يُعتبر السفر من أجمل التجارب التي يمكن أن يمر بها الإنسان؛ حيث تتشابك فيه مشاعر الحزن عند فراق الوطن والأحبة، مع مشاعر الفرح لاستكشاف حياة جديدة وأشخاص مختلفين. غالباً ما يشعر المسافرون بالشوق والحنين إلى موطنهم، ويعيشون كل لحظة وكأنهم أطفال ابتعدوا عن ذويهم. فالوطن هو المكان الذي nurtured إرثنا وعملنا على تطويره. في هذه المقالة، سنستعرض أروع ما كتب الأدباء والشعراء حول موضوع السفر.
قصيدة للشاعر بدر شاكر السياب، الذي وُلد عام 1925 في قرية جيكور، إحدى قُرى محافظة البصرة. عانى السياب في سنواته الأخيرة من صراع بين الحياة والمرض، ومقاومته للموت كانت من خلال قصائده. من أبرز أعماله “شناشيل ابنة الجلبي”، و”أزهار ذابلة”، و “المومس العمياء”، و”أنشودة المطر”. أما عن قصيدته “يوم السفر”، فقد عبر فيها عن مشاعر الفراق وما يرافقه من آلام:
من لقلبي على اقدر
قضي الأمر بالسفر
آه لو أنه مضى
معهم يتبع الأثر
أترى كان ينثني
عن محبيه لو قدر
من معيبي على الغرام
إذا ضج أو زخر
زحم القلب موجة
فعنا القلب وانقهر
أسفا زورق المنى
وسط أمواجه اندثر
أقبلت فتنة الفؤاد
وفي عينها الخبر
عبرات على التراب
تهاوين في ضجر
إنها خمرة الغرام
سقينا بها الحجر
يوم أن لاح انها
لحرام على البشر
إنه يومنا الأخير
عن الفرقة انحسر
خلديه بقبلة
تصرف الهم والكدر
لذة تنتقي وذكرى
ستبقى مدى العمر
لن أرى جنة الهوى
لا ولن أقطف الثمر
من شفاه حوالم
برؤى اللثم كالزهر
وبعيد عن البلوغ
لقاء وإن قصر
قد جلت ساعة الوداع
شتاتا من الصور
أدمع فابتسامتان
فيأس فمصطبر
سَافِرْ فَوجْهُ الْعِيد سَافِرْ
فلْتَرْجِعَنَّ وَأَنْتَ ظَافِرْ
ولْتَظهَرنَّ على عدوِّ
كَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ ظَاهِرْ
ولتَظْفَرَنَّ بِما يَسُـ
ـرُّ مُوَحِّداً ويَسُوءُ كَافِرْ
ولتَمْلِكَنَّ الأَرضَ وحـ
ـدَك عامِراً مِنْها وغَامِرْ
ولْتَكُبُرَنَّ ويَصْغُرنَّ
بِكَ الأَصَاغِرُ وَالأَكَابِرْ
ولتَقْصرنَّ بِك الْقَيا
صِرُ حِينَ تَكْسِرُ والأَكَاسِر
ولَتَخضَعَنَّ لك الأَسِرّ
ةُ حينَ تَخْطبُكَ المنَابِرْ
سِرْ في أَمَانِ اللهِ فالْفَتْـ
ـحُ المبينُ إِلَيْكَ سَائِرْ
بَادِرْ فمثلُك مَنْ يُبا
ـرِي بِالفِعال ومَنْ يُبَادِرْ
فَدعْ الْعساكِر إِنَّ أَجـ
ـنَادَ السَّماءِ لَكَ العَساكِرْ
وَلَقدْ كَفاكَ الله تعـ
ـبئةَ الْميَامِنِ وَالميَاسِر
وزر الخَليلَ فَقَدْ تَشَوَّ
قَ أَنْ تكُونَ إِليْهِ زَائِرْ
والمسجدُ الأَقْصَى تَشَوّ
فَ أَنْ يَكُونَ إِليْكَ نَاظِرْ
مَا فِيه مَنْ يَعْصى عليـ
ـكَ وَمَنْ يُنافِي أَوْ يُنَافِر
