الفعل المضارع هو ذلك الفعل الذي يدل على وقوع الأحداث في الوقت الحالي أو بالقرب من المستقبل. يبدأ الفعل المضارع بإحدى الحروف الزائدة مثل الهمزة كما في (أذهب)، أو التاء كما في (تذهب)، أو الياء كما في (يذهب)، أو النون كما في (نذهب). ومن قواعده أيضًا قبول دخول الحروف مثل السين (سنذهب)، بالإضافة إلى قبول أدوات النصب والجزم. في هذا المقال، سنتناول بشكل خاص أدوات جزم الفعل المضارع.
أدوات جزم الفعل المضارع
الفعل المضارع يحتاج إلى أداة جزم حتى يصبح مجزومًا، وتنقسم هذه الأدوات إلى نوعين: النوع الأول هو الأدوات التي تجزم فعلًا واحدًا، والثاني هو الأدوات التي تعمل على جزم فعلين، كما هو الحال مع أدوات الشرط الجازمة مثل (إن، أن، أي).
أدوات جزم الفعل الواحد
-
**لا الناهية:**
تستخدم لإفادة النهي، وذلك عندما يكون النهي من الأعلى إلى الأقل في المنزلة، كما يُقال من الأم: “لا تقصر في استذكار دروسك.” وقد تظهر أيضًا في الدعاء، مثل قوله تعالى: “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا”.
-
في حالة العكس، إذا كان النهي من الأقل إلى الأعلى من حيث المنزلة، قد تعبر عن الالتماس مثل قول الأخت لأخيها: “لا تتأخر على ميعادك معي”.
-
**لام الأمر:**
تُعرف أيضًا بلام الطلب، حيث تُستخدم لبيان الطلب غالبًا. لام الأمر تدل على الأمر عندما يأتي الطلب من الأعلى إلى الأقل، كما يحدث عندما يقول المعلم لطالبه: “لتأخذ حقيبتك معك”. وعندما تتوجه من الأقل منزلة إلى الأعلى، فإنها تفيد الطلب، مثل قول البنت لوالدها: “لتعطيني فرصةً أخرى”.
-
في حالات تساوي المنزلة، قد تستخدم للتعبير عن الرجاء، كما في قول البنت لصديقتها: “لنتقابل غدًا”. وعلامة الجزم على لام الأمر هي الكسرة، ما لم يسبقها (فاء، واو، ثم).
-
إذا سُبِقَت بشيء مما سبق، يجب تسكينها، كما في (فلْتأخذ أدواتك معك).
-
**لما:**
تفيد هذه الأداة نفي الفعل المضارع من ماضيه إلى حاضره، كما في الجملة “خرج ولما يصل”، مما يعني أنه لم يصل حتى وقتنا الحالي. تُستخدم أيضًا في توقع حدوث أمر ما، مثل “لما يصل” مع توقع وصوله قريبًا.
-
**لم:**
تستخدم هذه الأداة للنفي، فيتحول الفعل المضارع إلى الماضي، كما في “لم ينتبه أحد إلى الولد”. من الممكن دخول همزة استفهام عليها مع عدم تغيير عملها، مثل “ألم أنبّهك”. كما يمكن دخول أداة شرط، كما في الجملة “سنتأخر إن لم تحضر في الميعاد المضبوط”.
-
الفعل المضارع أيضًا يصبح مجزومًا عندما يأتي كرد على طلب، فإن كان يسبقه نهي أو أمر، فنقول مثلًا: “أحسن إلى الناس يحبوك”، حيث تدل أيضًا على الجزاء، كما في الجملة: “اصمت تسلم”.
-
ويظهر الطلب في شكل أمر في وجود (إن) الشرطية، مثل “إن تحسن إلى الناس يحبوك”، وإعراب هنا هو فعل مضارع مجزوم باستخدام إن، وعلامة الجزم هي السكون الظاهر.
أدوات جزم الفعلين
-
**إن:**
يستخدم كحرف شرط عندما نريد التعليق بين وقوع الجواب ووقوع الشرط دون أي دلالة على المكان أو الزمان، مثل “إن تدرس تنجح”. وهنا “تدرس” و”تنجح” هما فعلان مجزومان.
-
**كيفما:**
اسم شرط يدل على الحال، كما في “كيفما تعاملني أعاملك”.
-
**إذما:**
حرف شرط يجزم فعلين، كما في الجملة “إذما تعمل شرًا تندم”.
-
**حيثما:**
اسم شرط يجزم الفعل المضارع، مثل “حيثما توجّهتم فاذكروا”.
-
**أنّى:**
اسم شرط للإشارة إلى المكان، كما في الجملة “أنّى أقم أجد خيرًا”.
