أدعية لراحة البال يحتاجها الإنسان في كل وقت وحين، حيث إننا كثيرًا ما نتعرض إلى المشكلات التي تعكر صفونا، وتجعل عقولنا مُشتتة من التفكير في أمور عِدة، لكن دائمًا ما يكون الله في جوارنا ينتظر منّا التقرب إليه لنتخلص من كل شعور سيء قد يمرّ علينا، ومن خلال موقع سوبر بابا نذكر أجمل الأدعية للطمأنينة وراحة البال.
راحة البال هي نعمة عظيمة يمنّ بها الله على العبد الأحب إليه، فإنه الشعور الذي يجعل الإنسان يعيش هادئ النفس، مطمئن، يمتلئ قلبه بالسعادة، وهو ما يُمكن إدراكه عند التمتع بكل سُبل النعيم لكن مع فقدان راحة البال.
فإن كل من مرّ بهذا الموقف أجزم أن راحة البال هي نعمة غالية أمام كل ترهات الدُنيا الفانية، ومن أجمل ما يفعله المُسلم أن يناجي الله ويطلب منه التنعّم براحة البال بأفضل الأدعية لراحة البال.
اقرأ أيضًا: اللهم اني استودعك نفسي وأهلي ومن أحب
إن راحة بال الإنسان تكمن في أن تكون كُل أموره بخير ويسيرة عليه، حيث يساعده ذلك على الشعور بالسعادة، وتكون حالته النفسية في أفضل حال، وهو تحديدًا ما يحتاجه للشعور براحة القلب والعقل.
اقرأ أيضًا: أدعية تريح النفس قبل النوم
على الإنسان ألا يعتمد الاعتماد الكُلي على الدعاء براحة البال.. بالفعل هي عبادة عظيمة تساعده يحصل على ما يريده من خلال التقرب إلى الله وتقديسه، لكن إذا كان في يده شيء يفعله من أجل تحقيق رغبته لا بُد له أن يسعى جاهدًا للقيام به بجانب الدعاء.
لذا جدير بالذكر أنه مع ترديد الأدعية التي تساعد على راحة البال يوميًا هناك بعض الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار، وبعد ممارستها لفترة طويلة يجد المُسلم أنه مرتاح البال والسكينة تملأ قلبه.
إن أردت أن تُرهق نفسك وتقضي على ثقتك بنفسك فكل ما عليك فعله هو الاستماع إلى كل ما يُقال لك من أقوال سلبية، بل وتضعه في الاعتبار.. على كل إنسان يرغب في العيش مرتاح البال العلم بأنه حتمًا لن يتفق الناس على حُبه.
بل بشكل عام لن تتفق شخصيات العالم أجمع على شيء واحد، لذا فإن من يراك قبيحًا غيره يراك جميلًا، وهو ما ينطبق على صفاتك أو شكلك، وكلٌ حسب شخصيته وذوقه، لذلك لا يجب الاهتمام بكل ما يُقال عنك من آراء ووجهات نظر.
لكن لا يُعني ذلك أن يكون فيك الصفات السلبية ولا تكترث لمن ينصحوك بتغييرها، بل ينطبق هذا الحديث عن الآراء المتضاربة عن شخصيتك أو شكلك في حال كُنت راضيًا عن عنهم بحيث ينطبقا مع ما شرعه علينا الدين الإسلامي.
من جرّب أن يبدأ الروتين اليومي الخاص به من الصباح الباكر يعرف جيدًا أنها أفضل طريقة تؤهله على استكمال اليوم بصحة ونشاط ذهني وراحة تامة، وذلك عندما ينام باكرًا أيضًا، فلا ينطبق هذا الحديث على من يسهر حتى ساعة متأخرة ثم يستيقظ باكرًا مضطرًا لذلك.
يُمكن الاستدلال على ذلك بشكل الروتين اليومي لمن يستيقظون متأخرًا، وإقرارهم بأنهم يشعرون أن اليوم قصير للغاية ولا تكفي ساعاته لإنجاز كُل المهام المطلوبة، أما الاستيقاظ المبكر فهو يمنح للجسم والعقل فرصة للراحة، وأداء المهام دون اضطراب، مما يساعد على الشعور بالراحة النفسية باقي اليوم.
