يقول الشاعر فاروق جويدة:
وغدًا تسافر
والأماني حولنا.. حائرة تذوب
والشوق في أعماقنا يجرح جوانحنا
ويعصف بالقلوب
لم يتبقى من ظلالك
سوى أصداء ابتسامة
تظل على وجهي تواسيه
وتُتَمَنّى بالسلامة
وغدًا سنمضي فوق أمواج الحياة..
لا نعلم المرسى
وتاهت كل أطواق النجاة
لماذا لم تعلميني السباحة في البحار؟
لماذا لم تعلمني الحياة بلا شمس.. أو نهار؟
والصبر.. يا للصبر حلم واهٍ..
وهم يعذبنا ومأوى.. كنكبة
وغدًا تسافر
والأمل حولي يتلاشى
أتراك تعرفين كيف يختطف الهوى
نبض.. القلوب؟
والآن تجمعين في الحقائب
عطر أيام.. الحب
وعلى المقاعد تذكّرت الذكريات
على صدر الأمل..
ما كنت أظن أننا يومًا
سنعود.. قبل منتصف الطريق
ومع النهاية نحمل الذكريات
صغيرة.. ماتت منا في حريق..
وتسافر الأشواق في كتاباتنا
والحب يبكي كلما اقتربت نهايتنا
ويسرع.. نحونا..
وعقارب الساعات تصمد..
قد يتوه الوقت..
قد يتأخر قطار الليل
قد ننسى.. ونعود إلى منازلنا
الدرب أظلم من حولنا..
من يا ترى سينير
هذا الدرب.. حبًا كالذي لدينا؟!
هذا الدرب أقسم أن يعادي
كل شيء.. بعدنا
وهناك في منتصف الطريق شجيرة
كم ظلت لعمرنا بين الأماني..
مصباحنا المسكين ودع نبضه..
ولقد أسعد النور بعطره.. بيننا
شرفات منزلنا المسكين تهدمت..
عاشت آمالنا وذاقت كأسنا
وبراعم الورد بين دموعها
ظلت تعانقني.. وتسألني: ترى..
سنعود يوماً.. إلى بيتنا؟!
يقول الشاعر محمد الحارثي:
في صالة المغادرين، بوابةٌ خشبيةٌ
تجذب أعين العابرين إلى زنازينها الضيقة
وأقبيتها المضاءة بكحل الفوانيس
إلى الكؤوس المليئة
على الزيتيات والماء
حيث الحياة في مهدها الأول، وفي قبرها الأخير
قبل الإقلاع تتنفس هواءها المعطر،
بهذا الهواء الفواح برائحة الخلود
لهاملت
المعتق بخيوط الصباح وإبره
في قميص الذكريات الحزينة
بعطر Poème
في صالة المغادرين
حيث المسافرون المرتبكون من التحديق
في الشاشات ومتاجر السوق الحرة،
من الرحلات الطويلة بين آسيا والأمريكتين..
من ملابس أطفالهم المتسخة،
ومعاناة زوجاتهم السمينة من الجلوس على
المقاعد المليئة بلافتات ممنوع التدخين
عندما تتأخر رحلة إلى
كوالالمبور، أنتيغوا، دبي
فيلادلفيا
وكوبنهاغن
يدخلون واحدًا تلو الآخر إلى عبق الفارس والحصان
واحدًا تلو الآخر.
أحدث التعليقات