يُعتبر نزار قباني من أبرز الشعراء السوريين، وُلِد في الواحد والعشرين من مارس عام 1923 في دمشق. ومن المعروف عنه أنه ينحدر من عائلة ذات خلفية أدبية وتجارية، حيث كان العديد من أقاربه يمارسون الكتابة في مجالي الشعر والمسرح. في هذا المقال، سنستعرض بعض من أقواله وكتاباته المميزة.
من أبرز كلمات نزار قباني في قصيدته “حب” التي ألقاها عام 1994، نجد الأبيات التالية:
عندما قررت أن أجعلك حبيبتي لم أكن ديموقراطيًا كما أدعي.
ولا كنت حضاريًا كما أدعي، ولا مثقفًا كما أزعم.
بل كنت رجلاً يحمل على جلده وشم القبائل الأفريقية.
وميراث ألف عام من التقاليد.
لا أؤمن بالحب من خلال البرلمان أو مجالس الاستفتاء.
لا يمكنني أن أحب امرأة بالمراسلات أو عن طريق البيروقراطية.
أنا من يحدد من ستكون حبيبتي، ومن يرسم تفاصيلها كما أريد.
أنا من يطيل شعرها كما أشاء، وأحدد مقاييس جسدها كما أريد.
وأقوم بتشكيل تفاصيلها كما أرغب.
من أجمل قصائده في العشق والحب قصيدة “أنت اللغة”، حيث يقول في أبياتها:
أريد أن أكتب لك كلامًا لا يشبه الكلام.
وأختَرع لغة خاصة بك وحدك تناسب جسدك ومساحة حبي.
أريد أن أسافر بعيدًا عن أوراق القاموس وأحتاج إذنًا من فمي.
لقد أرهقتني استدارة فمي.
أريد فمًا آخر يستطيع أن يتحول متى أراد.
إلى شجرة كرز، أو علبة كبريت.
أريد فمًا جديدًا تخرج منه الكلمات.
كما تخرج الحوريات من زبد البحر.
وكما يخرج الصيصان البيضاء من قبعة الساحر.
خذوا جميع الكتب التي قرأتها في طفولتي، خذوا جميع دفاتري المدرسية.
خذوا الطباشير والأقلام والألواح السوداء.
وعلّموني كلمة جديدة أعلقها كخاتم في أذن حبيبتي.
ومن أبرز القصائد التي تغنت بلقاء الحبيبين “حقائب الدموع”، حيث يقول:
إذا أتى الشتاء.
وحركت رياحه ستائري.
أشعر يا صديقتي.
بالحاجة إلى البكاء.
على ذراعيك.
على دفاتري.
إذا جاء الشتاء.
وانقطعت أصوات الطيور.
وأصبحت كل الطيور دون أعشاش.
يبدأ النزيف في قلبي وكأن الأمطار في السماء.
تهطل داخلي يا صديقتي.
في تلك اللحظة.. يغمرني.
شوق طفولي إلى البكاء على حرير شعرك الطويل.
كالسنابل.
كدائرة تبحث عن نافذة مضيئة.
إذا جاء الشتاء.
وسرق ما في الأرض من جمال.
وحجب النجوم في ذاك الصمت.
أفتح الباب لهذا الزارع الحبيب.
وأمنحه السرير والغطاء.
وأمنحه كل ما يشاء.
من أين جاء الحزن يا صديقتي.
وكيف جاء يحمل لي، في يده.
زنابق عظيمة.
يحمل لي حقائب الدموع.
أحبك حتى يتم انطفائي.
بعينين، مثل اتساع السماء.
حتى أغيب وريدًا وريدًا.
بأعماق منجدلٍ كستنائي.
حتى أشعر أنك جزء مني.
وبعض ظنوني وبعض دمائي.
أحبك غيبوبةً لا تفيق.
أنا عطش يستحيل ارتوائي.
أنا جعدة في مطاوي قميصٍ.
عرفت بنفضاته كبريائي.
أنا عفو عينيك، أنت كلانا.
ربيع الربيع، عطاء العطاء.
أحبك، لا تسألي أي دعوى.
جرحت الشموس أنا بادعائي.
إذا ما أحبك نفسي أحب.
فنحن الغناء ورجع الغناء.
هل عندك شك أنك أحلى امرأة في الدنيا؟
وأهم امرأة في الدنيا؟
هل عندك شك أني حين عثرت عليك.
ملكت مفاتيح الدنيا؟
هل عندك شك أني حين لمست يديك تغير تكوين الدنيا؟
هل عندك شك أن دخولك في قلبي هو أعظم يوم في التاريخ.
وأجمل خبر في الدنيا؟
هل عندك شك في من أنت؟
يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت.
يا امرأة تكسر، حين تمر، جدار الصوت.
لا أدري ماذا يحدث لي؟
فكأنك أنثاي الأولى.
وكأني لم أحب قبلك.
وكأني لم أمارس الحب.
وكأني لم أقبل.
ميلادي أنت، وقبلك لا أتذكر أني كنت.
وغطائي أنت، وقبل حنانك لا أذكر أنني عشت.
وكأني يا ملكتي.
خرجت من بطنك كالعصفور.
هل عندك شك أنك جزءٌ من ذاتي.
وبأني من عينيك سرقت النار.
وقمت بأخطر ثوراتي.
أيتها الوردة والياقوتة والريحانة والسلطانة.
يا سمكًا يسبح في ماء حياتي، يا قمراً يذهب كل مساء.
من نافذة الكلمات.
يا أعظم فتح بين جميع فتوحاتي، يا آخر وطن أولد فيه.
وأدفن فيه وأنشر فيه كتاباتي.
أحدث التعليقات