دائمًا ما نحتاج إلى شخص يرافقنا في الحياة، يخفف عنا همومنا، ويشاركنا أفراحنا وأحزاننا. نحن بحاجة إلى من يحفظ أسرارنا، وينشر البهجة والسرور في قلوبنا، ويكون دائم الوفاء لنا. إذا اجتمعت هذه الصفات في شخص واحد، فهو يُطلق عليه اسم الصديق الوفي. فالصديق الوفي هو كنز لا يعوض، هو الأخ الذي لم تلده الأم. في هذه المقالة، سنتناول بعض من أروع ما قاله الشعراء والأدباء عن الصديق الوفي.
الخاطرة الأولى:
عزيزي صديقي، ستظل دائمًا من يؤنس وحدتي ويملأ خلواتي، ويبعد عني ذعري. أنت أجمل وردة في حديقة حياتي، فلا تذبل وابقَ متألقًا كل عام. أنت مصدر بهجتي وسعادتي، فلا تحرمني من وجودك، فقد ملأت قلبي بالحب والمودة. أفتقدك كثيرًا، لا تؤثر فيك ضجة الناس، فأنا أحتاجك رغم كل من حولي. سأظل صديقك في أحلك الظروف؛ لأني أعتز بك بكل ما فيك، وأفتخر بصداقتك، يا منبع الطيبة والصفاء.
الخاطرة الثانية:
أحبكِ
لأنك أكون.
أحبكِ لأنك أختي.
أحبكِ لأنك روحي.
أحبكِ لأنك نبضي.
أحبكِ لأنك صديقتي.
أحبكِ لأنك سعادتي.
أحبكِ لأنك هدية ربي.
أحبكِ لأنك الشمعة التي تنير طريق حياتي.
أحبكِ لأنك صندوق أسراري.
أحبكِ لأنك شفافة وعفوية، كما أنت بدون زيف.
أحبكِ لأنك دائماً بجانبي.
أحبكِ لأنك تفهميني رغم المسافات الشاسعة.
تستوعبيني حتى لو كنا خلف الشاشات.
تفهمينني من خلال كلامي وضحكتي ونبرة صوتي.
أحبكِ لأنك تستمعين لي وتنبهينني.
أحبكِ لأنك تصرخين عند خطأي، وتثقين بي.
أحبكِ لأنك تستحقين الثقة.
أحبكِ لأنك علمتيني معنى الصداقة والأخوة.
أحبكِ لأنك تمنحيني الشعور بالأمان من خلال لمستك، والوفاء من عينيك، والصدق من كلامك.
أحبكِ لأنك من تجعلينني أبتسم رغم الأحزان، وتزيدين حلاوة الحياة.
أحبكِ لأنك رائعة ومميزة، وأحبكِ لأنك هوائي.
قصيدة إلى الصديق هي من إبداع الشاعر إيليا أبو ماضي، الذي وُلد عام 1891 في قرية المحيدثة في لبنان. وكان أحد أعضاء الرابطة القلمية في الولايات المتحدة. دراسته كانت في لبنان قبل انتقاله إلى الإسكندرية ثم الولايات المتحدة. من أهم دواوينه: “الجداول” و”تذكار الماضي” و”الخمائل”. ومن القصائد التي نظمها لأصدقائه، يقول:
ما عزّ من لم يصحب الخذما
فأحطم دواتك، واكسر القلما
وارحم صباك الغضّ، إنّهم
لا يحملون وتحمل الألما
كم ذا تناديهم وقد هجعوا
أحسبت أنّك تسمع الرّمما
ما قام في آذانهم صمم
وكأنّ في آذانهم صمما
القوم حاجتهم إلى همم
أو أنت مّمن يخلق الهمما؟
تاللّه لو كنت ((ابن ساعدة))
أدبا ((وحاتم طيء)) كرما
وبذذت ((جالينوس)) حكمته
والعلم ((رسططا ليس)) والشّيما
وسبقت ((كولمبوس)) مكتشفا
وشأوت ((آديسون)) معتزما
فسلبت هذا البحر لؤلؤه
وحبوتهم إيّاه منتظما
وكشفت أسرار الوجود لهم
وجعلت كلّ مبعّد أمما
ما كنت فيهم غير متّهم
إني وجدت الحرّ متّهما
هانوا على الدّنيا فلا نعما
عرفتهم الدّنيا ولا نقما
فكأنّما في غيرها خلقوا
وكأنّما قد آثروا العدما
أو ما تراهم، كلّما انتسبوا
نصلوا فلا عربا ولا عجنا
ليسوا ذوي خطر وقد زعموا
والغرب ذو خطلر وما زعما
متخاذلين على جهالتهم
إنّ القويّ يهون منقسما
فالبحر يعظم وهو مجتمع
وتراه أهون ما يرى ديما
والسّور ما ينفكّ ممتنعا
فإذا يناكر بعضه نهدما
والشّعب ليس بناهض أبدا
ما دام فيه الخلف محتكما
يا للأديب وما يكابده
في أمّة كلّ لا تشبه الأمما
إن باح لم تسلم كرامته
والإثم كلّ إن كتما
يبكي فتضحك منه لاهية
والجهل إن يبك الحجى ابتسما
جاءت وما شعر الوجود بها
ولسوف تمضي وهو ما علما
ضعفت فلا عجب إذا اهتضمت
اللّيث، لولا بأسه، اهتضما
فلقد رأيت الكون، سنّته
كالبحر يأكل حوته البلما
لا يرحم المقدام ذا خور
أو يرحم الضّرغامه الغنما؟
يا صاحبي، وهواك يجذبني
حتّى لأحسب بيننا رحما
ما ضرّنا، والودّ ملتئم
أن لا يكون الشّمل ملتئما
النّاس تقرأ ما تسطّره
حبرا،
ويقرأه أخوك دما
فاستبق نفسا، غير مرجعها
عضّ الأناسل بعدما ندما
ما أنت مبدلهم خلائقهم
حتّى تكون الأرض وهي سما
زارتك لم تهتك معانيها
غرّاء يهتك نورها الظّلما
سبقت يدي فيها هواجسهم
ونطقت لما استصحبوا البكما
فإذا تقاس إلى روائعهم
كانت روائعهم لها خدما
كالرّاح لم أر قبل سامعها
سكران جدّ السّكر، محتشما
يخد القفار بها أخو لجب
ينسي القفار الأنيق الرسما
أقبسته شوقي فأضلعه
كأضالعي مملوءة ضرما
إنّ الكواكب في منازلها
لو شئت لاستنزلتها كلما
أحدث التعليقات