تُعرف الأضحية بأنها ما يُذبح أو يُنحر من النعم كقربة إلى الله في أيام النحر، وتقتصر على أنواع معينة من النعم، ومنها: الغنم، البقر، والإبل. وقد أُقيمت شعيرة الأضحية في المدينة المنورة في السنة الثانية من الهجرة، واتفق علماء المسلمين على مشروعيتها.
يقول الإمام مالك: “الأضحية سنَّة وليست فرضًا”. فكل مسلم حر، سواء كان مقيمًا أو مسافرًا، ذكرًا كان أم أنثى، صغيرًا أم كبيرًا، يُطالب بإدراك الأضحية. لكن الأضحية لا تُفرض على المحرم في الحج وفق المذهب المالكي.
توجد عدة شروط للأضحية، منها:
لا يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية ضمن المذهب المالكي، حيث إن التقرب لله يتطلب إراقة الدم، وهو أمر لا يتجزأ. ومع ذلك، يُسمح بالتشارك في الأجر والثواب، بشرط أن يكون المشتركون يعيشون في نفس المكان أو يكون بينهم قرابة كالأبناء والأخوة وأبناء العم.
روى الإمام مالك عن ابن عمر أن “الأضحى يومان بعد يوم النحر”. وأشار القاضي عبد الوهاب إلى أن أيام الأضحى هي يوم النحر ويومان بعده، بينما لا يُضحي في اليوم الرابع. يجب أن يتم الذبح في النهار وليس في الليل، وفقًا لقوله تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)، مما يشير إلى أن الذبح يجب أن يتم في النهار.
يبدأ وقت الذبح بعد صلاة العيد، حيث يوضح الحافظ ابن عبد البر أنه لا يوجد خلاف بين العلماء على أن من يذبح أضحيته قبل الذهاب إلى المصلى فلا يُعتبر مُضحيًا. يجب أن يتم تحديد الأضحية في وقت الذبح، مما يعني أنه إذا توفي صاحب الأضحية، تُعتبر جزءًا من التركة، أما إذا توفي بعد ذبحها، فتكون أضحية، ولا يتم تقسيم لحمها كتركة.
من السنّة أن يقوم المضحي بذبح أضحيته بنفسه اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويشمل ذلك الرجال والنساء. فقد أوصى أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن تدبح بناته أضاحيهن بأيديهن.
أحدث التعليقات