تتعدد أشعار الصباح الجميلة بالفصحى، وفيما يلي مجموعة مميزة منها:
يتغنى نزار قباني:
إذا مرّ يومٌ ولم أذكُرْ فيه أن أقول صباحك سكر،
أكتب كلمات غريبة كطفل صغير على صفحة دفتري،
فلا تنزعجي من دهشتي وصمتي،
ولا تظني أن شيئاً قد تغيّر.
فحين لا أقول أحبك،
فمعناه أنني أحبك أكثر.
إذا جئتني ذات يومٍ بثوبك،
كالعشب الأخضر في البحيرات،
وشعرك منتشرٌ على كتفيك،
كأبعاد ليل مُبعثر.
فرحتي عندما أستنشق دخاني العميق،
وأرتشف حبر دواتي وأســكر.
فلا تصفيني بموت الشعور،
ولا تظني أن قلبي قد تجرّد.
بالخداع، أخلق منك إلهًا،
وأجعل عينيك جوهرةً،
وبالوهم، أزرع شعرك دفلى،
وقمحًا ولوزًا وغابات زعتر.
إذا جلست طويلاً أمامي،
ليلة من عبيرٍ ومَرْمَر،
وأغمضت عيني عن طيباتك،
وتجاهلت شكوى القميص المعطر،
فلا تظني أنني لا أراك،
فبعض المواضيع في الذهن تعبّر.
في الظل، يصبح لعطرك صوت،
وتصبح أبعاد عينيك أكبر.
أحبك ما فوق الحب؛
لكن دعيني أراك كما أتخيل.
يقول محمود درويش:
سأملك وقتاً لأسمع لحن الزفاف على ريش هذا الحمام،
سلام على كل شيء… شوارع كالأشخاص واقفة بين يومين.
لا تملك الأرض شيئا سوى الطيور التي حلقت فوق سطح الغناء،
ولا يملك الطير إلا الفضاء المعلق فوق أعالي الشجر.
سلام على نوم من يملكون الوقت ليقرؤوا… وسلام على المتعبين.
في مثل هذا الصباح القوي تقولين لي: سأعود إلى بيت أمي؟
في مثل هذا الصباح تعيدين قلبي على طبق من ورق؟
يقول طلعت سقيرق:
دوامتي أن أبني دمي،
شجراً على صدر النهار،
شمسًا وقافيةً ونارًا.
أمضي إلى مَنْ شرّشتْ
في القلب… منشدتٍ على قيثارتي،
حتى اليدين، وأشعلتْ
لحن الرجوع إلى الديار.
وإذا أنا ضلع المخيم أرتدي
من وردة الشهداء،
خطواتهم، هذا الحنين.
وأرتدي قيثارتي،
أمتدُّ في الأرض التي في قامتي.
وإذا أنا شوق المخيم أرتدي
ضلع النهار،
شجراً وقافيةً… ونارًا.
نام الشهيد على ذراعك،
فافتحي كل النوافذ للصباح.
نام الشهيد على ذراعك رائعاً،
فتدفق في كل أوردة الصباح.
شدَّ الشهيدُ على ذراعك واثقاً،
فـتوهّجْ وأنتِ الصباح.
تفاحتي حين ارتديتِ شراعه،
راحت تنقط ياسمينْ.
وأنا الحنين… أنا الحنين،
أمشي إلى هذا الألق،
أمشي إلى ضلع الفلق.
داومتُ… أن أبني دمي.
داومتُ لا أرتد عن معنى اندفاعي
للشجر،
عن كل ما كتب المطر.
داومتُ أن أمضي إلى جدي،
يصافح قامة الزمن الطويل.
ويلفّ فوق ذراعه وجبينه
ضوء النخيل.
داومتُ ما ارتعشت يدي
ما أدمنت غير التشبث بالقناديل
المضيئة بالدماء.
من أجل قامات الصباح
تلف أوردة البلاد،
تضيء للشجر الغناء.
من أجل وجه الشمس في موانئ،
إن زغردت أو أطلقت
شهب اللقاء.
داومتُ أن أمضي إلى مشوارنا
والأرض تأخذني إلى ميلادنا،
فأصيح: يا أرض المدَد
يا أرضنا المدد… المدد!
كم لي إذا لفت يداك عظام جسمي
ما يطيب من التشهي
واندفاعات المواويل العتيقة،
وانتفضات الحنين.
كم لي إذا لفت يداك حدود جلدي
حين يرفع جدي الشجر
المحنّى بالنشيد،
يمده حتى عروقي.
كم لي إذا شدت يد
فوق اليدين،
وأسرجت هذا اللقاء توهجًا.
كم لي إذا مدنُ البلد
لمّت على قيثارتي أحلامها،
وتألقت حتى دمي.
وإذا أنا ضلع المخيم والمطر،
أمضي إلى قيثارتي،
وأشد للصدر الشجر.
وأشد للصدر الشجر.
يقول القاضي الفاضل:
زار الصباح فكيف حالك يا دجى،
قم فاستذمّ بفرعه أو فالنَجَا.
رأت الغصون قوامه فتأوّدت،
والروض آنس نشره فتأرجا.
يا زائري من بعد يأسٍ ربما،
تُمنى المنا من بعد إرجاء الرجا.
أترى الهلال ركبت منه زورقاً،
أو لا فكيف قطعت بحراً من دجى؟
أم زُرتني ومن النجوم ركائبٌ،
فأرى ثريّاها تُريني هودَجا.
لعبت جفونكَ بالقلوب وحبّها،
والخدّ ميدان وصُدغُكَ صولجا.
لا أرتجي إلا الكرامة وحدها،
فالمال قد أُعجلته أن يُرتجى.
تتلو الليالي سورةً من فضلكم،
فتقيمها شعراؤكم أنموذجاً.
ناران نار قِرى ونار وقائعٍ،
لله دركَ مُطفئاً ومؤجّجا.
باشرتُ بشركَ لا بمنّة شافِعٍ،
فغنيتُ يا شمس الضحى أن أُسرِجا.
إليكم بعض من أجمل أشعار الصباح باللهجة العامية:
من ليلة البارح وأنا فيك صاحي
عسى صباح اليوم يسعد صباحك
متى على الله منك يبدأ صباحي؟
يا أول صباحات الغلا وأقرب الناس.
صحصح فديتك يا بعد كل من لي.
متى على الله منك يبدأ صباحي؟
يا من قريت العشق داخل حروفك.
ما لي غنى يا ترفه إلا بشوفك.
أنا أشهد إن الورد بك يوصفونه.
يسعد حياتك ويسعد قلبك الطيّب.
ياللي بعيد الديار ومني قريّب.
يا أول صباحات الغلا وأقرب الناس.
ويا غلا طواريق الهوى وأعظم إحساس.
النوم ما هو للحبايب يا خلي.
ياللي معك حققت كل الأماني.
تقول أنك الأمر على القلب والناهي.
الخير كله يالغلا في صباحك.
وبشوفتك يصبح لي الكون ضاحك.
تعال أنا توي من النوم صاحي.
يسعد صباحك يا أحلى صباحي.
أحدث التعليقات