تشير الاستعاذة إلى الالتجاء إلى الله والاعتصام به، حيث قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ). وقد أُلزِمَ المسلمون بالاستعاذة قبل البدء في قراءة القرآن، حيث أنها من الآداب المستحب اتباعها. وتتمثل الاستعاذة بالقول: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” قبل شروع القراءة.
تعني البسملة قول: “بسم الله الرحمن الرحيم”، وهذا التعبير هو اختصار لها. وتستخدم البسملة كفصل بين سور القرآن. ويرى العديد من العلماء أنها واجبة في كل السور ماعدا سورتي براءة والأنفال، حيث لا يتم الفصل بينهما بالبسملة.
يوجد أربعة أحكام يجب مراعاتها عند التقاء النون الساكنة أو التنوين مع الأحرف الهجائية الأخرى، وفيما يلي تفصيل تلك الأحكام:
يُعرَف الإظهار لغةً بأنه البيان، وإصطلاحاً يُشير إلى إظهار النون الساكنة أو التنوين عند أحد حروف الحلق التي تليها، والتي تجمعها كلمة: “أخي هاك علما حازه غير خاسر”. قد يتواجد أيضاً الإظهار في نفس الكلمة كما في قوله تعالى: (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)، حيث تلاقت النون الساكنة مع الهمزة في “ينأون”.
أما التنوين فلا يلتقي بأحرف الإظهار إلا في كلمتين منفصلتين، كما في قوله -تعالى- (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)، حيث التقى التنوين بالهمزة في: “كُلٌّ آمَنَ”.
تعني الإدغام لغةً إدخال الشيء في شيء آخر، وأما اصطلاحًا فهو إدخال حرف ساكن في آخر متحرك بحيث يصبحان حرفًا واحدًا مشددًا. يشمل ذلك إدخال النون الساكنة أو التنوين في أحد حروف الإدغام، وهي: “الياء، الراء، الميم، اللام، الواو، النون”، والتي تجمعها كلمة “يرملون”. يتضمن الإدغام نوعين: إدغام بغنّة وإدغام بغير غنّة.
تتضمن أحرف الإدغام بغنّة أربعة حروف، كما تجمعها كلمة “ينمو”. مثال على ذلك هو ما ورد في قوله -تعالى-: (وَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلمًا وَلا هَضمًا) حيث اجتمعت النون الساكنة مع حرف الياء في: “مَن يَعمَل”. أما الإدغام بغير غنّة فيتعلق بنفس الحروف، حيث حدث هذا في قوله -تعالى-: (قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأسًا شَديدًا مِن لَدُنهُ وَيُبَشِّرَ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا حَسَنًا).
يُعرّف الإقلاب بأنه تحويل شيء عن وجهته، وفي اصطلاح التجويد يعني بديل حرف مكان حرف آخر مع مراعاة الغنة في الحرف الأول. يحدث الإقلاب عند الالتقاء بحرف الباء حيث تُحوّل النون أو التنوين إلى ميم. كما يظهر في قوله -تعالى-: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) حيث تلاقى النون الساكنة بالباء في كلمة: (أَنبَتْنَا).
أما الإخفاء لغةً يعني الستر، واصطلاحاً هو إخفاء النون الساكنة أو التنوين مع غنّة بدرجة أقل من الإدغام عند وجود أحد حروف الإخفاء بعدها. حروف الإخفاء هي باقي حروف اللغة العربية ماعدا أحرف الإظهار أو الإدغام أو الإقلاب.
يجب إخفاء النون الساكنة أو التنوين عند ملاقاتهم لأحد الحروف الإخفاء، وهذا يظهر في قوله -تعالى-: (الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ). كما يمكن أن يكون في كلمتين مختلفتين كهذا في قوله -تعالى-(رِيحاً صَرصَراً).
توجب الغنّة في الميم والنون المشدّدتين بمقدار حركتين، حيث أن الحركة تشير إلى الزمن اللازم لقبض الأصبع أو بسطه، ويطلق على كل واحدة منهما حرف أغنّ، أو حرف غنّة، كما في كلمة: (هَمَّازٍ).
تعرف الميم الساكنة بأنها الميم التي لا حركة لها وتأتي بعد حروف الهجاء ما عدا حروف المد. عند التقاء الميم الساكنة مع الأحرف الأخرى، هناك ثلاثة أحكام، وهنا بيانها:
يجب إخفاء الميم الساكنة عند التقائها بحرف الباء فقط، كما في قول الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ)، ويُطلق على هذا الحكم إخفاء شفوي لأن الميم والباء يخرجان من الشفتين.
