تتواتر المصادر حول أن محمدًا كان يتمتع بمقام رفيع من الفخر الروحي، وكان يُعرف بلقب “الأمين” مما يدل على ثقة الناس به إلى حد كبير، حيث كان يُعتبر رمز الاستقامة.
وُلد محمد في ظل الوثنية، لكنه منذ صغره أظهر بذكاءٍ فطري انزعاجًا عميقًا من الرذيلة وحبًا قويًا للفضيلة، متمتعًا بإخلاص ونية حسنة غير عادية حتى أُطلق عليه لقب “الأمين” من قِبل رفاقه في ذلك الزمان.
لقد حصل محمد، نبي المسلمين، على لقب “الأمين” منذ نعومة أظفاره بإجماع أهل بلده لسمو أخلاقه وضبط أفعاله، ويظل محمد في مقامٍ أعلى مما تستطيع الكلمات وصفه، بينما يعد التاريخ أثرًا مجيدًا يوضح مكانته في طليعة الرسل ومفكري العالم.
عُرف محمد بنقاء نيته ورحابة صدره وإنصافه في قراراته، وكان أيضًا الأكثر صدقًا والأكثر رحمة بين العرب في عصره، مما جعلهم يشعرون بفضل كبير نحو العيش في مجتمع جديد لم يحلموا به من قبل، حيث أسس لهم دولة تجمع بين الدين والدنيا تستمر حتى يومنا هذا.
يتفق المؤرخون على أن محمد بن عبد الله تميز بين قومه بأخلاق نبيلة تتسق مع الصدق والأمانة والكرم، فضلاً عن تواضعه، بحيث لقبه أهل بلده بـ “الأمين”، وقد كانوا يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم لصعوبة الثقة بأحد غيره، ولم يعرف عنه شرب الخمر أو المشاركة في الاحتفالات الوثنية.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، ليس فقط في خوض المعارك بل أيضًا في الصبر أثناء الأزمات، وكان أكرم الأشخاص خاصة في رمضان، علمًا بأنّه الأعرف بالله، والأكثر فصاحة، والأصدق نصيحة لأمته، والأكثر تواضعًا حتى يوم القيامة.
على الرغم من اتقان الكلمات وصياغتها بدقة، فإنها لن تتمكن أبدًا من وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما ينبغي. إليكم بعض أجمل العبارات في حقه:
وُلِدَ الهُدى فَالكائناتُ ضِياءُ
وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ
لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ
وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ
نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَة
في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ أَلِفٌ
هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ
يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّة
مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي إِلّا
الحَنائِفُ فيهِ وَالحُنَفاءُ
خَيرُ الأُبُوَّةِ حازَهُمْ لَكَ آدَمٌ دونَ
الأَنامِ وَأَحرَزَت حَوّاءُ
هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت
فيها إِلَيكَ العِزَّةُ القَعساءُ
خُلِقت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
إِنَّ العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِكَ بَشرَ اللَهُ السَماءَ فَزينَت
وَتَضَوَّعَت مِسكًا بِكَ الغَبرا
وَبَدا مُحَيّاكَ الَّذي قَسَماتُهُ حَقٌّ
وَغُرتُهُ هُدىً وَحَياءُ
وَعَلَيهِ مِن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ
وَمِنَ الخَليلِ وَهَديِهِ سيماءُ
أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ
وَتَهَلَّلَت وَاهتَزَّتِ العَذراءُ
يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ
وَمَساؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضّاءُ
الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ
في المُلكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواء.