كثيرًا ما تكون العاطفة هي سبب تعب الإنسان في الحياة الدُنيا، حيث يُظهر صاحبها كل مشاعره للآخرين، وهو تحديدًا ما يجعله أكثر عُرضة للنقد السلبي من قِبل الآخرين، خاصةً إذا كانت تنعكس مشاعره على تعبيرات وجهه.
أما إذا استطاع التحكُم بعاطفته، وعدم إظهار ماهيتها لمن حوله، فإنه يُصبح محل غموض وجذب للآخرين.. يرغب كل من يراه في معرفته ومحاولة فهم ما يدور برأسه، وبناءً على ذلك يستطيع العيش بسلام نفسي وراحة بال تامة، أما الفئة الأخرى فهم من لديهم الفرصة الأقل في التمتع براحة البال.
إن أول مُدمر للإنسان هو عقله، خاصةً إذا كان يفرط التفكير في الأمور غير المستحقة أو التي لن تفيده في شيء، فتلك هي مُجرد وسيلة لتشتيت العقل وسلب الراحة، كأن يُفكر الإنسان في الوقت الذي استغرقه لتحقيق هدفه، فما الاستفادة من هذا التفكير سوى أنه يُفسد على نفسه مُتعة الطريق! لكن من جانب آخر لا يُعني ذلك التوقف عن التفكير تمامًا.
الرضا عن النفس هو أحد أهم الوسائل التي تقود إلى الشعور براحة البال، ولن ترضى عن نفسك إلا إذا اعتنيت بها جيدًا، وهو ما يشمل الاعتناء باللياقة الجسدية، والمظهر الخارجي، والنظافة الشخصية، ويُمكننا الاستدلال على ذلك بسهولة من خلال قولنا بأننا نشعر بالراحة بعد الاستحمام.
إن تنظيم المهام اليومية ما هو إلا وسيلة لتوفير الوقت والجُهد، وهو ما يوفر الشعور براحة البال والهدوء بشكل يومي، ويُمكن لأي شخص تنظيم مهامه اليومية من خلال ترتيب المهام التي ينبغي عليه إنجازها وفقًا لأهميتها.. من الأهم إلى الأقل أهمية.
أما في وقت التنفيذ فإن البدء بإنجاز المهام البسيطة يساعد كثيرًا على الشعور بالراحة، حيث يقل عبء المهام لكن في المقابل لم يتم بذل مجهود كبير فعليًا، وهو تحديدًا المطلوب لمنح العقل شعورًا بالراحة.
إذا شعر الإنسان بالسعادة فإنه سيعيش مرتاح البال مهما واجه من مشكلات حياتية مألوفة، وجدير بالمعرفة أنه يستمد الشعور بالسعادة من العيش متصالحًا مع نفسه والآخرين، وهو ما يوفر له فرصة عيش حياة أفضل مُريحة وهادئة.
لا نقصد هنا المقارنة الشريفة التي تُغيّر من حال الإنسان إلى الأفضل، وإنما المقصود هو المقارنة التي تنغص على الإنسان حياته من كثرة نظره في أحوال الآخرين، والمقارنة بين ما يتمتع به وما يتمتعوا به هم، فإن ذلك بمرور الوقت يُفقد الإنسان ثقته بنفسه ولذته بحياته، وفي كثير من الأحيان تنتج منه نسخة سيئة مليئة بالغضب والحقد على الآخرين.
اقرأ أيضًا: دعاء الحفظ من كل مكروه
إن الله -عز وجل- لن يقبل الدعاء براحة البال وتيسير الأمور إلا إذا كان عبده يمتثل لأوامره ويبعد عن معصيته، حتى إذا تاب أصبح كمن لا ذنب له، واستجيبت دعوته واقترب إلى طريق الحق، وإنه الطريق الأسهل للشعور براحة البال التامة في الحياة الدُنيا.
إن راحة البال هي كنزٌ ثمين لا يُمكن تعويضه بأي شيء آخر في المقابل، فما الذي يساوي أن تكون الحياة خالية من المنغصات التي تُفقد الإنسان الشعور بلذة الحياة!
أحدث التعليقات