تعتبر مشاعر الحنين والشوق من الأحاسيس الشائعة التي ترافق الفراق والوداع القسري. إن الشوق لشخص كان يتواجد بيننا، حيث كانت الأوقات تزداد جمالاً بجانبه، يعد من أصعب المشاعر التي يمكن أن نختبرها. على الرغم من أن الحياة قد تفقدنا أصدقاء أو أحبة، فإنها لا تستطيع محو ما يظل في قلوبنا من شوق وحنين تجاههم. في هذه المقالة، سنستعرض أجمل القصائد والكلمات التي تعبر عن مشاعر الشوق والحنين.
الخاطرة الأولى:
أحبها وحنيني يتزايد نحوها. عشقتها وقلبي يتألم لرؤية دمعها. أفهمها من خلال الشوق الذي يكتنف عينيها، كم تمنيت ضمها وكم عشقت الابتسامة على شفتيها، والضحكة في نبرات صوتها، بل وحتى رائحتها. سألتها كم تشتاق لي، فأجابت: كاشتياق الغيوم لمطرها، كاشتياق الحمامة لعشها، واشتياق الأم لولدها. قلت لها: كل هذا شوق؟ قالت: بل أكثر وأكثر، فأنت وحدك حبيبي في هذه الدنيا. فرحت أردد سحر حديثها، أغزل الكلام بعشقها، ومن أشعار الهوى أسمعها، بل لأجلها حفظتها. وقد عجزت عن وصفها، فكل الكلمات لا تكفي في روح روحي التي أسكنتها، ومعبودتي في الحب. فيا طيور الحب، أوصلوا إليها سلامي وحبي وكم أتمنى رؤيتها.
الخاطرة الثانية:
يا حبيبي، ما الذي يجمع بين قلبينا ويهيمن عليكما؟ أهو الحب الذي أطلق فينا ينابيع الشوق؟ أم العشق الذي لا يعرف الموت، حتى وإن دام الزمن؟ أم هي رقتك التي تسحرني؟ يا حبيبي، أشتاق لمشاعري معك في عالم الأسرار، التي تتمنى أن أشعر باسم الحب، يا من تعلو فوق قلبي مجداً وحباً وارتباط دائماً. لقد أفرغت فيك كل حبّي.
قصيدة “يوم الفراق” للشاعر أبي تمام، وهو حبيب بن أوس الطائي، يمثل من أبرز شعراء البيان العربي، وله قصائد تتميز بالقوة والبلاغة، ومن خلال هذه القصيدة قال:
يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
لم تُبقِ لي جلداً ولا معقولا
لَوْ حارَ مُرتَادُ المَنِيَّة ِ لَمْ يُرِدْ
إلا الفراقَ على النفوسِ دليلا
قالوا الرَّحِيلُ فَما شَككْتُ بأُنَها
نفسي عن الدنيا تريد رحيلا
الصَّبرُ أَجمَلُ غَيْرَ أَن تَلَدُّداً
في الحُب أَحرَى أَنْ يكونَ جَمِيلا
أتظنني أجدُ السبيلَ إلى العزا
وجدَ الحمامُ إذاً إليَّ سبيلا!
قصيدة “أغالب فيك الشوق والشوق أغلب” للمتنبي، الشاعر أحمد بن الحسين، الذي عرف بشعره المتميز ومدح سيف الدولة، قال في قصيدته:
أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ
أَمَا تَغَلَّطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى
بَغيضاً تُنائي أو حَبيباً تُقَرِّبُ
أحدث التعليقات