خَافَتْ عبيدُك مِن سُطا
كَ وكَمْ لَهمْ فِي الخَوفِ عَاذِرْ
وتَستَّروا مِنْ رُعْبهم
يا وَيْحَهم هَلْ عَنْك سَاتِر
خَافُوا مِن الْغَرق المُبَا
كِرِ مِنْكَ إِنَّ البَحرَ زَاخِر
لي فِي الغَرامِ سَريرَةٌ
واللهُ أَعْلَمُ بِالسَّرَائِر
وخَشَوْا وَلَمْ يَغْرُرْهُم
بالَّليْثِ أَنَّ اللَّيثَ خَادرْ
سَيُطَاعُ أَمْرُكَ فيهم
إِنَّ الأُمور لَها أَمَائِر
والسَّيفُ أَبْتَر في
أَكُفهمُ وفي كَفَّيكَ بَاتِر
لَمْ يُخْطِئوا إِلاَّ لِعِلْمهمُ
بِأَنَّكَ خَيرُ غَافِرْ
وبِعُظمِ حِلْمِكَ فَهْو جَرَّارُ
الذُّيولِ عَلى الْجَرَائِر
وهمُ عبيدُكَ مَا لكَسْرِهِمُ
سِوى كَفَّيْكَ جَابِرْ
ولو أَنَّهم فَوْقَ السما
ءِ عَدَتْ إِلَيْك لَهُمْ مَعَابر
وإِن اسَجَار النجمَ بعـ
ـضُهُمُ فَمِنْكَ النَّجْمُ حَائِرْ
والدَّهْرُ أَصْبحَ عَاجِزاً
لمَّا رَجَعْتَ عَلَيْه قَادِرْ
وَقَضَى لَكَ الإِقْبَالُ تسـ
ـليم المقاد من المقادر
انت الغفورلكلِّ ها
فٍ والمُقيلُ لِكُلِّ عَاثِر
أَنتَ الَّذِي لاَ تُتَّقَى الـ
ـأَفْعالُ مِنْه بِالمعَاذِرْ
وَأَبُو العَظائِم لَيْس يَملأُ
صَدْرَه أَمُّ الكَبَائِرْ
وقَد انْتَسَبْتَ إِلى الشَّجَا
عَةِ والسُّيُوفُ لَكَ العَشَائِرْ
والنَّصْرُ إِرْثُكَ عَنْ أَبٍ
قَدْ كَان لِلِإِسْلاَمِ نَاصِر
ولَقَدْ أَطَاعَتْك الْقُلو
بُ وأَخْلَصَتْ فِيكَ الضَّمائِر
ولَقَدْ تَساوَتْ في مَحَبَّـ
ـتِكَ البَواطِنُ والظَّوَاهرْ
لما مَلكْتَ قُلوبَنا
سَارَت بسيرتِكَ السَّرائِر
للهِ سِرٌّ فِيك يُسمَع بَلْ
وَيُبْصَر بِالبَصَائِرْ
كَمْ لَيلَةٍ أَحْيَيْتَها
نَامَ الأَنَامُ وَأَنْتَ سَاهِرْ
للهِ فِيها قَائِماً
وعَلَى سِوَاكَ الكَأْسُ دَائِر
وتَهيم بالأًسْدِ الغِضَابِ
وَهَام غَيْرُكَ بالجَآذرْ
وتَملَّها سَيَّارَةً
مصحوبةً مِنْ أَجْلِ سَائِرْ
لم تَغْن في الأَسْفارِ عنها
إِنَّها زَادُ المُسافِرْ
والقَولُ مِنْ سِحْرِ العقو
لِ وقَدْ أَتيتُ بِكُلِّ سَاحر
وأَنَا الْوَليُّ وقَدْ عطشتُ
إِلَى سَحَائِبكَ المَواطِرْ
ما شا لعدلك أن يكون
على فيه الدهر جائر
وأُعِيذُ مَجْدَك أَنْ أَكو
نَ وقَدْ نفقْتُ عليكَ بَائِرْ
وَإِذَا نَظَرتَ إِليَّ أَكْمَدْ
تَ المناضِلَ وَالمُناظِر
والْقَصْدُ قُربُكَ إِنَّه
نِعْم الأَخَائِرُ والذَّخَائِر
قَدْ كُنْت تُكرِمُ غائِباً
وأُريدُ ذَاكَ وَأَنْتَ حَاضِرْ
في القُربِ تَنْساني وقِد
ماً كنتَ لي في الْبُعدِ ذَاكِرْ
أَنت الَّذي لَوْلاَ مَدا
ئِحُه لمَا في سُمِّيتُ شَاعِرْ
أَوْلَيْتَني النُّعمَى فَقَا
بلتَ الجواهِرَ بِالجَواهِرْ
أحدث التعليقات