبّاً يُبدِلُني
بالأهل أهلاً وبالجيران جيرانا
سِيّان فيما جنى صحبي ودهرُهُمُ
كلُّ أرانا من التعذيب ألوانا
لا تحسبوا العدَّ بالأرقام يُسعدكم
تحصى النجومُ وما تُحصى بلايانا
ألروحُ جارت علينا في محبتِكم
وطالما أشءقَتِ الأرواحُ أبدانا
والحب أرخص من أقدارنا بكم
لولا هوانا بنا ما كان أغلانا
نَعِمْتُمُ وشَقِينا في الهُيامِ بكم
شتانَ ما بينَ عُقباكُمْ وعقبانا
كم تشبهين نخلةَ العراقِ يا عصفورةَ المطرْ
في أصلها رسوخْ
وفرعها شموخْ
تعيش في السهولِ والتِّلالْ
تفيضُ بالثمار والظلالْ
وتشكرُ السَّماءَ حين يهطل المطرْ
وتجزل العطاءَ حين يُحبسُ المطرْ
حزينةٌ كنخلةِ العراق يا عصفورةَ المطرْ
تهجرُها نساؤُها
يغتالُها أبناؤُها
تغتابُها أفياؤُها
طيبةُ الثِّمارِ حين يضحك القدرْ
وحلوةُ الثِّمار حين يعبسُ القدرْ
شامخةٌ كنخلةِ العراق يا عصفورةَ المطرْ
وأنتِ والعراقُ مجروحانِ في الصَّميمْ
وأنتِ والعراقُ غارقانِ في الدِّماءِ والحميمْ
ينشرُ الظِلَّ أجنحًة للمَقِيل
ونقذفهُ بالحجارةِ
يقذفنا بالرُطَبْ
ويُداعِبُ مِسبحَة الغيبِ
يحتضنُ الطيرَ في الليل، يُطلقهُ في النهار
ولا يرهبُ النار
قِيلَ : سمادُ النخيلِ اللهَبْ
بيديهِ يشقُّ مَحارَ السماء
وينظِمُ جوهرَها في عقودٍ
تمَسُّ الضياءَ بخُضرتِها
وتُقَصِّفُ في الليلِ شوكَ الغضبْ
يَلومونَني في اِشتِراءِ النَخيـ
ـلِ قَومي فَكُلُّهُمُ يَعذِلُ
وَأَهلُ الَّذي باعَ يَلحَونَهُ
كَما عُذِلَ البائِعُ الأَولُ
هِيَ الظِلُّ في الحَرِّ حَقُّ الظَليـ
ـلِ وَالمَنظَرُ الأَحسَنُ الأَجمَلُ
تَعَشّى أَسافِلُها بِالجَبوبِ
وَتَأتي حَلوبَتَها مِن عَلُ
وَتُصبِحُ حَيثُ يَبيتُ الرِعاءُ
وَإِن ضَيَّعوها وَإِن أَهمَلوا
وَلا يُصبِحونَ يُبَغّونَها
خِلالَ المَلا كُلُّهُمُ يَسأَلُ
فَعَمٌّ لِعَمِّكُمُ نافِعٌ
وَطِفلٌ لِطِفلِكُمُ يُؤمَلُ
أحدث التعليقات