تعبير “الإخلاص” يمثل الصدق، الصفاء، والنقاء، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالوفاء. تختلف مظاهر الإخلاص في حياتنا، فقد يظهر كإخلاص في العمل، في الصداقة، أو في العائلية. فالإخلاص والوفاء هما من السمات الأساسية للشخص الناجح والصادق. في هذا المقال، نقدم لكم مجموعة من الأقوال عن الإخلاص تتعلق بمجالات متعددة من الحياة.
الرسالة الأولى:
أعاهدك
أن نكون صديقين للأبد
وطريق المحبة، يا عزيزي، هو طريقنا
يا صديقي ورفيق الحب
أنت شخص لا يرضى بالذل
نبحر معًا بلا ربان
نستمتع بموج الشوق
أنا معك، والبحر والسحاب أصدقائي
ولن نفترق أبدًا.
الرسالة الثانية:
الوفاء جزء من طبيعتك، بينما قصوري جزء من طبيعتي
أعتذر منك حتى لو لم يكن لدي عذر
أنت غالٍ في قلبي، ولا يمكن أن تقل قيمتك
أقسم أنني لن أنساك، يا عزيزي
فأنت جذور قلبي، وكيف يعيش القلب بلا جذور.
الرسالة الثالثة:
عندما تغرق، سأكون هناك لأرفع معنوياتك
عندما تتعب، سأكون هناك لأدعمك، سأكون صديقك
مهما حدث…
إلى متى سنظل أصدقائك؟
هل تريد أن تعرف؟
طالما النجوم تتلألأ
طالما الماء متدفق
طالما أعيش، سنبقى أصدقاء.
الرسالة الرابعة:
إذا لم تجمعنا الأيام، فستجمعنا الذكريات، وإذا لم ترني عينك، فلن ينساني قلبك، ولا يغيرني الزمن، وإذا لم تراك عيناي، فقلبي يحتفظ بك، ومن دعائي أن لا أنساك، أحبك صديقي.
قصيدة “أين الوفاء” للشاعر جمال مرسي، الذي وُلد في كفر الشيخ عام 1957، وهو أحد الكتاب المصريين المعروفين، له مجموعتان شعريتان: “الغربة” و”أصداف البحر ولآلئ الروح”. في قصيدته يقول:
أَيْنَ الوفا؟ قَطَّعتُ حَبلَ رَجَائِي
وهَلِ اختَفَى مِن هَذِهِ الغَبراءِ؟
أينَ الجُذورُ الضَّارِباتُ أَصَالَةً
في عُمقِ أَرضٍ ضُمِّخَت بِرِياءِ؟
لا زِلْتُ أُهرِقُهَا دُمُوعاً مُرَّةً
و أنا الذي لم أَستَكِن لِبُكاءِ
لكنَّها الأيامُ تُبدي للورى
ما يَستَثِيرُ حَفِيظَةَ العُقَلاءِ
جَرَّبتُهَا، فَرَأَيتُ ناساً في الثرى
منها، وناساً في رُبا الجوزاءِ
دَالت، فلا فِرعَونُ خلَّد نفسَهُ
كلا و لا قَارُونُ في الأحياءِ
لم يَبقَ إلا وَجهُ مَن سَمَكَ العُلا
و لَهُ تذلُّ بيارقُ العُظَماءِ
يا غافلاً، لا تَأمَنَن دُنيا بَنَت
في كُلِّ ضاحيةٍ صُروحَ شقاءِ
شَغَلَت مُحبِّيها، فَذاكَ لثروةٍ
يَسعى، و ذاكَ لشُهرةٍ وعلاءِ
و على مَسَارِحِها لَهَى ذو شهوةٍ
ما بين كأسٍ أُترِعَت ونساءِ
و العاقلُ الفَطِنُ الذي لم تُثنِهِ
عَن هِمَّةِ الأحرارِ و النُّبَلاءِ
