تعتبر أحدث العلاجات لأمراض المناعة الذاتية مسألة في غاية الأهمية. من المعروف أن أي خلل في الجهاز المناعي، سواء كان نشاطاً منخفضاً بشكل غير طبيعي أو فرط نشاط، يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات ضارة على أنسجة الجسم، حيث يبدأ الجهاز المناعي بمهاجمة مكونات الجسم بدلاً من حماية الجسم من العدوى.
يعد جهاز المناعة بمثابة خط الدفاع الأول ضد الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض. حتى الكائنات الحية البسيطة مثل البكتيريا تمتلك نظام مناعة بدائي يتمثل في إنزيمات تحميها من الالتهابات. إن جهاز المناعة هو نظام بيولوجي معقد يتكون من مجموعة من الهياكل والعمليات التي تحمي الكائن الحي من الأمراض.
في بعض الأحيان، يبدأ الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة تهاجم أنسجة الجسم بدلاً من مكافحة الالتهابات. يركز العلاج على تقليل نشاط الجهاز المناعي. ومن أبرز أمثلة أمراض المناعة الذاتية:
يعمل الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة ترتبط ببؤر المفاصل، مما يؤدي إلى تفعيل خلايا المناعة ضد المفاصل ويخلق حالة من الالتهاب والتورم والألم. إذا لم يُعالج التهاب المفاصل الروماتويدي، يمكن أن يتسبب في تلف دائم للمفاصل. تشمل العلاجات المختلفة الأدوية الفموية أو القابلة للحقن التي تقلل من نشاط الجهاز المناعي.
يُصيب الأشخاص الذين يعانون من مرض الذئبة أجسام مضادة مناعية ذاتية تتفاعل مع الأنسجة في الجسم كله، مما يؤثر بشكل شائع على المفاصل والرئتين وخلايا الدم والأعصاب وكذلك الكلى. غالباً ما يتطلب العلاج تناول بريدنيزون عن طريق الفم، وهو مادة ستيرويدية تقلل من نشاط الجهاز المناعي.
في هذا المرض، يهاجم الجهاز المناعي بطانة الأمعاء، مما يتسبب في أعراض حادة مثل الإسهال ونزيف المستقيم وآلام البطن والحمى وفقدان الوزن. يُعتبر التهاب القولون التقرحي ومرض كرون الشكلين الرئيسيين لهذا المرض، وغالباً ما يتم استخدام الأدوية المثبطة للمناعة لعلاج هذه الحالة.
ينجم عن هجوم الجهاز المناعي على الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تشمل الألم والعمى والضعف وتشنجات العضلات. تتوفر مجموعة متنوعة من الأدوية المثبطة للمناعة لعلاج التصلب المتعدد.
تتسبب الصدفية في تراكم خلايا الدم المناعية بشكل مفرط، مما يحفز خلايا الجلد على النمو السريع ويؤدي إلى ظهور لويحات فضية متقشرة على الجلد.
تعمل الأجسام المضادة في الجهاز المناعي على مهاجمة الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين في البنكرياس، مما يتطلب من المصابين بهذا النوع من السكري حقن الأنسولين للحفاظ على حياتهم.
تظهر الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، حيث تشكل النساء حوالي 75% من الحالات. لا يزال السبب وراء هذا التوجه غير واضح، لكن يعتقد بعض الباحثين أن خصائص جهاز المناعة لدى النساء قد تلعب دوراً، في حين قد تساهم الهرمونات أيضاً في ذلك.
تشير الأدلة إلى أن معظم اضطرابات المناعة الذاتية تظهر لدى الأفراد الأصغر سناً والمتوسطين في العمر، على الرغم من أن كل مرض له توقيته الخاص وما يتطلبه من علاج.
الأشخاص من أصل أفريقي أو هندي أو لاتيني أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مقارنة بالقوقازيين.
تشير الدراسات إلى أن الميل للإصابة بأمراض المناعة الذاتية قد يكون موروثاً. إذا كان لديك أفراد من العائلة يعانون من مثل هذه الاضطرابات، فقد تكون فرصتك في الإصابة أعلى.
هناك بعض الأدلة تشير إلى أن التعرض لعوامل معينة في البيئة قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية. ومع ذلك، لا تزال الأبحاث جارية لفهم كيف يؤثر التعرض البيئي على هذه الأمراض.
تشير الأبحاث إلى أن الأفراد المعرضين وراثياً الذين تعرضوا لبعض الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع أمراض المناعة الذاتية. لا يزال من غير الواضح كيفية تأثير هذه العدوى على تطوير هذه الأمراض، لذا فالبحث مستمر في هذا المجال.
توجد عدة أعشاب طبيعية تعزز المناعة الذاتية، منها:
على الرغم من أن الأسباب الدقيقة لاضطرابات المناعة الذاتية لا تزال غير واضحة، إلا أنه يصعب تحديد خطوات محددة لتقليل خطر الإصابة. ومع ذلك، عند التعرف على الروابط المحتملة بين العدوى السابقة وزيادة خطر الإصابة، يمكنك اتخاذ خطوات للحد من التعرض للإصابات البكتيرية والفيروسية من خلال:
يجب أن نعلم أن المرأة الحامل يمكن أن تعاني من أمراض المناعة الذاتية وتظل قادرة على إنجاب طفل صحي، ولكن قد يزيد هذا من خطر تعرضها أو لطفلها للخطر. علاوة على ذلك، فإن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج هذه الأمراض قد تكون غير آمنة خلال فترة الحمل.
تبدو الأعراض المبكرة لكثير من هذه الأمراض متشابهة، وتكون تتضمن:
مع ذلك، قد تحتوي الأمراض الفردية على أعراض خاصة بها، فعلى سبيل المثال، يتسبب داء السكري من النوع الأول في زيادة العطش وفقدان الوزن والتعب، بينما يرتبط مرض التهاب الأمعاء بأعراض تشمل آلام البطن والإسهال.
تعتمد التحليلات المخبرية المستخدمة في تشخيص اضطرابات المناعة الذاتية على نوع الاضطراب المشتبه به. عادةً ما يتم إجراء اختبارات دم للكشف عن أجسام مضادة ذاتية مختلفة، بالإضافة إلى تحاليل مخصصة للالتهابات. يستخدم اختبار الأجسام المضادة للنواة (ANA) كاختبار أولي لدى الشك في وجود هذه الأمراض، لكن هذا الاختبار لا يؤكد وجودها.
أحدث التعليقات