يحدث عندما تأتي ميم ساكنة في نهاية الكلمة تليها ميم متحركة، فتندمج الميم الأولى في الثانية لتصبحا ميم واحدة مشددة مع الغنّة، كما ورد في قوله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا).
يتمثل في إظهار الميم الساكنة عند تلاقيها مع باقي الأحرف بدون غنّة ما عدا حرفي الإدغام والإخفاء، وهما الميم والباء، كما في قوله -تعالى-: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
يحدث عندما يلتقي حرفان متماثلان مخرجاً وصفة، حيث يُدغم حرف بحرف مثله ليصبحا حرفاً واحداً مشدداً، كما في قوله -تعالى-: (اذهب بكتابي هذا).
هو إدغام حرفين متشابهين، متحدين في المخرج ومختلفين في الصفة، ليصبحا حرفاً واحداً مشدداً، كما يظهر في قوله -تعالى-: (يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا).
تنقسم إلى خمسة مواقع:
تأتي قبل حروف الهجاء ما عدا حروف المد الثلاثة الساكنة، ولها حكمان: الإظهار والإدغام. يأتي الإظهار إذا كان بعدها أحد الأحرف الأربعة عشر في كلمة “ابغ حجك وخف عقيمه”، كما في كلمة “بالبرِّ”، بينما الإدغام يحدث إذا جاء بعدها أحد الأحرف الأربعة عشر الأخرى.
تشير إلى اللام التي تأتي في الفعل سواء كان ماضياً أو مضارعاً أو أمراً، ولها حكماً الإظهار والإدغام. الإظهار يكون عندما يليها أي حرف ما عدا اللام والراء، مثال: (أَنْزَلْناهُ)، بينما الإدغام يكون عندما يليها راء أو لام، مثل: (قُلْ رَبِّ).
اللام الأصلية في الاسم تُظهر دائماً مثل: (الْقَمَرِ).
هي اللام التي تندرج ضمن بنية الحرف، حيث توجد في (هل، بل) ولها حكماً الإظهار والإدغام، إذ يحدث الإدغام عند ملاقاة حرفي الراء أو اللام، كما في (بَلْ رَفَعَ)، بينما الإظهار يكون إذا جاء بعدها أي حرف من باقي حروف اللغة العربية، مثل: (هَلْ يَسْتَوِي).
تشير إلى اللام الزائدة على بنية الكلمة، وموقعها دائماً قبل الفعل المضارع، وحكمها الدائم هو الإظهار، كما في: (لْيَقْضُوا).
تُقسم الحروف في علم التجويد إلى أحرف مفخمة وأخرى مرققة بالإضافة إلى نوع ثالث يجمع بين الأعراضين. وفيما يلي تفصيل هذه الأنواع:
تُسمى أحرف الاستعلاء، وتندرج ضمن جملة (خص ضغط قظ)، كما في حرف الخاء من كلمة (يَخْشَى).
تُعرف بأحرف الاستفال، وهي جميع الحروف ما عدا الراء واللام والألف، كما في حرفي التاء والنون من كلمة: (تَنزِيلا).
يُعرف المد لغةً بالمطّ والزيادة، أما في المصطلح فيشير إلى إطالة الصوت باستخدام أحد حروف المد الثلاثة: “الألف، والواو، والياء”، كما تم جمعها في قوله -تعالى-: (نوحيها إِلَيكَ). ينقسم المد إلى قسمين رئيسيين: المد الطبيعي والمد الفرعي، وفيما يلي توضيحهما:
هو المد الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به، ويكتفى لوجوده بحرف المد من دون همزة قبله أو بعده. يُمدّ بمقدار حركتين، ومثال ذلك في قوله -تعالى-: (بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا).
ينقسم المد الفرعي إلى قسمين:
تجدر الإشارة إلى أن الوقف على الكلمة الأولى يُزيل سبب المدّ، بينما عدم الوقف يسمح بمدّها لأربع أو خمس حركات، والمفضل أن تكون أربع حركات. ويعتبر مدّ الصلة من الأنواع المد المنفصل عندما يتبع حرف المد هاء في نهاية الكلمة قبل الهمزة.
تُعرّف المخرج لغةً بالمجرى، أما في الاصطلاح فهي المجرى الذي يمرُّ من خلاله الحرف عند النطق لتحليله من غيره. تضم الحروف خمس مخارج: الحلق، الجوف، الخيشوم، الشفتان، واللسان. وفيما يلي وصف كل منها:
يشير إلى الفراغ الممتد من الصدر حتى الحلق حيث يخرج منه أحرف المد الثلاثة مثل (ا، و، ي) كما في كلمة: (الرَّحْمَٰنُ).