إن راودتهُ بحُسنِهَا عن نفسهِ
لم يُفتَتَن بجمالِها الوضَّاءِ
جَعَلَ العفافَ إذا ابتلتهُ رِداءَهُ
أنعم بِهِ من حُلَّةٍ و رداءه
حدَّقتُ في الدُّنيا فَلَم أَلمَح بها
ما يُسْكِنُ الأفراحَ عينَ الرائي
و بذلتُ من جَهدي لأُثبتَ أنني
أَخطَأتُ في ظَنِّي و في آرائي
فَوَجَدت مِن أُختِ الزوالِ إجابةً
تُدمي القلوبَ، تطيحُ بالحكماءِ
الأصدقاءُ كأنَّما أَودَت بِهِم
رِيحُ الغُرورِ، و قبضةُ الخُيَلاءِ
كُلٌّ يُحدِّثُ نفسَهُ عن نفسِهِ
أن ليسَ قُدَّامِي و ليسَ ورائي
يا للصديقِ، سِهامُهُ إن صُوِّبَت
سَكَنَت من الخٍلاّنِ في الأحشاءِ
ما أصعبَ الغدرَ المقيتَ على امرئٍ
ظَنَّ الحياةَ الروضَ بالرُّفَقاءِ
فيجيئهُ موتٌ يُقَوِّضُ حُلمَهُ
مِن خلفِهِ بخناجرِ الأهواءِ
يا صاحبيَّ ترفَّقا بي، إنِّني
مِمَّا بُليِتُ بِهِ لفي ضَرَّاءِ
ذهبَ الوفا، حتى كأنَّ وجودَهُ
ضَربٌ من الأوهامِ كالعنقاء
ما هذه الدنيا؟ أدارُ تناحرٍ
يُسعى لخِطبةِ وُدِّها بِدِماءِ؟
أم أنها سُوقٌ لبيعِ مبادئ فيها
ببخسٍ للورى و شِراءِ؟
آمنتُ باللهِ الذي دانت لَهُ
كُلُّ الدُّنا، و بَسَطتُ كفَّ رجائي
لو لم يَكُن قلبي يُشِعُّ بنورِهِ
لَكَرِهتُ في هذي الحياةِ بقائي
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني، وُلِد في مصر ونُسب إلى كوم مازن. كان من أبرز الشخصيات في مجال الترجمة من الإنجليزية، ولديه ثقافة واسعة في الأدب الغربي. كان له عدة مؤلفات من بينها: قبض الريح، حصاد الهشيم، صندوق الدنيا، ورحلة الحجاز. في قصيدته “ذهب الوفاء فما أحس وفاء” يقول:
ذهب الوفاء فما أحس وفاء
وأرى الحفاظ تكلفاً ورياء
الذئب لي أني وثقت وأنني
أصفى الوداد وأتب ع الفلواء
أحبابي الأدنين مهلاً واعلموا
أن الوشاة تفرق القرباء
إلّا يكن عطفٌ فردوا ودنا
ردّاً يكون على المصاب عزاء
إلّا يكن عطفٌ فرب مقالة
تسلى المشوق وتكشف الغماء
إلّا يكن عطف فلا تحقر جوىً
بين الضلوع يمزق الأحشاء
هب لي وحسبي منك أنت تك فرقةٌ
لفظاص يخفف في النوى البرحاء
فإذا ذكرت ليالياً سلفت لنا
حن الفؤاد ونفس الصعداء
دعني أقول إذا النوى عصفت بنا
وأجد لي ذكر الهوى أهواء
ما كان أسلس عهده وأرقه
ولى وألهج بالثنا الشعراء
لا تبخلوا بالبشر وهو سجيةٌ
فيكم كما حبس السحاب الماء
لا يحسن التعبيس أبلج واضحٌ
ضحك الجمال بوجهه وأضاء
قد كنت آمل منك أن سيكون لي
قلبٌ يشاطرني الوفاء سواء
فإذا بكم كالشمس يأبى نورها
أبد الزمان تلبثا وبقاء
أحدث التعليقات