الأحاديث القدسية عن التوبة تجعلك تتوب إلى الله تعالى وتستغفر من ذنبك، فهو جل في علاه يقبل التوبة عن عباده ويغفر السوء لهم، لكن كيف تتوب؟ وكيف تستغفر من ذنبك، هذا ما يُعرفك إياه موقع سوبر بابا.
الأحاديث القدسية هي الكلام الذي ورد عن الله تعالى جل في علاه، ويكون قد نقله النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأحاديث القدسية عن التوبة الكثير والكثير.
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الله في حديث قدسي، إذا ما أذنب عبده ذنبًا وأتاه يستغفره فإنه يغفر له، فإن عاد للذنب يفعله ثم يستغفر الله يغفر الله له.
فهو سبحانه لا ينتظر من العبد إلا أن يكون طيبًا لنفسه، إذا أذنب يضر نفسه، وإذا عمل طيبًا فلنفسه، فهذا لا ينفع الله ولا يضره.
“أنَّ رجُلًا أذنَب ذنبًا فقال: أيْ ربِّ أذنَبْتُ ذنبًا – أو قال: عمِلْتُ عمَلًا – فاغفِرْ لي فقال تبارَك وتعالى: عبدي عمِل ذنبًا فعلِم أنَّ له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به قد غفَرْتُ لعبدي ثمَّ أذنَب ذنبًا آخَرَ – أو قال: عمِل ذنبًا آخَرَ – قال: ربِّ إنِّي عمِلْتُ ذنبًا فاغفِرْ لي.
فقال تبارَك وتعالى: علِم عبدي أنَّ له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به قد غفَرْتُ لعبدي ثمَّ عمِل ذنبًا آخَرَ أو أذنَب ذنبًا آخَرَ فقال: ربِّ إنِّي عمِلْتُ ذنبًا فاغفِرْ لي فقال اللهُ تبارَك وتعالى: علِم عبدي أنَّ له ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به أُشهِدُكم أنِّي قد غفَرْتُ لعبدي فلْيعمَلْ ما شاء” رواه أبو هريرة.
كما قال تعالى في حديث قدسي آخر: “يا عبادي إنكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا فاستغفِروني أغفرْ لكم”.
اقرأ أيضًا: دعاء البعد عن المعاصي والشهوات
إن العبد إذا ما أذنب ذنبًا، فإنه يعود له ثانية، هذا من شيم الإنسان، لكن الله تعالى يغفر ولا يبالي، مهما بلغ قدر ذنوب الإنسان، فقط كل ما عليه أن يستغفر الله.. البشر لا يغفرون لبعضهم ولو مثقال ذرة، إلا أن الله تعالى يغفر حتى لو ذهب إليه بذنوب كحجم الأرض كلها.
قالَ اللَّهُ تعالى: “يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعَوتَني ورجَوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغَت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقِرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً”.
ليس على الإنسان في ذلك من حرج، فالله تعالى لم يخلق البشر ليكونوا ملائكة، بل هم في الحقيقية يذنبون بالليل والنهار، ثم يستغفرون بالليل والنهار لأجل أن هذه هي طبيعتهم البشرية، فقد قال تعالى بحديث قدسي: “لو لم تُذنِبوا لذهبَ اللهُ بكُمْ ولجاءَ بقومٍ يُذنبونَ ثمَّ يستغفرونَ فيغفرَ لهُم”.
فهو تعالى ليس له أن يظلم عبدًا، أو لا يعطيه مسألته، بل إن البشر كلهم والأرض كلها لا تزيد الله تعالى في شيء، لذا فالتعامل مع الله لا يكون كما التعامل مع البشر، بل هو أرقى وارفع من ذلك بكثير.
“عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أنَّهُ قالَ: يا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ.
يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي.
يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ؛ ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ.
ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي، إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ. وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا“. رواه أبو ذر الغفاري.
إن العبد حين يتعامل مع الله فهذا هو الكرم كله، ليس كما يُعامل البشر، كل ما عليه هو أن يسير إليه قليلًا فقط، وسيقربه الله منه.
يقولُ اللَّهُ تَعالَى: “أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً” رواه أبو هريرة.
اقرأ أيضًا: دعاء اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض
إن التوبة لله تعالى لها شروط، فالأحاديث القدسية عن التوبة وضحت جليًا أن الله تعالى يجب أن يتوب ويتضرع حتى يغفر سبحانه له ذنبه.
على الرغم من أنه من بين الأحاديث القدسية عن التوبة أن الله تعالى كثير المغفرة، إلا أن هذا بحال استيفاء الشروط والتي من بينها الصدق في التوبة، لكن هُناك حالات لا يقبل الله أن يتوب على العبد بها.
الإخلاص في التوبة هو ما يجعل الله تعالى يقبلها، كيف لا وهو تعالى في أحاديثه القدسية عن التوبة أكد على أنه يغفر الذنوب جميعًا مهما كان حجمها طالما وُجد الصدق؟
العبد الذي يتوب الله عليه غالبًا ما يظهر هذا جليًا عليه، وهذا لا يعني أن يلاحظ هو ذاته ذلك، بل لن يشعر أبدًا أن هذه من علامات غفران الذنب.
اقرأ أيضًا: دعاء التوبة من العادة السرية
حين يدعو العبد إلى ربه تائبًا.. فإن ذلك يجب أن يكون بشيء من الصدق، والتضرع، هذا أدعى أن يغفر الله له ويتجاوز عن سيئاته، كما وعد سبحانه في الأحاديث القدسية عن التوبة.
الأحاديث القدسية عن التوبة هي ما تدفع العبد إلى السير بالخطى إلى الله تعالى، لجمال وعده بأنه سبحانه يغفر الذنوب جميعًا.
أحدث التعليقات