يعتبر الأصدقاء من أقرب الأشخاص إلى قلوبنا، يرافقوننا في الأوقات الصعبة كما في الأوقات السعيدة، ويظهرون ولاءهم من خلال تصرفاتهم الإيجابية مثل حفظ الأسرار، الوفاء بالوعود، والتحلي بالأخلاق الحميدة. لا يُطلق على الصديق لقب “وفي” إلا بعد الاحتكاك والتفاعل معه. في هذه المقالة، سنتناول بعض من أجمل الأقوال عن الصداقة ومدحها.
الخاطرة الأولى:
دعونا نبقى أصدقاء، لنقاوم الجفاء، حتى تظل القصائد تحتضن ضحكاتنا وتبقى الكلمات عاشقة لحواراتنا، ولا يصبح الصمت محور حديثنا. لنستمر كأصدقاء مهما حصل، حتى لا نخون ذكرياتنا. لنشعل أحاسيسنا المشرقة، ولنجعل من الفراق شيئًا سهلاً. لنستمر كأصدقاء حتى نذكُر أسمائنا عند اللقاء وتظل قلوبنا مليئة بالصفاء، ولا نذوق مرارة الفراق. لنظل أصدقاء حتى النهاية، وحتى عندما أرحل، تقول يومًا وداعًا يا أغلى إنسان.
الخاطرة الثانية:
الصديق هو الشخص الذي تستند إليه عند الحزن، حيث يساعدك على تقليل آلامك. كلماته تمنحك الأمل الجديد وتفتح أمامك عوالم كانت ضيقة. وفي أفراحك، تشعر بأن الكون يضيق، فإذا كنت محاطًا بأصدقائك، تتمكن من عرض هذه السعادة بأجواء وحب.
الخاطرة الثالثة:
ما أروع اللحظات التي تشعر بها بكل ملامسك، حيث تذوب لك قلبك وتنساب السعادة في شرايينك. مع وجود صديق حقيقي، تمتزج الأرواح كما تتلاقى الأعمار. إذا وجدت صديقًا صادقًا، احرص على الحفاظ عليه قبل أن يفوتك الأوان. ليس لأنه سيبتعد، بل لأن الحوادث قد تفرق بين الأشخاص، ولذلك عليك بالاحتفاظ بما هو ثمين.
قصيدة إلى صديق كتبها الدكتور الشاعر مسعد محمد زياد، الذي وُلد عام 1947م في قطاع غزة. يمتلك العديد من الشهادات الأكاديمية، بما في ذلك دكتوراه في الأدب الحديث. من دواوينه المعروفة “أشعار من ذاكرة الوطن” و”أغنيات العالم والدم”. في قصيدته، يقول:
يا أيها الصحب الكرام تحيــة
أزجي بها في الأمسيات العاطره
الليل يهمس باللقــاء مرحِّبا
والغصن يرقص كالفتاة الماهره
وصبا النسيم مع النجوم ملامسا
ومدغدغا هذي الوجوه الناضره
وتدحرجت حُبَبُ النـدى، ريانة
تروي حكايا من سنين عابـره
ويحفـنا نور الإله، وفضلـه
ويظلنا مَـلك السماء العامره
جئــنا نهنئ فارسا،مترجلا
لا أن نودع،ذكريات غابـره
وأرى الوفاء، مع المحبة أقسما
أن يفرح الخلان، بابن الزاهره
لا تعجبوا إن قلت طلقني الخيال
وعشت فردا، في حياة قاهره
واليوم ملهمة القصيـد تصـدني
وتشيح عنّي في الليالي الداجره
لكنني أشتاق للكلم، الجميــل
وهاج في الأعماق طيف الخاطِره
لحظات أُنس حــركت في داخلي
ذكرى سنينٍ، كالثواني العابره
هي في شغاف القلب وجد محرق
مخبوءة تحت القديم وحاضره
وأرى الكرى عن جفن عينيَ ينضوي
لِيَشعَ في الأحشاء صحوة مائره
هي صحوة الآتي يحـــن لغابر
من فيضه تشفى النفوس الحائره
هي صحوة البذل الجزيل وعـزَّة
للمجـد ملهمة الشبـاب القادره
هي صحوة العلم الرفيع، بنوره
تزهو العقول النيرات الزاهـره
وأرى أصيحابي الكـرام تعاهدوا
أن يشعلوا درب الدياجي الغادره
يسمو بهم شرف الكفاح ويزدهي
من نوره أمل الشباب الصابره
أمـل يلــوح لأمة مهمــومة
تشكو بنيها، من حياة صاغره
يا أمتي، آهٍ لأمّـة عــــزّنا
مهد الأولى صنعوا المعالي الفاخره
ها نحن نحفل بالكريم وصحبــه
أعطى وأجزل، للعلوم النادرة
جئنا نهنئ جهبذا، متوشحــا
بعباءة العلم الرفيع النائـره
جئنا نكـرِّم فارسا أوفى العطـا
وبحاره بالعلم، فيض زاخره
فيـض من الخلق الرفيع وعلمُـهُ
وسع البلاد، بكل فضل جاهره
قد كنت دوما حين يجمعنا الندى
خلا وفيا، والجوانح شاكـره
واليـوم أشعر في قرارة خاطري
أن الذي قد كان، أصبح نادره
لا تحسبوا أن الصداقة لقْيـَــة
بـين الأحـبة أو ولائم عامره
إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى
كالقلب للرئتين، ينبض هادره
استلهـم الإيمـان من عتباتها
ويظلني كـرم الإله ونائــره
يا أيها الخــل الوفيُّ، تلطفـا
قد كانت الألفاظ عنك، لقاصره
وكبا جواد الشعر يخذل همتــي
ولربما خـذل الجوادُ مناصِـرَهْ
عتبي على صحبي الكرام فإنهـم
تركوا كريما للظروف الجائـره
قد كنت دوما حين يجمعنا الندى
خلا وفيا، والجوانح شاكـره
واليـوم أشعر في قرارة خاطري
أن الذي قد كان، أصبح نادره
لا تحسبوا أن الصداقة لقْيـَــة
بـين الأحـبة أو ولائم عامره
إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى
كالقلب للرئتين، ينبض هادره
يا أيها الأجــواد حسبيَ أننـي
قد عشت عمري فى الديار العامره
استلهـم الإيمـان من عتباتها
ويظلني كـرم الإله ونائــره
يا أيها الخــل الوفيُّ، تلطفـا
قد كانت الألفاظ عنك، لقاصره
وكبا جواد الشعر يخذل همتــي
ولربما خـذل الجوادُ مناصِـرَهْ
أحدث التعليقات