إليكم أجمل الخواطر حول الكعبة المشرفة.
تُعتبر مكة المكرمة من أطهر الأماكن على وجه الأرض، حيث يقصدها المسلمون في شهر ذي الحجة من كل عام لأداء خامس أركان الإسلام وهو الحج. تُعد هذه المدينة نقطة انطلاق الدعوة الإسلامية ومكان بداية بعثة خاتم الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهي أكثر الأماكن حبًا لديه، وتحتوي على الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين بعد أن كان المسجد الأقصى هو الجهة التي يتجهون إليها.
المؤمن المضطرب هو من يترقب رمضان بالصوم، ويقدم الأضاحي كل عيد لأجل مغفرة ذنوبه، ويسعى طوال حياته ليحج إلى بيت الله الحرام ويطوف حول الكعبة. إذا صلى خمس مرات يوميًا على سجادة الصلاة ولكن قلبه يفتقر للمحبة، فما فائدة هذا العناء؟ الإيمان قد يصبح مجرّد كلمة، فإذا غابت المحبة عن جوهره، يصبح بلا حياة، خاوٍ وغامض، لا يمكنك أن تشعر به حقًا.
يعتبر السفر جزءًا أساسيًا من عقيدة المسلمين، لأنه يتعلق بركن الحج. الحج ليس مجرد زيارة مكة فقط والطواف حول الكعبة ورمي الجمار؛ بل هي رحلة يمر فيها الحاج على بلاد المسلمين. رحلة يعرف الحاج من خلالها كيفية عيش المسلمين، قد يبيت في كل قرية ومدينة، ويتناول طعامهم، ويتزوج أحيانًا من بينهم، أو يشاركهم الحروب إذا وقعت. كانت رحلة الحج كفيلة بإذابة الحدود والفوارق بين الأعراق في ظل حكم المسلمين.
تجوب بخيالي أرجاء الكعبة، لأقطع فيها ولو خطوتين، وألمس ترابها بيدي، وأفصح عن مشاعري فيها، وأطبع على ترابها قبلتين!
نائيــة القطوف، كلّ نجمة
بشفتي دانية القطوف
ويا ربيعا من فتون وهوى
طاف الربيع بالهوى فطوفي
زارت طيوف منك ثمّ لم تعد
إليك، جفني شرك الطيوف
ويا خطوب الدّهر لا تهوّلي
روّضك الحبّ فلن تخيفي
كلّ لباناتي طيوف ورؤى
كأنّهنّ شطحات صوفي
تحملني غمامة مسحورة
كالبرق عبر أفق مكشوف
خمريّة الحرير والشذا معا
تعجّ من مناي بالألوف
تلثّم الأنجم من أحلامها
بالأرجوان العبق الشفيف
على غناء ورؤى ووتر
ترنّحت ترنّح النزيف
ولا تتيه في الدّجى غمامتي
شوقي دليلي والضحى رديفي
أسأل عنك كوكبا فكوكبا
بنزق المعذّب الملهوف
الفرقدان أنزلاك منهما
على النديم وعلى الوصيف
كعبتي السمراء قد لقيتها
بين عويل الجنّ والعزيف
فلن تحنّ بعدها لوثن
عبادتي الولهى ولا عكوفي
أمرّ فيه وكأني لم أكن
أفديه بالتليد والطريق
كعبتي السمراء، أنت قبلتي
على بليل بالندى وريف
حسنك لم يؤلف ولا ألومه
تكبّر الحسن على المألوف
تبرّجت لك الشفوف دلّها
يا من رأى تبرّج الشفوف
والأيك حنّ وانحنت وسلّمت
غصونه على القدود الهيف
تحيّة القربى وما أرقّها
وحنّة الألوف للألوف
طارت إليك كبدي محمولة
على جناح الرجز الخفيف
المرقص السماء في عرس الهوى
والحور ينقرن على الدفوف
الناثر الأنجم في فرحته
دراهما نهبا على الضيوف
وضنّ بالشمس فضمّ يده
حرصا على دينارها المشوف
النغم الناعم في اختصاره
أحلى من المطوّل العنيف
ورنوة الحييّ ألف قصة
عن الهوى وغمزة العفيف
نائيــة القطوف، كلّ نجمة
بشفتي دانية القطوف
الأقحوان ثغرك المندّى
ونحن بالعطر وبالرفيف
دعي النصيف وأطلي (جنّة)
هل تستر الجنّة بالنصيف
شربت أقداري في مصفّى
سهدك حتّى سكرت حتوفي
تسأل كلّ أيكة جارتها
عن قدّك المهفهف النحيف
تمّ رشيقا أملدا ولقيت
منه الفضول نظرة العيوف
قدّك والضمير من سجّية
بورك بالرهيف والرهيف
والناهدان وثبا كرصد
على الكنوز الحالمات يوفي
تحالفا تصوّنا وعزة
وامتنع الحليف بالحليف
مضمّخان خمرة وشهدا
أهكذا يصمد للزحوف
أذكى بقلبي إن خبا لهيبه
جمر الغضا أو دمعه اللهيف
هل يسمح الضحى ببعض ظلّه
قد طال في هجيره وقوفي
أحمل في مجامري بخورها
هديّة المشرّد الضعيف
ولبنا من فضّة ولبنا
من ذهب لقصرك المنيف
تعطّري فهذه صبابتي
واكتحلي فهذه حروفي
لمكةَ يشــتاقُ الـفــؤادُ المـتـيَّــمُ
وتهـفُـو إليها الـرُّوحُ والقلـبُ والـدَّمُ
فـفـيـهَا لِــداء النَّفـس طِـبٌّ وراحَــةٌ
وفيـهَا لـكُـلِّ النَّـاسِ أُنْـسٌ ومَـغْـنَــمُ
فَـأَلـلَّـهَ مـا أحْــلــى الحـيَـاةَ بِبطْـنِــهَــا
وأَلـلَّـهَ كـمْ تَـروي ظَـمـَـا الـرُّوحِ زمْــزَمُ
ولِـلَّـهِ قبْلَ الفجْـرِ في حول الكعبة سَـاعَــةٌ
صَـــلاةٌ وتَـسْــبـيـحٌ وذِكْــــرٌ مُــرَنَّـــــمُ
فَإنْ تقتَربْ مِنهَا ففي القلْـبِ حُـبُّهَا
وإِنْ تَبْتَعِـد عَنهَـا فَشَــوْقُـكَأَعَـظَـمُ
أحدث التعليقات