إن الله -سبحانه وتعالى- أرحم بنا من أنفسنا ومن آبائنا، وهو الذي يدير أمور خلقه وفق مشيئته، وهو الغني عن عبادتهم. ومن بين الأحاديث القدسية التي رواها الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن ربه، نجد قوله:
الله -سبحانه وتعالى- ينعم على العبد الصبور بعطاءات جميلة في الدنيا والآخرة، وهذا ما تشير إليه الأحاديث القدسية التي رواها الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الله -عز وجل- أنه قال:
الله -سبحانه وتعالى- وزَّع الصلاة بينه وبين العبد، فيستجيب لكل ما يقوله العبد فيها. وهذا يتضح من الحديث القدسي الذي رواه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الله -عز وجل- أنه قال:
(قسَمْتُ الصلاةَ بيني وبينَ عبدي نصفين، ولِعَبْدِي ما سألَ؛ فإذا قال العبدُ: الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، قال اللهُ: حَمِدَني عبدي، فَإذا قال: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قالت اللهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، فَإِذا قَالَ: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَإذَا قَالَ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قال: هذا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي ما سألَ، فإِذا قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ، قال: هذا لِعبْدِي، ولعَبْدِي مَا سَأَلَ).
إن الله -سبحانه وتعالى- حرّم الظلم على نفسه وبين عباده، ونهى عن ظلم بعضهم البعض. وقد أشار إلى ذلك الحديث القدسي الذي رواه الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن الله -عز وجل- قوله:
(يا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وجَعَلْتُهُ بينكم مُحَرَّماً، فلا تَظَالَمُوا. يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ. يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ. يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ. يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وأَنا أَغفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ. يا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي. يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ، مَا زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئاً. يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئاً. يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذلكَ مِمَّا عِندِي إِلَّا كَمَا يَنقُصُ المِخْيَطُ إِذا أُدْخِلَ البَحْرَ. يا عِبَادِي، إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْراً، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، ومَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ، فلا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ).
كما يوجد العديد من الأحاديث القدسية التي رواها الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الله -عز وجل- في مجالات متعددة مثل الصلاة، والرزق، وتحريم الظلم، وسعة رحمة الله ومغفرته.
أحدث التعليقات