-
**أين:**
اسم شرط يدل على المكان وغالبًا ما يتصل بما للتأكيد، كما في “أينما تكون أكون”.
-
**متى وأيّان:**
اسم شرط يدل على الزمان، كما في الجملة “متى يحل الشتاء نرحل”.
-
**أي:**
اسم شرط يشير إلى العاقل وغير العاقل، كما في الجملة “أي فتاة تغادر أغادر معها”. يمكن أيضًا أن تشير “أي” إلى الزمان أو المكان، مثل “أي مدينة تسافر أسافر إليها” أو “أي وقت تذهب أذهب معك”.
-
**مهما:**
اسم شرط يستخدم لغير العاقل، كما في الجملة: “مهما تعمل تجد عاقبته”.
-
**ما:**
اسم شرط يستخدم لغير العاقل، مثل “ما تفعل من إحسان من المؤكد أن تجد جزاءه”.
-
**من:**
اسم شرط يدل على العاقل، كما في الجملة “من يفعل خيرًا يجد خيرًا”.
علامات جزم الفعل المضارع
-
**السكون:**
يُجزم المضارع بالسكون عندما يكون صحيحًا آخره ولم يتصل بأي ضمائر، مثل “لم يقم أحمد من مكانه”. في حالة التقاء الساكنين كما في “لمّا يصلِ المسافرون بعد”، يُكسر ذلك لمنع التقاء الساكنين.
-
وهنا علامة جزم الفعل (يصل) هي السكون المقدر، مع تحريك اللام بالكسر. يتم أيضًا تقدير السكون على آخر حرف عندما يكون مشددًا، مثل “لم تملَّ المرأة”، وإعراب “يملَّ” هو فعل مضارع مجزوم بـ “لم”، وعلامة الجزم سكون مقدر، مع تحريكه بالفتح منعًا لالتقاء الساكنين.
-
**حذف حرف العلة:**
يُجزم الفعل المضارع بحذف حرف العلة إن كان معتل الآخر، مثل “لا تخش إلا الله”، والأصل هنا “تخشى” حيث تم حذف حرف العلة (الألف). إعراب هذه الحالة هو فعل مضارع مجزوم، وعلامة الجزم هي حذف حرف العلة.
-
**حذف النون:**
يُجزم الفعل المضارع بحذف النون إذا كان فعلًا من ضمن الأفعال الخمسة، أي عند اتصاله بألف الاثنين أو ياء المخاطبة، مثل “لا تهملوا واجباتكم”. إعراب “تهملوا” هو فعل مضارع مجزوم بـ “لا الناهية”، وعلامة الجزم هي حذف النون.
-
من المهم الإشارة إلى إمكانية أن يأتي الفعل المضارع مبنيًا على الفتح، لكن في محل جزم، عندما يتصل بنون التوكيد ويكون مسبوقًا بجازم، مثال: “لا تُهملن دروسك”، إعراب “تُهملن” هو فعل مضارع مبني على الفتح، في محل جزم، لاتصاله بنون التوكيد.
-
كما يمكن أن يكون المضارع مبنيًا على السكون إذا اتصل بنون النسوة، مثل: “الفتيات لم يغادرن المكان”، إعراب “يغادرن” هو فعل مضارع مبني في محل جزم، لاتصاله بنون النسوة.
أمثلة على جزم الفعل المضارع
-
“لمْ يكتبْ أحمد الدرس”، إعراب “يكتبْ”: فعل مضارع مجزوم، وعلامة الجزم السكون الظاهر على آخر حرف.
-
“لمْ يسعَ الرجل إلى رزقه”، إعراب “يسعَ”: فعل مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف حرف العلة (الألف) من آخر حرف.
-
“إن تفعلوا الخيرَ تجدوا الخيرَ”، إعراب “تفعلوا”: فعل مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون، لأن الفعل من الأفعال الخمسة، وذلك بسبب اتصاله بواو الجماعة، والواو هي ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
-
“لم يدعْ المسلم إلا ربه”، إعراب “يدعْ”: فعل مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف حرف العلة من آخر حرف.
-
“لم يذهبْ محمد إلى المدرسة”، إعراب “يذهبْ”: فعل مضارع مجزوم، وعلامة الجزم السكون الظاهر على آخر حرف.
-
“لا تؤجلْ عملك إلى الغد”، إعراب “تؤجلْ”: فعل مضارع مجزوم، وعلامة الجزم السكون الظاهر على آخر حرف.
-
“ليقضِ القاضي بالحق”، إعراب “يقضِ”: فعل مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف حرف العلة من آخر حرف.
أحدث التعليقات