أحاديث الشيخ الشعراوي: دروس وحكم من تراثه الفكري

أفكار الشيخ الشعراوي حول أركان الإسلام الخمسة

يُظهر الشيخ الشعراوي أن أركان الإسلام تتكون من خمسة عناصر، حيث أن الشهادة والصلاة يمثلان الركنين الأساسيين اللذين يلازمان المؤمن في كل الأوقات. ربما لا تتوفر شروط مثل الصوم أو الزكاة أو الحج، مما يجعلها غير واجبة، بينما الصلاة تظل فريضة مفروضة five مرات يوميًا. من خلال هذه الصلاة، يعبّر المؤمن عن ولائه لله، وقد قسم الله تعالى أوقات الصلاة على مدار اليوم لتحافظ على صلة المؤمن الدائمة بخالقه، لتجد أن نداء (الله أكبر) يناديك في كل مشاغل الحياة.

حديثه عن نزول القرآن مع اسم الله

يشير الشيخ الشعراوي إلى أن القرآن الكريم نزل منذ اللحظة الأولى مصاحبًا لاسم الله سبحانه وتعالى. لذلك، عندما نتلو القرآن، نبدأ بعبارة “بسم الله” التي أرادها الله. الكلمات الأولى التي تلقاها النبي محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كانت: (اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ)، مما يوضح أهمية بداية هذا النزول كوسيلة لأداء دوره في العالم باسم الله. وبالتالي، فكلما قرأنا القرآن، نبدأ بنفس هذه البداية.

حديثه عن الوقوف بين يدي الله أثناء الصلاة

يعتبر الشيخ الشعراوي أن مجرد اعتزامك لقاؤك مع الرب يعطيك مكانة عظيمة. كل ما تحتاجه هو أن تتوضأ وتنوي أن تتوجه إلى الله قائلاً: الله أكبر، وبالتالي تجد نفسك في حضرة الله عز وجل، حيث تحدد أنت المواعيد والمكان وموضوع اللقاء. تستمر في هذه المعية حتى تنهي اللقاء متى شئت، وهذا ما يكسبك كرامة عظيمة، كما قال أحد الشعراء:

حَسْبُ نَفْسِي عِزّاً بِأَنِّي عَبْدٌ

يَحْتَفِي بِي بِلاَ مَواعِيدَ رَبُّ

هُو في قُدْسِه الأعَزِّ ولكِنْ

أنَا أَلْقَى متَى وَأَيْنَ أُحِبُّ.

حديثه عن الظلم

يرى الشيخ الشعراوي أن الظلم ينشأ من رغبة الإنسان في الاستفادة من جهد الآخرين. عندما تظلم شخصًا، فإنك تأخذ حقه الذي كسبه من عرقه، مما يعكس قوة الظالم. ولكن ماذا عن الشخص الذي يظلم طرفاً لصالح آخر؟ في هذه الحالة، قد لا يحقق الظالم أي نفع مباشر له.

هذا يعدّ أكثر قبحًا من الظلم الأول، حيث قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: (بادِروا بالأعمالِ ستكون فِتَنًا كقِطَعِ اللَّيلِ المُظلِمِ يُصبِحُ الرَّجُلُ فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا)، مما يدل على خطورة الظلم الذي قد يؤدي إلى بيع الدين من أجل متاع الدنيا.

حديثه عن البصر والبصيرة

يُفرّق الشيخ الشعراوي بين البصر الذي يتعلق بالمحسوسات والبصيرة التي ترتبط بالمعنويات. فالبصر الحسي لا يمكنه أن يقوم بنفس الدور الذي تؤديه البصيرة، حيث إن البصيرة تتطلب يقينًا مع نور يقنع النفس البشرية، حتى وإن لم تكن الأمور واضحة بشكل كامل.

حديثه حول الصراع بين المؤمنين والكافرين

يتساءل الشيخ الشعراوي عن سبب الصراع المستمر بين المؤمنين والكافرين رغم أن النصر مرتبط بالمؤمنين. الإجابة هي أن الله يريد أن يُمحِص أتباع النبي محمد ويَدربهم على مسؤولية نشر دعوة الإسلام إلى العالم، وهذا يتطلب وجود هيكل راسخ من الثبات بالرغم من الشدائد.

ولقد ثبت أنهم يتعرضون للأذى والاضطهاد، ولكنهم يستمرون في الصبر، إذ أن هذه الصفة ضرورية لمن يُعَدُّ لحمل الأمانة. وبالتالي، إذا رأيت مبدأً يجني ثماره بسرعة، فاعلم أنه مبدأ باطل، لأن المبادئ الحق تتطلب التضحية من أجلها.

حديثه عن الحياة

ينبه الشيخ الشعراوي إلى أن حركة الحياة تتطلب من الجميع بذل جهده لأداء دوره حتى تتقابل الجهود معًا. إن بناء شيء يحتاج إلى تعاون، لذا من المهم وجود قيم وضوابط تحث كل شخص على إتقان عمله وإخلاصه.

غالبًا ما يُجيد الإنسان جانبًا واحدًا فقط من حياته – مهارته أو حرفته – كما يُظهرون في القول المعروف “باب النجار مخلع”. ولكن عندما يعمل من أجل الآخرين، ينجح في إتقان عمله ويبدع فيه، وهذا يؤدي إلى تحسن العلاقات بين الناس.

معلومات عن الشيخ الشعراوي

الشيخ محمد متولي الشعراوي، وُلِد في 15 أبريل من عام 1911م في محافظة الدقهلية بمصر. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، حيث كان يبلغ 11 عامًا عندما أتم حفظه. التحق بمعهد أزهري منذ الطفولة، وكان بارزًا بين زملائه، وحقق نجاحات كبيرة في حفظ الحكم والشعر. تخرج في عام 1940م ومنح إجازة التدريس عام 1943م، وعُين في عدة معاهد ومدارس دينية. توفي -رحمه الله- في عام 1998م.

Published
Categorized as إسلاميات