تناول مؤلفو علم التجويد أحكام حروف الغنة المشددة، حيث أشار الجمزوري في مؤلفه “تحفة الأطفال” إلى:
“وغنَّ ميماً ثم نوناً شدداً *** وسم كلاً حرف غنةٍ بدا”.
كما ورد في مقدمة ابن الجزري:
“وأظهر الغنة من نونٍ ومن *** ميمٍ إذا ما شددا”.
الحرف المشدد يتكون من حرفين، أحدهما ساكن والآخر متحرك؛ فالنون المشددة تشمل حرفي نون متتابعين، الأول ساكن والثاني متحرك، وكذلك الميم المشددة تتكون من حرفي ميم متتابعين، حيث الأول ساكن والثاني متحرك.
عرف الخبراء الغنة وحددوا مراتبها باعتبارها خاصية من خصائص حرفي النون والميم، وتفصيلها كالتالي:
نظرًا لسكون الحرف الأول عند التشديد، فإن حرف الغنة المشدد لا يأتي في بداية الكلمة، إذ إن العرب لا يبدؤون بكلمة ساكنة. أما وجود الشدة على حرفي النون والميم في بداية الكلمة في القرآن، فهو يشير إلى الإدغام بغنة، وليس دليلاً على وقوع حرف الغنة المشدد في بداية الكلمة. ومن الأمثلة على وجود الشدة نتيجة الإدغام: (حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ) و (مِن نِّعمَةٍ).
ركزت كتب التجويد على تفسير حكم النون والميم المشددتين، نتيجة لصفة الغنة المرتبطة بهما، حيث إن مقدار الغنة في الحرف غير المشدد يعادل حركة واحدة. وعندما يكون الحرف مشددًا، يستلزم الأمر زيادة مقدار الغنة إلى حركتين.
غالبًا ما يواجه الطلاب المبتدئون في تعلم أحكام التجويد العديد من الأخطاء عند تطبيق حكم حرف الغنة المشدد، ومن أبرزها:
من المعروف في مجال القراءة أن الطلاب يجب عليهم تعلم هذا العلم من المقرئين المجازين الذين تلقوا المعرفة مشافهة، وذلك لأن التعلم من الكتب وحده ليس كافيًا، إذ يتعذر على الطالب فهم كيفية نطق الأحكام المختلفة إلا من خلال السماع والعرض المباشر.
أحدث التعليقات