بأبي وأمي أنت يا خير الورى
وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا
يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ
بالوحي والقرآن كنتَ مطهرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ
وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ
فاقتْ محبةَ كل مَن عاش على الثرى
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ
لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا
لك يا رسول الله منا نصرةٌ
بالفعل والأقوال عما يُفترى
نفديك بالأرواح وهي رخيصةٌ
من دون عِرضك بذلها والمشترى
للشر شِرذمةٌ تطاول رسمُها
لبستْ بثوب الحقد لوناً أحمرا
قد سولتْ لهمُ نفوسُهم التي
خَبُثَتْ ومكرُ القومِ كان مدبَّرا
تبّت يداً غُلَّتْ بِشرّ رسومِها
وفعالِها فغدت يميناً أبترا
الدينُ محفوظٌ وسنةُ أحمدٍ
والمسلمون يدٌ تواجِه ما جرى
أوَ ما درى الأعداءُ كم كنا إذا
ما استهزؤوا بالدين جنداً مُحضَرا
الرحمةُ المهداةُ جاء مبشِّرا
ولأفضلِ كل الديانات قام فأنذرا
ولأكرمِ الأخلاق جاء مُتمِّماً
يدعو لأحسنِها ويمحو المنكرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته
ما قام عبدٌ في الصلاة وكبّرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته
ما عاقب الليلُ النهارَ وأدبرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته
ما دارت الأفلاكُ أو نجمٌ سرى
وعليه من لدن الإلهِ تحيةٌ
رَوحٌ وريحانٌ بطيب أثمرا
وختامُها عاد الكلامُ بما بدا
بأبي وأمي أنت يا خيرَ الورى
ما لي يا طه ما ليْ
في الورى غيرك ما لي
صلِّي يا باري على الهادي
وكلِّ الصحبِ والآلِ
يا مصطفى الرحمنِ
يا صفوةَ الدَّيانِ
يا معدنَ الإحسانِ
طورًا في كل حالِ
صلي يا باري على الهادي
وكلِّ الصحبِ والآلِ
وأجمل منك لم تره قط عينٌ
وأطيب منك لم تلد النساءُ
خلقت مبرأً من كل عيبٍ
كأنك قد خلقت كما تشاءُ
قمرٌ قمرٌ قمرٌ سيدنا النبي، قمرٌ
وجميلْ وجميلْ وجميل سيدنا النبي وجميلْ
وكفُّ المصطفي كالورد نادٍ
وعطرها يبقى إذا مسَّ الأيادي
وعمَّا ناولها كلَّ العبادِ
حبيب الله يا خير البرايا
قمرٌ قمرٌ قمرٌ سيدنا النبي، قمرٌ
وجميلْ وجميلْ وجميل سيدنا النبي وجميلْ
ولا ظلَّ له بل كان نورًا
تُنال الشمس منه والبدور
ولم يكن الهدى لولا ظهور
وكل الكون أنار بنور طه
قمرٌ قمرٌ قمرٌ سيدنا النبي، قمرٌ
وجميلْ وجميلْ وجميل سيدنا النبي وجميلْ
نسمات هواك لها أرجُ
تحيا وتعيش بها المهجُ
ما الناس سوى قوم عرفوكَ
وغيرهم همج همجُ
دخلوا فقراء إلى الدنيا
وكما دخلوا منها خرجوا
قوم فعلوا خيرًا فعلوا
وعلى درج العليا درجوا
يا بدر علام الهجر دجى
فالقلب لفقدك ينزعجُ
لا أعتب قلب الغافل عنك
فليس على الأعمى حرجُ
يا مدعياً لطريقهم
بادر فطريقك منعرجُ
تخشى المولى وتنام الليل
لعمرك ذا فعل سمجُ
الله الله الله الله
ما لنا مولى سوى الله
كلما ناديت يا هو
قال يا عبدي أنا الله
زحزحي الحجب فقلبي
غاب في ظلمة ذنبي
نظرة في العمر حسبي
تجعل الميت حيّا
كلما ناديت يا هو
قال يا عبدي أنا الله
كنت في الباب وحيدا
حاشا ترميني طريدا
من يلُذ كان سعيدا
فيك ما كان شقيا
الله الله الله الله
ما لنا مولى سوى الله
كلما ناديت يا هو
قال يا عبدي أنا الله
كلما ناديت يا هو
قال يا عبدي أنا الله
أحدث التعليقات