أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حول الظلم

أحاديث الرسول الكريم حول الظلم

دعوة المظلوم ووجوب الاستجابة

لقد وعد الله -عز وجل- المظلوم بقبول دعائه، وذلك لتسليط الضوء على فداحة الظلم وعواقبه. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ثلاثُ دعواتٍ مستجاباتٍ لا شك فيها: دعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المسافرِ، ودعوةُ الوالدِ على ولدِه”. ومن الدعاء الذي كان يردده النبي -صلى الله عليه وسلم-: “اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك من وعثاءِ السفر، وكآبةِ المنقلب، ومن الحور بعد الكور، ومن دعوةِ المظلومِ، ومن سوء المنظرِ في الأهل والمال”.

عواقب الظلم واتهام للظالم

وذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما سُئِلَ عن المفلِس، فقال: “أَتَدْرُونَ ما المفلس؟” فقالوا: “المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع”. فأجاب: “إنّ المفلس من أمّتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف ذاك، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته. وإن فنيت حسناته قبل أن تُقضى حقوق الآخرين، أُخذَ من خطاياهم فطُرِحت عليه، ثم طُرِحَ في النار”.

ضرورة رد الحقوق والتوبة من الظلم

من المهم إرجاع الحقوق لأصحابها والتوبة عن الظلم، حيث من لم يقم بذلك ستُؤخذ من حسناته بمقدار ما ارتكب من ظلم في الآخرة، يوم لا تنفع فيه الندم. وفي الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن كانت له مظلمةٌ لأخيه من عرضِه أو شيءٍ، فليتَحللْهُ اليومَ، قبلَ أن لا يكونَ دينارٌ ولا درهمٌ، فإن كان له عملٌ صالحٌ أُخذ من حسناته بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبِه فحملَ عليه”.

حديث قدسي حول الظلم

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -تبارك وتعالى-: “يا عبادي، إنّي حرّمتُ الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّمًا، فلا تظالموا. يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا من هديته، فاستهدوني أهدِكُم. يا عبادي، كلكم جائعٌ إلا من أطعمتُه، فاستطعِموني أطعِمْكُم. يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسوني أكسُكُم. يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم”.

“يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتبضروني، ولن تبلغوا نفعِي فتنفعوني. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسَكُم وجِنَّكُم، كانوا على أتقى قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم؛ ما زاد ذلك في ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسَكُم وجِنَّكُم، كانوا على أفجر قلبِ رجلٍ واحدٍ؛ ما نقص ذلك من ملكي شيئًا”.

“يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسَكُم وجِنَّكُم، قَاموا في صعيدٍ واحدٍ وسألوني، فأعطيتُ كل إنسانٍ مسألته؛ ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص المِخْيَطُ إذا أُدخل البحرَ. يا عبادي، إنما هي أعمالُكم أُحصيها لكم، ثم أُوَفِّيكُم إياها. فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه”. وفي روايةٍ: “إنّي حرّمتُ على نفسي الظلم وعلَى عبادي، فلا تظالموا”.

Published
Categorized as إسلاميات