لِعَينيكِ ما يَلقى الفؤادُ وما لَقي
وَلِلحُبِّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي
وما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العشقَ قلبَهُ
وَلَكن مَن يُبصِر جُفونَكِ يعشقِ
وبين الرضا والسخط والقرب والنوى
مَجالٌ لدمع المُقلة المتَراقِصِ
ما أوجهُ الحَضَرِ المُستحسناتُ بِهِ
كَأوجهِ البَدَوِيَّاتِ الرَعابيبِ
حُسنِ الحَضارَةِ مَجلوبٌ بتَطرِيَةٍ
وفي البَداوةِ حُسنٌ غيرُ مَجلوبِ
أينَ المَعِيزُ مِنَ الآرامِ ناظِرَةً
وغيرَ ناظِرَةٍ في الحُسن والطيبِ
أفدي ظِباءَ فَلاةٍ لم تعرَفنَ بِها
مَضغَ الكَلامِ ولا صَفغَ الحواجبِ
ولا بَرَزنَ منَ الحمّامِ ماثِلَةً
أوراكُهُنَّ صَقيلاتِ العَراقيبِ
فكلُّ السنوات تبدأ بكِ
وتنتهي فيكِ
سأكون مُضحكاً إذا فعلتُ ذلك
لأنّكِ تسكنينَ الزمنَ كلّه
وتسيطرينَ على مداخل الوقت
إنّ ولائي لكِ لم يتغيّر
كنتِ سلطاني في العام الذي مضى
وستبقين سلطاني في العام الذي سيأتي
ولا أفكّرُ في استبعادكِ عن السُلطة
فأنا مقتنعٌ بعدالة اللون الأسود في عينيكِ الواسعتين
وبطريقتكِ البدوية في ممارسة الحب
ولا أجد ضرورةً للصراخ بنبرةٍ مسرحية، فالمُسمَّى لا يحتاجُ إلى تسمية والمُؤكَّدُ لا يحتاجُ إلى تأكيد
إنني لا أؤمنُ بجدوى الفنّ الاستعراضي ولا يعنيني أن أجعل قصّتنا مادّةً للعلاقات العامة
سأكون غبيّاً لو وقفتُ فوق حجرٍ أو فوق غيمة وكشفتُ جميعَ أوراقي.
فهذا لا يضيفُ إلى عينيكِ بُعْداً ثالثاً، ولا يُضيف إلى جنوني دليلاً جديداً
إنني أُفضِّلُ أن أحتفظ بكِ في جسدي كطفلٍ مستحيل الولادة وطعنةً سريةً لا يشعرُ بها أحدٌ غيري
لا تبحثي عنّي ليلةَ رأس السنة، فلن أكون معكِ ولن أكون في أيّ مكان
إنني لا أشعر بالرغبة في الموت مشنوقاً في أحد مطاعم الدرجة الأولى
حيثُ الحبُ هو طبقٌ من الحساء البارد لا يقربه أحد، وحيثُ الأغبياءُ يطلبونَ ابتساماتهم قبل شهرين من تاريخ التسليم
وأيامٌ لا نخشى على اللهو ناهيا
تذكّرت ليلى والسنين الخوالي
بليلى فَهالني ما كنتُ ناسيًا
ويومٌ كظلّ الرمح، قصُر ظله
بذات الغضيّ نُزجي المطيّ النواحيا
بتمدين لاحت نار ليلى، وصحبتي
إذا جئتكم بالليل لم أدرِ ما هيا
فيا ليل، كم من حاجةٍ لي مهمَّة
وجدنا طوال الدهر للحب شافيًا
لحيّ الله أقوامًا يقولون إننا
قضى الله في ليلى، ولا قضى ليا
خليلي، لا والله لا أملك الذي
فهلًا بشيءٍ غير ليلى ابتلاني
قضاها لغيري، وابتلاني بحبّها
يكون كافيًا لا عليّ ولا ليا
فيا ربِّ سوّ الحب بيني وبينها
ألا إنّها ليست تجود لذي الهوى
بل البخل منها شيمة وخلائق
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا
سوى أن يقولوا إنّي لك عاشق
نعم، صدق الواشون، أنت كريمة
عليّ وإن لم تصف منك الخلائق
ألا ليت ريعان الشباب جديد
ودهراً تولّى يا بثين يعود
فنبقى كما كنّا نكون، وأنتمُ
قريبٌ وإذا ما تبذلينَ زهيد
خليليّ ما ألقي من الوجد باطن
ودمعي بما أخفي الغداة شهيد
إذا قلت ما بي يا بثينه قاتلي
من الحب، قالت: ثابت ويزيد
وإن قلت رُدّي بعض عقلي
أعش به، تولّت وقالت: ذاك منك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالبًا
ولا حبّها فيما يبيد يبيد
وقلت لها: بيني وبينك فاعلمي
من الله ميثاق له عهود
وأفنيت عمري بانتظاري وعدها
وأبليت فيها الدهر وهو جديد
أَمَيرَتي لا تَغفِري ذَنبي
فإنَّ ذنبي شِدَّةُ الحُبِّ
يَا لَيتَني كُنتُ أَنَا المُبتَلى
مِنكِ بِأَدنى ذَلكَ الذنبِ
حَدَّثتُ قَلبي كاذبًا عَنكُمُ
حَتّى استَحَت عَينَي مِن قَلبي
يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ
لِيَهْنَكِ اليَومَ أنَّ القَلبَ مَرعاكِ
الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لشاربِهِ
وليس يُرويكِ إلا مدمعي الباكي
هَبَّت لنا مِن رِيَاحِ الغَورِ رائحةٌ
بعدَ الرُقادِ عَرَفناها بِرَيَّاكِ
أحدث التعليقات