أدلة الفلاسفة على وجود الله
في هذا المقال المرجعي، سنقوم بتسليط الضوء على قضية إثبات وجود الله سبحانه وتعالى كما عرضها الفلاسفة المسلمون، وهي واحدة من أبرز القضايا في مجال الإلهيات.
سنركز في هذا المقال على نموذجين متميزين، الأول هو الفيلسوف الكندي من المشرق، والثاني هو ابن رشد من المغرب. تابعوا مقالنا لتتعرفوا على أدلة الفلاسفة حول وجود الله.
يعتقد الكندي أنه إذا كان العالم حادثًا، فلا بد أن له علة أوجدته وأخرجته من العدم إلى الوجود.
كل محدث يستدعي محدثًا، فكما أن لكل مخلوق خالقًا، فإن الابن يحتاج إلى أب.
في هذا الدليل، ينظر الكندي إلى الفرق بين الله الواحد والوجودات المتعددة.
الله سبحانه وتعالى هو الرابط بين وجود موجود ووجود آخر.
هذا الدليل يرتكز على أن الله سبحانه وتعالى يعنى بكل ما خلق، فالعالم لم يوجد بالصدفة، بل يشير إلى وجود العناية والغائية.
هذا الأمر يدفع العقول للإقرار بوجود الله جلَّ وعلا، وقد استند الكندي إلى العديد من الآيات القرآنية التي تدعم هذه الفكرة، مثل قوله تعالى: “تَبَارَكَ الَّذي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا، وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا” [الفرقان: 61].
يستشهد الكندي بتوازن حركة الشمس في مدراها، بحيث إذا اقتربت من الأرض لوّثت الكون، وإذا ابتعدت عنه تجمد الكون، مما يدل على عناية الله وغائية خلقه.
يعتمد الكندي في هذا الدليل على مفهوم التشابه بين عمل النفس والجسد وتدبير الله للكون، حيث أن النظام في جسم الإنسان الذي يدل على وجود قوة غير مرئية (النفس) يشبه تدبير الله للكون بصفته مدبرًا.
يعتبر ابن رشد أن كل ما في الكون مكافئ لوجود الإنسان، وأن وجود الشمس والقمر وغيرها لم يكن بمحض الصدفة بل إن الله سبحانه وتعالى خلقها بدقة وإبداع.
يعتقد ابن رشد أن السماوات تعمل بانضباط دون توقف، وأنها خُلقت بعناية وتوجيه.
كل ما هو مُسخر ومأمور بالعناية هو نتيجة لاختراع خارجي بالمعنى الضروري.
يستند ابن رشد إلى ما رآه من حركة موجودة في الكون، مما يدفع إلى تصور محرك يدفع تلك الحركة.
عندما يتأمل الحكماء هذه الموجودات، يدركون ضرورة وجود جوهر خالص غير مادي يكون فاعلًا ولا يخضع للتغير، ولا يتعرض للتعب أو الفساد.
أحدث التعليقات