محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو رسول رب العالمين وأحد أبرز رموز الرحمة والنعمة. وقد وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بقوله: “يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً” (النساء: 174).
إن وصاياه صلى الله عليه وسلم قد تناولت جميع جوانب حياتنا، من بدايتها إلى نهايتها. فإذا اتبعنا توجيهاته، عشنا في نعيم، ولقينا ربنا راضين، ودخلنا جنات النعيم. في هذا المقال، سوف نستعرض بعضاً من وصاياه صلى الله عليه وسلم التي قدمها قبل وفاته.
قبل أن يلقي النبي محمد ﷺ ربه، ترك وصايا عظيمة لأمته تحمل معانٍ عميقة وتوجيهات هامة للصحابة والمسلمين بشكل عام. جاءت هذه الوصايا في أيامه الأخيرة وخلال خطبته في حجة الوداع، حيث أسس مبادئ أساسية تتعلق بالدين والحياة. فيما يلي بعض من هذه الوصايا:
أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء قائلاً:
“اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله.”
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“اتقوا الله في النساء، فإنهن عوانٍ لديكم.” وهذا يدل على عظم كرامة المرأة التي كانت مهدرة قبل الإسلام. وجعل الإسلام المرأة تتمتع بحقوقها مع تحديد واجباتها، في رد على الجاهلين الذين يدّعون أن الإسلام لا يحترم مكانة النساء.
وقد جعل الله للنساء حقوقاً مستقلة، وأوصى بالرفق بهن، حيث أشار إليهن كـ”قوارير” مما يعكس ضرورة التعامل معهن برفق ومحبة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: “لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.” وأكد على ضرورة عدم اتخاذ قبره مكاناً للعبادة، مثلما فعل غيرهم من الأمم.
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول: “الله، الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم.” مما يشير إلى أهمية الصلاة كمّ أحد أركان الإسلام، وتأكيداً على ضرورة الالتزام بها.
قبل قيامة النبي ﷺ، وجه بإنفاذ جيش أسامة بن زيد لشن حرب ضد الروم. رغم الظروف، أصر الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه على تنفيذ هذه الوصية، مما جعلها رمزاً لوحدة المسلمين وقوتهم.
قال رسول الله ﷺ: “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي.” ما يشير إلى أهمية القرآن والسنة كمرجع أساسي للمسلمين في الحياة.
شدد صلى الله عليه وسلم على أهمية إحسان الظن بالله خاصة عند الموت، حيث قال: “لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل.” مما يعكس أهمية الثقة في الله ورحمته.
في مرضه الأخير، أوصى النبي ﷺ بأن يصلي أبو بكر بالناس، مما يعد دليلاً على مكانته القيادية بين الصحابة.
توفي النبي محمد ﷺ في 12 ربيع الأول عام 11 هـ (632م) في المدينة المنورة، حيث وافته المنية في غرفة زوجته عائشة رضي الله عنها، والتي أصبحت تعرف بموقع قبره في المسجد النبوي.
عانى النبي ﷺ من المرض بعد حجة الوداع، واستمر وضعه الصحي متدهورًا لأكثر من 11 يوماً، حيث ظهرت عليه أعراض شديدة مثل الحمى والضعف، ولكن لم يتوقف عن إعطاء التوجيهات المهمة للصحابة.
في الساعات الأخيرة، أحاط به الصحابة وأفراد أسرته، حيث كانت هناك علامات على قرب وفاته. وعاود تكرار وصاياه للتمسك بالصلاة والقرآن، في اللحظات الأخيرة قال: “بل الرفيق الأعلى.” مما يدل على رغبته في الانتقال إلى جوار الله.
بعد وفاته، قام الصحابة بغسل النبي ﷺ، وكان بينهم العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب، وغسلوه ثلاث مرات حسب ما أوصى به.
بعد الغسل والتكفين، أقيمت صلاة الجنازة عليه، وتوافد الصحابة للصلاة عليه بشكل جماعي دون إمام، مما يعكس حبهم واحترامهم له.
قبل رحيله، ظهرت بعض العلامات التي تشير إلى قرب أجله، ومنها:
أحدث التعليقات