ينقسم لثلاثة أجزاء، حيث يأتي من أقصى الحلق، مثل: (همزة وهاء) إلى وسط الحلق (ع وحاء) وأدنى الحلق (غ وخ)، كما في كلمة (هاجَروا).
يتكون من ثلاثة أقسام، حيث يأتي من أقصى اللسان (ق وك)، ومن وسطه (ج وش)، ومن طرفه (ض ول ون ور وط و د وت وص وس وز وث وذ وظ وف)، كما في كلمة (اقْتَربَ).
تشير إلى الحروف التي تخرج بواسطة تحريك الشفتين مثل: (ب، و، م) كما في ميم كلمة (عَلَيهِم).
وهو المخرج الذي يخرج منه الغنّة، والذي يشمل النون الساكنة والتنوين عند الإدغام بغنّة، أو عند إخفائهما، وميم الساكنة المُخفاة، والميم والنون المشدّدتان.
تُعرّف الصفة لغةً بمعاني معينة، لكن في الاصطلاح تشير إلى ما يتعرض له الحرف أثناء خروجه. وتنقسم إلى قسمين: الصفات التي لها أضداد، وصفات لا أضداد لها، وهنا تصنيف الصفات:
الهمس هو جريان النفس عند نطق الحرف، أما الجهر يكون انحباس النفس أثناء النطق، وحروف الهمس تفيد في كلمة (فحثه شخص فسكت).
تشير الشدة إلى صوت جريان الصوت عند نطق الحرف نتيجة للاعتماد على المخرج بقوة، وحروفها تأتي في كلمة (أجد قط بكت). بينما اللين هو عدم جريان الصوت بشدة على المخرج، وحروفه في جميع الحروف العربية، مثال: (ثانِيَ عِطْفِهِ).
الاستعلاء يعني ارتفاع اللسان لأعلى الحنك عند نطق الحرف، بينما الاستفال يخبر عن انخفاضه. وأحرف الاستعلاء من ضمنها (خ، ص، ض، غ، ط، ق، ظ).
الإطباق يعني التصاق اللسان بالحنك العلوي عند النطق، وأحرفه تشمل (ص، ض، ط، ظ). بينما الانفتاح هو ابتعاد اللسان عن الحنك الأمامي، وكل الحروف الأخرى.
الإذلاق يعني خفة خروج الحرف من مجراه عند النطق، بينما الإصمات يعني العبء عند النطق بحيث يصبح من الصعب التمييز بين حروفه عند وجودها في الكلمات الرباعية أو الخماسية.
أما الصفات التي لا ضدّ لها فهي:
يظهر مع نطق الحرف ويشبه صوت الطائر. يشتمل هذا الطيف على (س، ص، ز)، كما في كلمة (عمَّ يتسألون).
هي اضطراب يحدث عند نطق الحرف ساكناً بسبب شدته، وحروفها تأتي في كلمة: (قطب جد)، إمّا قلقلة كبرى عندما يأتي حرف القلقلة في نهاية الكلمة، مثل (قَرِيبٌ)، أمّا القلقلة الصُغرى فهي تحدث عندما يأتي حرف القلقلة كسمة في وسط الكلمة.
يشير إلى إخراج الحرف بسهولة من دون صعوبة undue effort، وحرفيه هما: الواو والياء الساكنتان بعد حرف مفتوح.
هو الميل الذي يؤدي إلى الخروج عن مخرج الحرف ليصل إلى مخرج غيره، وهذه الصفة تعني حرفي: (ل، ز).
تظهر هذه الصفة عندما يرتجف اللسان أثناء النطق، وهي متعلقة بحرف واحد فقط وهو الراء، وتم ذكرها لتجنبها من قبل القارئ.
وهي انتشار الهواء في الفم عند النطق، وتُشير إلى حرف الشين.
تتعلق بمد الصوت من نقطة البداية بحدود أحد حافتي اللسان إلى نهايته، وهذا ينطبق على حرف الضاد.
السكت في اللغة يشير إلى الصمت، أما اصطلاحاً فهو قطع الصوت عند نهاية الكلمة دون تنفس لمدة حركتين. في قراءة حفص، تقرر السكتات بحيث تشمل أربع مواضع:
أما بالنسبة للسكت الجائز، فينطبق:
يجوز السكت وعدمه في سورة الحاقة عند كلمة (ماليه) في قوله -تعالى-: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ).
أحدث التعليقات