الوجبات السريعة
تعرف الوجبات السريعة عموماً بأنها الأطعمة التي تتميز بارتفاع سعراتها الحرارية مقابل قيمة غذائية منخفضة. مع بداية القرن الحادي والعشرين، أصبحت هذه الوجبات شائعة على مستوى العالم، إذ تتوفر في مختلف الدول. وتعتبر الوجبات السريعة محبوبة بشكل خاص من قبل الأطفال؛ حيث أظهرت تقارير معهد الأغذية للبيانات في مكتب إحصاءات العمل أن جيل الألفية ينفق حوالي 45% من نفقاته الغذائية على تناول الطعام خارج المنزل. من المهم الإشارة إلى أن المشكلة الكبرى المرتبطة بإقبال الناس على الوجبات السريعة هي افتقارها للقيمة الغذائية، مما يتسبب في شعورهم بعدم الاكتفاء، وبالتالي تناول المزيد منها. علاوة على ذلك، يميل متناولو الوجبات السريعة إلى اختيارها بدلاً من الأطعمة الأكثر فائدة؛ كمثال، يفضل الكثيرون تناول المشروبات الغازية المخصصة للوجبات السريعة بدلاً من العصائر الطبيعية أو منتجات الألبان. كما أن تناول رقائق البطاطا المقلية يحل محل تناول الفواكه والخضراوات.
أضرار الوجبات السريعة على الأطفال
تتسبب الوجبات السريعة في مجموعة من الأضرار لصحة الأطفال، من أبرزها:
- زيادة وزن الأطفال: أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن الأطفال قد يكتسبون حوالي 2.73 كيلوغرام سنويًا بسبب استهلاك الوجبات السريعة، نظرًا لأن الدهون والسكر والملح فيها تجذب الأطفال بشكل ملحوظ، ما يُفعّل أذواقهم الأساسية ويزيد من رغبتهم في تناول المزيد من الأغذية على مدار اليوم. كما أن محتواها المنخفض من الألياف يجعل الأطفال يشعرون بالشبع بشكل أقل، مما يدفعهم لتناول المزيد لاحقاً. إضافةً إلى ذلك، فإن حجم الوجبات الكبير في المطاعم يساهم في تفشي السمنة. الأطفال الذين يتناولون هذه الأطعمة يميلون إلى استهلاك مزيد من المشروبات المحلاة بدلاً من الحليب والخضراوات والفواكه.
- انخفاض الأداء الأكاديمي: ارتبطت بعض الدراسات السابقة بين استهلاك الوجبات السريعة لصحة الأطفال وظهور مشكلات صحية متعددة، حيث أثبتت أن استهلاك الوجبات السريعة لا يؤثر فقط على الصحة بل قد ينعكس سلباً على النمو والتطور الأكاديمي. فقد أظهر بحث أن الأطفال في الصف الخامس الذين تناولوا الوجبات السريعة بشكل متزايد حققوا نتائج أقل في اختبارات الرياضيات والقراءة في الصف الثامن. وأوضحت نتائج بعض الدراسات الأخرى أن الأطفال الذين يستهلكون هذه الوجبات بين 4-6 مرات أسبوعياً قد انخفضت نتائجهم في اختبارات الرياضيات والقراءة والعلوم بنسبة 20% مقارنةً بأقرانهم الذين لم يتناولوا أي وجبات سريعة.
كما أن هناك أضرار أخرى للوجبات السريعة تؤثر على البالغين والأطفال على حد سواء، منها:
- تأثيرها على صحة الجهاز الهضمي والقلب: تتكون الوجبات السريعة عادةً من نسبة عالية من الكربوهيدرات وقليل من الألياف، مما يؤدي لارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل متكرر، وبالتالي تسبب في تزايد معدلات الإنسولين، مما يمكن أن يعرقل الاستجابة الطبيعية للجسم تجاه الإنسولين و يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- احتواؤها على كميات كبيرة من السكر والدهون: تعد السعرات الحرارية في الوجبات السريعة مرتفعة جداً، حيث تحتوي على نسبة مرتفعة من السكر المضاف بالإضافة إلى أن المشروبات الغازية تحتوي على كميات كبيرة من السكر، مما يؤدي إلى زيادة الكوليسترول الضار (LDL) وتقليل الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني.
- محتوى مرتفع من الصوديوم: يؤدي تناول كميات عالية من الملح إلى احتباس السوائل، مما يسبب الشعور بالانتفاخ بعد تناول الوجبات، ويسبب ذلك خطرًا على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
- التأثير السلبي على صحة الجهاز التنفسي: قد ساهم تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية في زيادة الوزن، مما يؤدي لظهور مشكلات مثل الربو وضيق التنفس، وخاصةً بين الأطفال.
- تأثيرها على صحة الجلد والشعر: الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو السكر عادةً ما تؤدي لظهور حب الشباب. وقد أظهرت الدراسات أن الأطفال والمراهقين الذين يتناولون ثلاث وجبات سريعة أسبوعياً يكونون معرضين أكثر للإصابة بالإكزيما.
- التأثير على صحة العظام: تناول الوجبات السريعة يمكن أن يؤدي للسمنة، والتي بدورها تزيد من مشكلات كثافة العظام وكتلة العضلات، في حين أن الكربوهيدرات والسكر قد تزيد من الأحماض في الفم التي قد تؤذي مينا الأسنان.
طرق لجعل طعام الأطفال أكثر صحة
يمكن اعتبار الطعام بمثابة الوقود الذي يمنح الجسم الطاقة، إلا أن بعض العادات الصحية ينبغي اتباعها للحفاظ على الصحة العامة. إليك بعض الطرق لبدء تغيير العادات الغذائية:
- تحضير الطعام الصحي في المنزل أكثر.
- استبدال الوجبات السريعة بوجبات صحية مثل العصائر الطبيعية والتسالي الصحية.
- إعداد وجبات خفيفة صحية للاستهلاك بعد التسوق مثل المكسرات.
- تخصيص وقت لتحضير عشاء صحي في المنزل وضم الأطفال في هذه العملية مرة واحدة أسبوعياً.
- تناول جميع أفراد العائلة طعامًا صحيًا معًا، بما في ذلك البالغين.
- زراعة بعض الأعشاب والتوابل في المنزل لزيادة حماس الأطفال تجاه الطعام الصحي.
- مراجعة مكونات الطعام مع الأطفال لزيادة وعيهم.
- تجنب استخدام التكنولوجيا خلال وجبات العشاء لتعزيز التواصل الأسري.
- توعية الطفل بأن النظام الغذائي الصحي هو وسيلة لتغذية الجسم لا لفقدان الوزن.
- عدم التفريق بين الأخوة بناءً على أوزانهم.
- بدأ التغييرات الغذائية بشكل تدريجي وسلس للوصول للتغييرات الصعبة لاحقًا.
فيديو عن أضرار الوجبات السريعة
يمكنك مشاهدة هذا الفيديو للحصول على مزيد من المعلومات حول أضرار الوجبات السريعة.
أحدث التعليقات